أسئلة الصحفيين وأجوبة الشرع وماكرون (النص الكامل)

أسئلة الصحفيين وأجوبة الشرع وماكرون (النص الكامل)

بعد كلمتيهما خلال المؤتمر الصحفي في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس اليوم الأربعاء 7 أيار 2025 أجاب الرئيسان السوري أحمد الشرع والفرنسي إيمانويل ماكرون عن أسئلة الصحفيين.

السؤال الأول: محمد الحاج – راديو روزنا:

في ظل المطالبات الغربية للإدارة السورية بإيجاد حل لملف المقاتلين الأجانب، ما الخطوات الجدية المتوقعة من قبل الحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي لاسترداد عائلات عناصر تنظيم الدولة الفرنسيين والأوروبيين المتواجدين في مخيمات الحسكة بشمالي شرق سوريا؟ خاصة أن العلاقات الدبلوماسية عادت مع دمشق.

 

قال الرئيس ماكرون:

فيما يتعلق بالعقوبات، أعتقد أن سوريا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحالة الأوروبية. سوريا ليست على هامش الخريطة اليوم، ولديها مهام كثيرة. استقرارها الأمني مرتبط باقتصادها، والنمو الاقتصادي مرتبط بالاستقرار الأمني في نفس الوقت. وهذه التحديات تعوّقها العقوبات بشكل مباشر.

تحدثنا بشكل مطول مع الرئيس الشرع حول هذا الموضوع، وأعطى حقه الوافر في الحديث خلال الجلسات، وشرحنا كل تداعيات استمرار العقوبات على سوريا. إن هذه العقوبات فُرضت على النظام السابق بسبب الجرائم التي ارتكبها، وقد زال هذا النظام. وزوال النظام يجب أن يترافق مع زوال هذه العقوبات. ليس هناك أي مبرر لبقائها، لأنها ستكون عقوبات على الشعب وليس على النظام الذي قام بتلك المجازر.

 

وسؤال للرئيس أحمد الشرع:

يعوّل كثير من السوريين على هذه الزيارة لتكون مفتاحاً حقيقياً لرفع العقوبات بشكل كامل وليس جزئياً أو تعليقها. ما الذي تأملونه بعد مباحثات اليوم؟ وهل سيرتبط رفع العقوبات الأوروبية برفع العقوبات الأمريكية؟

 

جواب الشرع:

أعتقد أن الرئيس ماكرون متفهم لهذا الأمر. هناك أمور تقنية سيتم دراستها داخل الاتحاد الأوروبي. نحن نأمل أن تكون هناك بشائر جيدة للشعب السوري نتيجة هذا الاجتماع.

أما فيما يتعلق بالمقاتلين الأجانب المحتجزين في سوريا: 

الأولوية الآن هي لاستقرار شمال شرق سوريا وتوفير أمن هؤلاء. نحن نعمل في هذا الإطار، وبخاصة أن الاتفاق هو شرط أساسي لتحقيق الاستقرار.

بعد ذلك سنبدأ بمناقشات فنية ضمن تنسيق مكثف بين الدولتين. بعض المقاتلين الأجانب سيتم محاكمتهم في سوريا، وبعضهم في العراق نظراً للجرائم التي ارتكبوها هناك، وبعضهم قد يتم محاكمته في فرنسا. هذا عمل دؤوب مستمر، وسنستمر فيه، وبخاصة أن فرنسا ستكون جزءاً من هذا الإطار من أجل إحقاق الحق، وتوفير الأمن لكل من السوريين والفرنسيين.

 

السؤال الثاني: محمد الحاج – راديو روزنا (تابع)

للرئيس أحمد الشرع:

هل أنتم مستعدون لإعادة هؤلاء المقاتلين إلى فرنسا؟ خاصة أن بعضهم محتجز لدى الأكراد وفرنسا لا تريد استعادتهم. هل تعملون ضمن المفاوضات على مبادئ أمنية لاستعادتهم إلى دمشق؟

 

جواب الرئيس الشرع:

نحن حريصون على ضمان أن جميع المقاتلين الأجانب الذين دخلوا سوريا ضمن إطار الثورة ضد نظام الأسد، ووقفوا إلى جانب الشعب السوري، يكون وضعهم القانوني واضحاً ومحدداً.

 

الدستور السوري الجديد سيحدد من هو السوري ومن يمكنه الحصول على الجنسية. أما بالنسبة لهؤلاء المقاتلين، فإن الدول التي جاؤوا منها تتحمل مسؤوليتهم. نحن نضمن عدم تعرضهم للاضطهاد أو التعذيب إذا تم تسليمهم.

 

أما فيما يتعلق بتوطين البعض في إدلب أو غيرها، فهذا موضوع يحتاج إلى نقاش قانوني ودولي. لكن نؤكد أن الدولة السورية لن تتخلى عن مسؤوليتها تجاه أمن المنطقة، وسنضمن عدم تحول هؤلاء إلى تهديد لأمن الدول المجاورة.

 

-السؤال الثالث:

للرئيس ماكرون:

هل هناك مؤشرات على تعزيز العلاقة مع الأكراد في حال انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة؟ وهل تفكر فرنسا في إرسال جنود لاستبدال الجنود الأمريكيين؟

 

جواب الرئيس ماكرون:

كنا دائماً إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية والأكراد، لأنهم كانوا دائماً إلى جانبنا في مكافحة الإرهاب. لقد فهموا منذ عام 2018 أن لديهم قضية مشروعة، ونحن لدينا الوفاء نفسه تجاههم.

 

إن مصداقية فرنسا في المنطقة تتطلب الحفاظ على هذه الشراكة. كما نعتبر أن العلاقة المميزة مع الأكراد في سوريا والعراق جزء من التوازن الإقليمي.

 

كان لدينا مناقشات مع الإدارة الأمريكية، ونعتقد أن مصلحة الجميع، بما فيها مصلحة الأمريكيين، تقتضي التفكير بجدية في دعم الشعب السوري، ورفع القيود عنه، والسماح بإعادة بناء سوريا بشكل أسرع، واستقبال اللاجئين مجدداً.

 

كما نرى أن استمرار وجود القوات الأمريكية في المنطقة أمر مهم لضمان الاستقرار. إذا انسحبوا، فهذا يعني أن علينا التفكير في آليات بديلة. لكن المسألة الأمنية لا تزال قائمة، وداعش لا تزال تهدد أمن السوريين والعراقيين والمنطقة بأكملها، وكذلك الأوروبيين.

 

السؤال الرابع: دلال معوض – التلفزيون العربي

 

للرئيس أحمد الشرع:

ماذا عن مجازر الساحل؟ هل سنرى توقيفات ومحاكمات قريباً؟ وهل تتحمل السلطة الانتقالية مسؤولية أفعال المنظمات أو الجماعات غير المنضبطة؟

 

جواب الرئيس الشرع:

أحداث الساحل نفذتها مجموعة من فلول النظام السابق، وتسببت في المقتلة التي حصلت. وبناءً عليه، تم تشكيل لجنتين: واحدة للحفاظ على السلم الأهلي وإجراء جلسات المصالحة بين الناس، ولجنة أخرى لتقصي الحقائق، تضم خبراء قانونيين ومحققين.

 

وضعنا مدة شهر للتحقيق، ثم طلبوا تمديدها ثلاثة أشهر غير قابلة للتجديد، ويجب أن يقدموا تقريرهم للدولة السورية. الدولة السورية ملتزمة بأن كل من قتل مدنياً أو اعتدى على أملاك الناس أو على دمائهم سيتم محاسبته وفق القانون، سواء كان من الجهات المنتسبة للدولة أو من غير المنتسبين إليها أو حتى من فلول النظام السابق.

 

الدولة تتحمل المسؤولية الكاملة أمام كل ما يجري في سوريا، ولكن بعد إجراء التحقيقات المناسبة وتحديد من المتسبب ومن المسؤول عن هذه الأعمال.

 

السؤال الخامس: دلال معوض – التلفزيون العربي (تابع)

 

هل هناك مفاوضات غير مباشرة مع «إسرائيل»؟ وهل تعتقدون أن التفجيرات «الإسرائيلية» قد تؤدي إلى تفكيك الأراضي السورية؟

 

جواب الرئيس الشرع:

هناك مفاوضات غير مباشرة تجري عبر وسطاء بهدف تهدئة الأوضاع وامتصاص التصعيد، بحيث لا تخرج الأمور عن السيطرة. التدخلات «الإسرائيلية» عشوائية، وخرقت قانون الاتفاق الموقع عام 1974.

 

منذ وصولنا إلى دمشق، صرحنا لكل الجهات المعنية بأن سوريا ملتزمة بالاتفاق الموقع عام 1944، وعلى قوات "أندوف" أن تعود إلى الخط الفاصل ("الخط الأزرق"). حدثت زيارات متعددة لقوات "أندوف" إلى دمشق، ونحن نحاول التحدث مع كل الدول التي لديها تواصل مع الجانب «الإسرائيلي» للضغط عليهم بالتوقف عن التدخل في الشأن السوري.

 

السؤال السادس: دلال معوض – التلفزيون العربي (تابع)

هل ستعيد فرنسا فرض العقوبات الأوروبية في بداية يونيو؟

 

جواب الرئيس ماكرون:

سنبذل كل ما في وسعنا لمنع إعادة فرض العقوبات الأوروبية، لأن ذلك لا يتماشى مع المسار الذي نتوافق عليه. نحن نعلم أن هناك دولًا مترددة في هذا السياق، وسنعمل معها من أجل رفع كل الشكوك.

 

السؤال الأخير: TF1 للرئيس أحمد الشرع:

كيف يمكنكم التأكيد للفرنسيين أن سوريا ستكون حليفاً في مكافحة الإرهاب؟

 

إجابة الرئيس الشرع:

سوريا أكثر من تعرضت للإرهاب، فقد تعرض الشعب السوري للقصف بالبراميل الكيماوية، واستنشق الكثير منهم السم، وهرب البعض إلى البحر هرباً من الإرهاب الذي كان يمارسه النظام.

 

نحن لم نكن يوماً طرفاً في أي عمل إرهابي خارج سوريا. بل كنا نواجه النظام بكل شرف وأمانة، ولم نستهدف قرى أو بلدات، بل غلبنا حالة العفو والمسامحة أثناء عملية التحرير. لذلك، عندما يُتهم أحد بارتكاب أعمال إرهابية في أوروبا، فهو ليس منا.

 

سؤال TF1 للرئيس ماكرون:

ما ردكم على ما يقوله اليمين أو أقصى اليمين حول رفع العقوبات دون شروط؟

إجابة الرئيس ماكرون:

إذا كانت سوريا ليست مثالية اليوم، فهي كذلك مثل كل الدول التي تمر بمرحلة انتقالية. لكن ما نراه اليوم هو قائد أنهى نظاماً استنكرنا وجوده وكافحناه، وهو مستعد لاتخاذ خطوات أولية أدت إلى نتائج واضحة.

 

هذه النتائج تشمل التعاون مع لبنان، العمل على الحدود، مكافحة حزب الله وإعادة تسليحه، مكافحة داعش، والتنسيق مع الشركاء. كما انخفض إنتاج الكبتاغون بنسبة 80%، وهناك التزام مع قوات سوريا الديمقراطية ومع اتفاق الشهر الماضي.

 

دور فرنسا هنا هو الدفاع عن مصالحها المشتركة مع سوريا، وخاصة فيما يتعلق بأمننا المشترك، والمقاتلين الأجانب، ومكافحة الإرهاب. هذا الحوار مفيد ومهم، وسنرى في الأسابيع والأشهر المقبلة ما إذا كانت الكلمات ستنعكس عملاً حقيقياً.

معلومات إضافية

المصدر:
وكالات