بيان لحزب «توده» الإيراني يدين العدوان «الإسرائيلي» على بلاده
نشر حزب توده الإيراني (حزب الجماهير الإيراني)، بياناً في اليوم الأول لبدء العدوان الصهيوني على إيران، أدان فيه الحزب هذا العدوان، وصدر البيان باسم اللجنة المركزية للحزب، بعنوان: «حزب توده الإيراني يدين بشدة الهجوم الإجرامي والإرهابي الذي شنته الحكومة الإسرائيلية على إيران»!
وفيما يلي نصه المعرَّب عن الأصل الفارسي:
أيها المواطنون الأعزاء!
وفقًا لأحدث التقارير، قصفت الحكومة الإسرائيلية أجزاءً واسعة من وطننا، بما في ذلك منشآت ومراكز نووية إيرانية، في سلسلة هجمات إرهابية صباح اليوم، ما أسفر عن مقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، بمن فيهم رئيس الأركان محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، بالإضافة إلى عدد من العلماء النوويين الإيرانيين. وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أنه عقب الهجوم الإسرائيلي على طهران، نُقل نحو "50 جريحًا" إلى مستشفى جمران في طهران، بينهم 35 امرأة وطفلاً على الأقل.
إن الهجمات التي تشنها حكومة بنيامين نتنياهو مجرمة الحرب، بعلم إدارة ترامب، على الأراضي الإيرانية، خلافاً لجميع القوانين الدولية، هي مؤشر واضح على حقيقة أن الصمت والتعاون العملي مع حكومة قتلت حتى الآن أكثر من 50 ألف فلسطيني، بما في ذلك 12 ألف طفل في قطاع غزة، وتواجه الآن ملايين المواطنين في هذه المناطق بحصار اقتصادي ومجاعة ووجوع - يمكن أن يكون لهما عواقب وخيمة على السلام في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وبحسب وكالات الأنباء العالمية، أصدر بنيامين نتنياهو بياناً أكد فيه الهجوم على إيران، وقال: "قبل لحظات، أطلقت إسرائيل عملية "صعود الأسد"... وستستمر هذه العملية لأيام عديدة حسب الضرورة..."
في بيان صدر عقب هذه الهجمات، أعلن علي خامنئي أيضًا: "مد النظام الصهيوني يده القذرة والدموية لارتكاب جريمة في بلدنا الحبيب فجر اليوم، وكشف عن طبيعته الشريرة أكثر من أي وقت مضى باستهدافه المراكز السكنية. يجب أن يتوقع النظام عقابًا شديدًا. لن تتخلى عنه يد القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الجبارة... استشهد عدد من القادة والعلماء في هجمات العدو. سيستأنف خلفاؤهم وزملاؤهم مهامهم فورًا".
يأتي الهجوم الإسرائيلي على إيران في وقتٍ أصدر فيه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الخميس 12 يونيو/حزيران، قرارًا ضد الجمهورية الإسلامية، جاء فيه: "يُعلن أن إخفاق إيران المتكرر منذ عام 2019 في الوفاء بالتزاماتها بالتعاون الكامل والسريع مع الوكالة بشأن المواد والأنشطة النووية غير المُعلنة في عدة مواقع غير مُعلنة في إيران يُشكل إخفاقًا من جانبها في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". تجدر الإشارة إلى أن بعض القضايا التي أثارها قرار مجلس المحافظين هي قضايا طُرحت خلال اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة، وتم الاتفاق عليها بالفعل.
ردًا على صدور قرار مجلس المحافظين، أكد مسعود بيزشكيان أن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم، وأضاف: "لا أفهم كيف ينبغي لنا التعاون مع العالم حتى لا يسيئوا التصرف، ونترك للآخرين حرية التصرف. سنمضي في طريقنا ونواصل التخصيب". تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الهجوم الإسرائيلي يأتي في وقت كان من المقرر فيه عقد الجولة السادسة من المحادثات بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة يوم الأحد.
أعربت اللجنة المركزية لحزب توده الإيراني، في اجتماع عُقد خلال الأسابيع الأخيرة، عن قلقها العميق إزاء الوضع الحرج في المنطقة والمخاطر التي قد تُهدد وطننا، وحذّرت، من جملة أمور، منها: "إن التوجه نحو صراع عسكري مع الإمبريالية الأمريكية والإسرائيلية، هو صراع قد يُحوّل إيران إلى سوريا جديدة وعراق جديد... إن حزب توده الإيراني، شأنه شأن القوى التقدمية والشعبية الأخرى في وطننا، كان ولا يزال يُؤيد السلام، ولتنفيذ هذه السياسة، يدعو إلى مفاوضات شفافة ومفتوحة ومباشرة، مع مراعاة تخفيف وطأة الوضع الكارثي على الشعب الإيراني. يجب ألا ننسى أن جرّ إيران إلى صراعات عسكرية مُدمّرة قد تكون له عواقب وخيمة وطويلة الأمد على وطننا والحركة الشعبية، وسيُعيق النضال من أجل الحرية والتحرر من براثن الديكتاتورية لسنوات..."
أيها المواطنون الأعزاء!
في ظل الهجمات الواسعة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية على إيران، وتهديد الجمهورية الإسلامية بالرد، الذي توعد به علي خامنئي، نواجه اليوم مخاطر جسيمة تهدد المصالح الوطنية لوطننا. إن جرّ إيران إلى صراعات عسكرية مدمرة وكبيرة -وباعتبار الدول الإمبريالية، وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية، ستدخل الميدان دفاعًا عن الحكومة الإسرائيلية المجرمة والتعاون معها- لن يُسفر عن أي نتائج تُذكر لإيران سوى عواقب وخيمة.
يُدين حزب توده الإيراني بشدة العدوان العسكري والعمل الإرهابي الإسرائيلي، الذي يُعدّ انتهاكًا للسيادة الوطنية للبلاد، ويؤكد التزامه بحماية المصالح الوطنية الإيرانية، ويعتبر أي تدخل عسكري أو عدوان أجنبي هو ضد إرادة الشعب الإيراني ورغباته وحقوقه، فلا يستفيد من التوتر والحرب إلا الإمبريالية والقوى الرجعية التابعة والاستبداد الحاكم.
يدعو حزب جماهير إيران (توده) جميع قوى التقدم والحرية في إيران والعالم إلى التوحد وإدانة هذا الانتهاك العنيف والصارخ للقانون الدولي بصوت واحد، وتركيز جهودهم على منع صراع عسكري واسع النطاق ومدمر، وإحلال السلام في الشرق الأوسط. ولا يكتفينَّ الرأيُ العام العالمي بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة للتعبير عن قلقه إزاء هجوم إسرائيل على إيران، بل يجب استخدام جميع الأدوات الدولية المتاحة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمنع نشوب صراعات عسكرية واسعة النطاق في المنطقة. ويؤمن حزب جماهير إيران (توده) بأنه لا يمكن إنهاء الأزمة الخطيرة الراهنة في الشرق الأوسط إلا من خلال إرساء السلام والدفاع عنه.
اللجنة المركزية لحزب الجماهير الإيراني (توده)
13 يونيو/حزيران 2025
يذكر بأن حزب توده الإيراني (واسمه يعني بالفارسية: حزب الجماهير)، هو حزب سياسي إيراني، تأسس عام 1941، وكان أحد الأحزاب الرئيسية خلال الحقبة الملكية في إيران. ويهدف إلى تمثيل مصالح العمال والفلاحين والطبقات الكادحة. ولعب الحزب دوراً سياسياً مهماً قبل انقلاب 1953 (الذي أطاح برئيس الوزراء محمد مصدق)، لكنه تعرض لملاحقات بعد ذلك، خاصة في عهد الشاه. وبعد الثورة الإسلامية الإيرانية (1979)، تم حظر الحزب مرة أخرى من قبل النظام الإيراني بسبب معارضته للحكم الديني وإعلان ارتباطه بالفكر الماركسي والشيوعي.
معلومات إضافية
- المصدر:
- tudehpartyiran.org