أبو قصرة: موقف روسيا تحسّن كثيراً ويمكن الاحتفاظ بقواعدها العسكرية إذا أفادت سوريا
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنها أجرت يوم الأحد (2 شباط 2025) في دمشق، مقابلة واسعة مع وزير الدفاع السوري الجديد، مرهف أبو قصرة.
الصحيفة الأمريكية نشرت تقريراً عن هذه المقابلة بعد إجرائها بنحو 4 أيام (الجمعة 7 شباط)، وضمّنته تصريحات أدلى بها وزير الدفاع خلال المقابلة. «قاسيون» اطلعت على التقرير المنشور على موقع واشنطن بوست، وتقدم فيما يأتي ترجمة لأبرز ما ورد فيه:
-- قالت واشنطن بوست إن أبو قصرة تحدث في المقابلة عن التحركات التي تقوم بها السلطات في دمشق لبناء تحالفات وشراكات عسكرية وسياسية جديدة، وجهودها للتفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وخططها الطموحة لوضع الفصائل المسلحة العديدة في البلاد تحت سيطرة قيادة واحدة موحدة.
-- وقال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة إن سوريا منفتحة على السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها الجوية والبحرية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط طالما أن أي اتفاق مع الكرملين يخدم مصالح سورية.
-- وقال أبو قصرة إن موقف روسيا تجاه الحكومة السورية الجديدة قد «تحسَّن بشكل كبير» منذ سقوط الرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، وإن دمشق تدرس مطالب موسكو، مما يشير إلى تحول كبير بين المسلحين السابقين الذين يشكلون الحكومة.
-- حتى وقت قريب، كان المقاتلون المتمردون مثل أبو قصرة، وهو زعيم رئيسي في التمرد السوري، يتعرضون لقصف مستمر من قبل الطائرات الحربية الروسية. ولكن «في السياسة، لا يوجد أعداء دائمون»، كما قال عن موسكو، التي كانت ذات يوم أقوى حليف للأسد. وعندما سُئل عما إذا كان سيُسمح لروسيا بالحفاظ على مينائها البحري في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، قال أبو قصرة: «إذا حصلنا على فوائد لسوريا من هذا، نعم».
-- وتحدث أبو قصرة من مكتبه في مبنى وزارة الدفاع، حيث تم نزع ختم النظام السابق عن الواجهة. خدم أبو قصرة، وهو مهندس زراعي مدرب، كملازم أول في جيش الأسد قبل أن ينضم إلى المتمردين، ثم انضم إلى جبهة النصرة، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة. وقال إنه اختار المجموعة في عام 2013 لأنها تضم بعضاً من أفضل المقاتلين، وليس لأسباب أيديولوجية.
-- والآن، تتولى وزارة أبو قصرة مهمة ضخمة تتمثل في إعادة بناء جيش منقسم في بلد مزقه أكثر من عقد من إراقة الدماء. وقال إن سوريا تدرس أيضاً إبرام اتفاقيات دفاعية مع دول متعددة، ودخول مفاوضات حساسة مع كل من الولايات المتحدة وتركيا بشأن وضع قواعدهما العسكرية القائمة هنا.
-- ورفض وزير الدفاع التأكيد بشكل مباشر على ما إذا كان الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع قد طلب تسليم الأسد عندما التقى مسؤولين روس في أواخر الشهر الماضي. لكنه قال إن قضية محاسبة الأسد أثيرت خلال الاجتماع.
-- وأضاف أبو قصرة «عندما قرر بشار الأسد الذهاب إلى روسيا، اعتقد أنه من المستحيل أن نتوصل إلى اتفاق» مع الروس، وأضاف «ربما تعود العلاقات معهم بما يخدم مصالح سوريا أولاً ثم مصالحهم».
-- وذكّرت واشنطن بوست في السياق: (ولم يعلق الوفد الروسي، الذي يرأسه نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، على ما إذا كان الجانبان قد ناقشا وضع الأسد. وقال بوغدانوف عن المحادثات مع الشرع في 28 يناير/كانون الثاني: «لقد عبرنا عن امتناننا لعدم تعرض مواطنينا ومنشآتنا لأضرار نتيجة للأحداث التي شهدتها الأسابيع الأخيرة»، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس. وأضاف أن الاتفاق بشأن الوجود العسكري الروسي «يتطلب مفاوضات إضافية». وقال بوغدانوف «حتى الآن لم يتغير شيء، واتفقنا على مواصلة المشاورات الأكثر تعمقاً». في الوقت الحالي، سحبت روسيا، التي كان لها العديد من القواعد والمواقع العسكرية في مختلف أنحاء سوريا، أفرادها وأصولها العسكرية من كل القواعد باستثناء المنشأتين في طرطوس واللاذقية. وتتمتع هذه القواعد والمواقع بقيمة استراتيجية عميقة بالنسبة لروسيا ــ وخاصة القاعدة البحرية، التي تمنح موسكو ميناءً مرغوباً فيه في المياه الدافئة على البحر الأبيض المتوسط. وفي الشهر الماضي أنهت سوريا عقداً مع شركة روسية لتشغيل الجانب التجاري من ميناء طرطوس، وفقاً لمسؤولين سوريين).
-- وأضاف أبو قصرة إن الحكومة في دمشق تتفاوض أيضاً بشأن وضع القواعد العسكرية الأميركية والتركية في سوريا، وأن الاتفاقيات العسكرية الجديدة مع أنقرة قد تنطوي على تقليص أو «إعادة توزيع» القوات التركية في البلاد.
-- وقال أبو قصرة إن مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحافظ على وجود عسكري في شمال شرق البلاد «هي قيد التفاوض»... وقال أبو قصرة عن المفاوضات: «الجميع كان ينتظر وصول ترامب إلى السلطة، والموضوع يحتاج إلى بعض الوقت بين الإدارة الأمريكية والحكومة السورية الجديدة».
-- وذكرت واشنطن بوست في هذا السياق: (قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الأحد إن تركيا وسوريا والعراق والأردن يمكن أن تتحد لمحاربة ما تبقى من تنظيم الدولة الإسلامية، مما يسمح للولايات المتحدة بقطع العلاقات مع قوات سوريا الديمقراطية. وترى تركيا أن القوة القتالية ذات الأغلبية الكردية تشكل تهديداً لأراضيها).
-- ورفض أبو قصرة التعليق على تفاصيل المفاوضات [مع قسد]، لكنه قال إنه يعتقد أن القضية ستحل دبلوماسياً. ورفضت الحكومة عرض قوات سوريا الديمقراطية بالاندماج في وزارة الدفاع ككتلة موحدة.
-- وقال أبو قصرة إن هدف الشرع هو ضمان خضوع المنطقة [شمال شرقي سورية] لسلطة دمشق وسيطرة الحكومة على السجون في المنطقة. وأضاف: «الحل العسكري سيؤدي إلى إراقة الدماء على الجانبين. وبحسب تقديرنا فإن الحل سيكون سلمياً. نحن لا نميل إلى الحل العسكري».
-- ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية تدير سجوناً ومخيمات للنازحين تضم آلافاً من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية. وقال أبو قصرة إنه بسبب هذا، فإن تسليم السلطة من القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية. لكنه أضاف أن جيشه مستعد «لأي سيناريو».
-- وقالت واشنطن بوست في هذا السياق: وفي مقابلة مع مجلة الإيكونوميست الأسبوع الماضي، قال الشرع إن تركيا تدفع نحو «حرب شاملة » في الشمال الشرقي، لكن سوريا طلبت من أنقرة مساحة للمفاوضات.
-- وقال أبو قصرة إن نحو مائة فصيل مسلح في سوريا وافقوا على الانضمام إلى وزارة الدفاع. وأضاف أن هناك عددا من الفصائل الرافضة، بما في ذلك أحمد العودة.
-- وأضاف أبو قصرة أن المجموعات التي ستنضم لقيادة وزارة الدفاع لن يسمح لها بالبقاء في وحداتها الحالية، وسيتم في نهاية المطاف حل كل الفصائل.
-- وبينما كان يتحدث عن الجهود المبذولة للحفاظ على استقرار سوريا، أشار أبو قصرة إلى البقع البيضاء في لحيته، وقال: «بعد بضعة أشهر، سيكون لدي الكثير من الشعر الأبيض».
وبهذا انتهى تقرير واشنطن بوست عن مقابلتها مع وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال السورية، مرهف أبو قصرة.
معلومات إضافية
- المصدر:
- The Washington Post