وفد الخارجية السورية يتوجّه إلى موسكو لحضور «الاجتماع الرباعي» للتسوية السورية-التركية

وفد الخارجية السورية يتوجّه إلى موسكو لحضور «الاجتماع الرباعي» للتسوية السورية-التركية

أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا بأنّ «وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين، غادر دمشق قبل ظهر اليوم [الأحد 2 نيسان 2023] متوجهاً إلى موسكو للمشاركة في الاجتماع الرباعي لمعاوني وزراء الخارجية في سورية وروسيا وإيران وتركيا».

وأضافت وكالة الأنباء الرسمية بأنه «ردّاً على سؤال لمندوب الوكالة العربية السورية للأنباء سانا أشار الدكتور سوسان إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية سيعقد مشاورات ثنائية مع الجانبين الروسي والإيراني يوم 3 نيسان [الإثنين]، وفي اليوم التالي 4 نيسان [الثلاثاء] سيشارك في الاجتماع الرباعي».

وبحسب «سانا» أضاف سوسان أنّ الوفد «سيركز بالتحديد على إنهاء التواجد العسكري التركي على الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية». وفي وقت سابق كانت وكالة «الأناضول» التركية نقلت عن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن قوله إنّ «هناك 3 قضايا رئيسية مطروحة على طاولة المباحثات، هي التنسيق في الحرب على الإرهاب ودفع العملية السياسية في سورية لمواصلة مسار أستانا وضمان العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين إلى بلادهم».

هذا ويركّز ثلاثي أستانا (روسيا وإيران وتركيا) على تنسيق الجهود للتوصل إلى حلّ للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي أكّد على وحدة سورية أرضاً وشعباً واحترام سيادتها واستقلالها وضرورة التفاوض بين النظام والمعارضة على حلّ يقوده ويملكه السوريون ويتضمّن تشكيل «جسم حكم انتقالي» وصياغة دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات. وضمن الخطوات على هذا المسار تشدّد جهود «أستانا» على ضرورة جعل العلاقات طبيعية بين البلدين الجارَين سورية وتركيا.

«الاجتماع الرباعي» على مستوى نواب الخارجية للبلدان الأربعة يفترض أن يمهّد لاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، وسيكون الاجتماع الخرق السياسي الأول بين دمشق وأنقرة منذ نحو 12 عاماً، بعد الاجتماع الثلاثي بين وزراء دفاع سورية العماد علي عباس، وتركيا خلوصي أكار، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي جرى في موسكو نهاية العام الفائت.

يذكر بأنّ نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، كان أكد في تصريحات له الإثنين الماضي (27 آذار 2023) أن العمل جارٍ على التحضير للمشاورات الرّباعية على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا وسورية وتركيا وإيران التي قال يومها بأنها «قد تجرى في موسكو في أوائل نيسان» قبل أن تعلن صحيفة «الوطن» السورية نقلاً عن «مصادر في موسكو» بأن الموعد المرتقب للاجتماع هو في الثالث والرابع من نيسان.

ولحل الخلافات بين أنقرة ودمشق كخطوة لحلّ الأزمة السورية على أساس تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 بدعم من ثلاثي أستانا (روسيا وإيران وتركيا) تم التخطيط لعقد اجتماع لوزراء خارجية روسيا وسورية وتركيا. وفي كانون الثاني، اقترحت أنقرة أن يعقد هذا الاجتماع في أوائل شباط، ثم صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن إيران يمكن أن تنضم إلى المحادثات رفيعة المستوى المزمعة بين تركيا وروسيا وسورية.

وكان أول موعد سابق محتمل للاجتماع الرباعي المرتقب قد جرى الحديث عنه عبر قناة TRT Haber التركية الحكومية الشهر الماضي عندما ذكرت أنّ الاجتماع سوف يعقد في موسكو يومي 15-16 آذار، ثم أفادت القناة التلفزيونية التركية NTV بأن اجتماع الوفود حول التسوية السورية قد تأجّل «لأسباب فنية»، لتكشف الخارجية التركية فيما بعد بأنّ الجانب الروسي أبلغها بالتأجيل بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، حيث كان وفد سوري برئاسة الرئيس السوري بشار الأسد وحضور وزير الدفاع والخارجية ومسؤولين آخرين، قد زار موسكو في 15 و16 آذار الماضي، وتم عقد اجتماعات بين رئيسي البلدين، الأسد وبوتين، ووزراء الدفاع والخارجية من الجانبين السوري والروسي. وصرّح الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» آنذاك، أنّ «اللقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتبط بانسحاب تركيا من الأراضي السورية ووقف دعم الإرهاب، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب في سورية».

وفي 25 آذار الفائت أثناء اتصال مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية استمرار عملية جعل العلاقات طبيعية بين أنقرة ودمشق. وقال المكتب الصحفي للكرملين، في بيانٍ في 27 آذار الماضي إنه «تم خلال الاتصال [بين بوتين وأردوغان] التطرق إلى موضوع الأزمة السورية، وجرى التأكيد على أهمية استمرار عملية جعل العلاقات التركية-السورية طبيعية»، وأضاف البيان: «أكد الرئيس التركي، في هذا الصدد على الدور البنّاء للوساطة الروسية».

وكانت روسيا قد استضافت في الشهر الأخير من العام الماضي 2022، أول محادثات بين وزيري الدفاع التركي والسوري كانت الأولى من نوعها منذ 11 عاماً منذ انفجار الأزمة السورية.

وبالنسبة للاجتماع المرتقب على مستوى نواب الخارجية للبلدان الأربعة، كانت وسائل إعلام تركية قد أفادت، في منتصف آذار الماضي، نقلاً عن مصادر دبلوماسية بأسماء المشاركين المتوقّعين لتمثيل بلدانهم في هذا الاجتماع، حيث: «سيمثل الوفد التركي نائب وزير الخارجية التركي بوراك أكجابار، وذلك بحضور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وعلي أصغر حاجي مستشار الشؤون السياسية لوزير الخارجية الإيراني، ومعاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان».

معلومات إضافية

المصدر:
وكالات
آخر تعديل على الأحد, 02 نيسان/أبريل 2023 13:06