شرطة لندن تعتقل 4 شيوعيين شاركوا بمظاهرة داعمة لفلسطين وتصادر كتاباً ضد الصهيونية
اعتقلت الشرطة البريطانية أمس الأحد 26 تشرين الثاني/نوفمبر، أربعة رفاق من الحزب الشيوعي البريطاني (الماركسي-اللينيني) CPGB-ML في لندن بسبب إدارتهم نشاطاً ركّز على شعار "معادة الصهيونية ليست عنصرية" وترويجهم كتاباً ينتقد الصهيونية، وذلك ضمن مظاهرة داعمة لفلسطين ومنادية بوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة.
وقد نشر الموقع الرسمي للحزب الشيوعي البريطاني بياناً حول تفاصيل اعتقال الرفاق الأربعة، اطلعت عليه "قاسيون". وبحسب البيان تم احتجاز الرفاق الأربعة، في مركز شرطة بجنوب لندن منذ اعتقالهم.
ولا يزال غير مؤكداً ما هي التهمة الدقيقة ضدهم من جانب الشرطة البريطانية، لكن مشاهد الفيديو لاعتقالهم والتي بثتها منصات حزبهم على موقعهم وفي "يوتيوب" تظهر أن الذريعة التي استخدمتها الشرطة كانت مزاعم "التحريض على الكراهية العنصرية"، حيث استندت الشرطة البريطانية في التهمة إلى تصميم غلاف كتيب صادر عن حزب الرفاق المعتقلين يتحدث ضدّ الحركة الصهيونية، وكان الرفاق يقومون بتوزيعه في المظاهرة.
وقال بيان الحزب: "الشرطة كانت على علم بهذا الكتيب منذ فترة طويلة، وقد أخذت نسخًا منه من أكشاكنا عدة مرات على مر السنين. ولذلك فإن قرار التحرك ضدنا أمس كان سياسياً وليس قانونياً".
وأضاف بأنه: حتى الآن، في جميع التغطيات الإعلامية، تمت الإشارة إلى الاعتقالات على أساس "التحريض على الكراهية العنصرية". لقد تم حذف اسم حزبنا (الشيوعي البريطاني الماركسي اللينيني) وتفاصيل الكتيب المعني بعناية من جميع التفاصيل المبلغ عنها.
وتابع البيان: "نحن نعتقد أن اعتقال رفاقنا، ومداهمة منازلهم في الثالثة فجرًا، ومصادرة أدبياتنا، يهدف إلى تأجيج السردية الحالية للطبقة الحاكمة حول حركة الاحتجاج المتنامية المؤيدة لفلسطين والمعادية للصهيونية. إنهم يريدون محاولة وقف الحركة المناهضة للإبادة الجماعية في مساراتها من خلال تخويف العمال العاديين على أساس الزعم بأنهم يختلطون بالعنصريين ويروجون للكراهية".
وأضاف: "إنهم يريدون منع عموم السكان من الانضمام إلى هذه الحركة المتنامية ضد الصهيونية الإسرائيلية من خلال الخلط بينها وبين العنصرية".
ماذا يقول الكتيّب الذي أثار البوليس البريطاني؟
أوضح بيان الحزب الشيوعي البريطاني الماركسي اللينيني: يسعدنا أن ندافع عن محتويات هذا الكتيب وغلافه في المحكمة، لأنه يعكس حقائق راسخة حول أصول الصهيونية وهدفها وتاريخها. هذا هو التاريخ الذي يحتاج جميع العمال إلى فهمه إذا أرادوا فهم نظام الإبادة الجماعية الإسرائيلي الحالي.
وأوضح بأن الكتيب يجيب عن أسئلة من قبيل: من أين تأتي الأيديولوجية الصهيونية في المقام الأول؟ وهل تمثل الصهيونية الشعب اليهودي حقاً؟ هل تمثلهم "إسرائيل"؟ كيف تم استخدام محرقة اليهود الأوروبيين في الحرب العالمية الثانية واتهامات "معاداة السامية" كسلاح من قبل الدول الغربية، من خلال قوانينها وسياسيها ووسائل إعلامها؟ ولماذا تحظى الصهيونية بالدعم القاطع وغير المشروط من أنظمة لندن وواشنطن وبرلين وباريس، رغم جرائمها الكثيرة والصارخة؟ لماذا يعتبر الإسرائيليون أنفسهم مبرّرين في إقامة نظام فصل عنصري يعتبر فيه الفلسطينيون مواطنين من الدرجة الثالثة (في أحسن الأحوال)، مشتبه بهم وملاحقين و"مجرمين" حتى لو لم يفعلوا شيئاً على الإطلاق؟ لماذا تفلت إسرائيل من التطهير العرقي المستمر للفلسطينيين منذ عام 1948؟ لماذا تعتبر "إسرائيل" مهمة جدًا بالنسبة للقوى الإمبريالية الغربية؟ كيف يمكن أن يُوصف الآن الاحتجاج ضد جرائم الحرب والإبادة الجماعية بأنه "خطاب كراهية"؟
ويوضح البيان: هذه هي الأسئلة التي يطرحها كتيبنا ويجيب عليها. كما فعل حزبنا في عملنا بشأن فلسطين باستمرار منذ تأسيسه قبل 20 عامًا، وكما يفعل رفاقنا المؤسسون منذ الستينيات.
ويتابع: ونحن على استعداد للدفاع عن تحليلنا ومنظمتنا وقضية فلسطين، وهي قضية مناهضة الإمبريالية ومناهضة العنصرية. قضية الحق والعدالة. قضية تقرير المصير والتحرر الوطني والحرية والمساواة، قضية كل الإنسانية التقدمية.
ولفت الحزب إلى الإعلان الخاص بفلسطين الذي وقعه نهاية الأسبوع الماضي في المؤتمر العالمي لمناهضة الإمبريالية في أثينا.
وحذر بيان الحزب: "وفي الوقت نفسه، فإن كل موظف في الدولة يتعاون في اضطهاد رفاقنا مذنب بالتواطؤ مع جرائم الحرب الإسرائيلية. وينبغي لهم أن يدرسوا بعناية موقفهم بشأن هذا الأمر، لأن الأحكام التي صدرت في نورمبرغ بعد الحرب العالمية الثانية أوضحت أن "اتّباع الأوامر" ليس دفاعًا".
ودعا الحزب رفاقه وأصدقاءه وأكبر عدد ممكن من الأشخاص "الانضمام إلينا بعد ظهر هذا اليوم للاحتجاج خارج مركز شرطة ساتون، حيث يُحتجز رفاقنا.
الساعة 2.30 ظهرًا في 6 طريق كارشالتون، ساتون SM1 4RF"
وأضاف: إذا لم تتمكن من الانضمام إلينا شخصيًا، فيرجى تعميم هذه المعلومات على أوسع نطاق ممكن.
المصدر: thecommunists.org