صحيفة أمريكية: شي يعتزم التحدث مع زيلينسكي بعد زيارته لبوتين

صحيفة أمريكية: شي يعتزم التحدث مع زيلينسكي بعد زيارته لبوتين

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم (الموافق صباح الثلاثاء في منطقتنا، مساء الإثنين بتوقيت شرق الولايات المتحدة) في تقرير لها اطلعت عليه «قاسيون»، بأنّ الزعيم الصيني شي جين بينغ يعتزم التحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأول مرة منذ بداية الحرب بأوكرانيا، وذلك على الأرجح بعد زيارته لموسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقًا لما قالت الصحيفة الأمريكية إنهم «أشخاص مطلعون على الأمر» لم تكشف عنهم.

وبحسب الصحيفة الأمريكية «لم تردّ وزارة الخارجية الصينية على الفور على طلب للتعليق»، في حين قال مسؤول في الإدارة الرئاسية الأوكرانية إن الاتصال لم يتم تأكيده بعد، ولا يزال توقيته غير واضح بحسب الصحيفة.

أما البيت الأبيض فقال إن الولايات المتحدة شجّعت السيد شي على التواصل مع السيد زيلينسكي «للاستماع مباشرة إلى المنظور الأوكراني وليس فقط المنظور الروسي» بشأن الصراع.

وقال جيك سوليفان مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن القومي إن المسؤولين الأمريكيين كانوا على اتصال مع نظرائهم الأوكرانيين يوم الإثنين وأنهم لم يتلقوا بعد تأكيدًا على إجراء مكالمة بين الجانبين. وقال للصحفيين يوم الإثنين في إشارة إلى جمهورية الصين الشعبية: «سيكون هذا أمرًا جيدًا، لأنه من المحتمل أن يحقق المزيد من التوازن والمنظور للطريقة التي تتعامل بها جمهورية الصين الشعبية مع هذا الأمر». وتابع القول: «نأمل أن تستمر في ثنيهم عن اختيار تقديم المساعدة القاتلة لروسيا، وهو أمر حذرنا منه بوضوح».

وبحسب الصحيفة «قال بعض الأشخاص» إنّ الاجتماعات مع السيدين بوتين وزيلينسكي، والتي من المتوقع أن يتم عقدها بشكل افتراضي، تعكس جهود بكين للعب دور أكثر فاعلية في التوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

ويفكر الرئيس الصيني في زيارة دول أوروبية أخرى كجزء من رحلته إلى روسيا، على الرغم من أن خط سير رحلته الكاملة لم يتم تأكيده بعد، وفقًا لما ذكره «الأشخاص» المصدر لوول ستريت جورنال.

وفي حال إجراء محادثة مباشرة مع السيد زيلينسكي، سيكون بمثابة خطوة مهمة في جهود بكين للعب دور صانع السلام في أوكرانيا، والتي قوبلت حتى الآن بالشكوك في واشنطن وأوروبا المنخرطتان في تسعير الحرب في إطار الناتو.

 وأقرّت الصحيفة الأمريكية أنّ من شأن هذه الخطوة إذا حدثت أن «تعزز أوراق اعتماد بكين كوسيط قوي عالمي بعد أن سهّلت اختراقاً دبلوماسياً مفاجئاً بين السعودية وإيران الأسبوع الماضي».

كما لاحظت الصحيفة أيضاً أنّ «الطفرة الدبلوماسية الجديدة تعكس قناعةً من جانب السيّد شي والحزب الشيوعي بأنّ الصين يمكن أن تقدم بديلاً للنموذج الذي تقوده الولايات المتحدة للعلاقات الدولية من خلال الاعتماد على العلاقات التجارية بدلاً من القوة العسكرية للتأثير على قرارات الدول الأخرى».

وتابعت: «كما يوفر توسع النفوذ الدبلوماسي لبكين نفوذاً محتملاً ضد ما انتقده الرئيس شي الأسبوع الماضي باعتباره حملة على غرار الحرب الباردة بقيادة الولايات المتحدة من (الاحتواء الشامل والتطويق والقمع) ضد الصين».

وذكرت وكالة رويترز في وقت سابق أنّ زيارة شي جين بينغ إلى موسكو قد تتم في وقت مبكر من الأسبوع المقبل. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في شباط (فبراير) الماضي أنّ شي كان يستعد لزيارة موسكو في الأشهر المقبلة.

وستكون هذه هي الرحلة الخارجية الأولى لشي جين بينغ بعد أن حصل على ولاية ثالثة غير مسبوقة كرئيس لدولة الصين. وبحسب تعبير الصحيفة الأمريكية «يأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه الزعيم البالغ من العمر 69 عامًا إلى تلميع مكانته كرجل دولة عالمي والإبحار في المنافسة المتصاعدة مع الولايات المتحدة وحلفائها».

ولاحظت الصحيفة الأمريكية بأنّ «جدول رحلات السيد شي يهدف جزئيًا إلى الاستفادة من الزخم الناتج عن الصفقة السعودية الإيرانية، الموقعة في بكين، والتي كانت بمثابة نهاية سبع سنوات من القطيعة، وفقًا لبعض الأشخاص. وقد بشرت تلك الاتفاقية بارتفاع ملحوظ في نفوذ الصين في الشرق الأوسط، الذي كانت تهيمن عليه الولايات المتحدة سابقًا بصفتها وسيط القوة الأساسي».

حيث كانت جهود بناء الجسور هي المرة الأولى التي تتدخل فيها بكين بشكل مباشر في المنافسات السياسية في الشرق الأوسط، وكانت المرة الأولى التي تتوسط فيها بنجاح في مثل هذه الصفقة.

 في الشهر الماضي، قدمت الصين نفسها كوسيط محايد في الدعوة إلى وقف إطلاق النار ومحادثات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا. في وثيقة من 12 نقطة (خطة السلام الصينية في أوكرانيا)، دعت وزارة الخارجية الصينية إلى السعي للتوصل إلى حل سياسي للصراع وإنهاء العقوبات أحادية الجانب.

وقالت الحكومة الروسية إنها تشارك بكين وجهات نظرها بشأن الصراع وترحب باقتراح السلام الصيني.

البند الأول في خطة السلام الصينية يدعو إلى «احترام سيادة جميع البلدان»، هو حجر الأساس لسياسة بكين الخارجية.

تعتبر الصين رسميًا أوكرانيا دولة ذات سيادة، وقد أجرى شي وزيلينسكي مكالمة هاتفية للاحتفال بمرور 30 عامًا على العلاقات بين البلدين قبل أسابيع من بدء روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا. ومع ذلك، امتنعت بكين عن إدانة العمل العسكري الروسي في أوكرانيا، التي قاومت اعتبارها «غزوًا» وهو المصطلح الذي تشدّد عليه واشنطن وحلفاؤها.

وقال مسؤول في الإدارة الأوكرانية إنّ كييف كانت «متقبّلة بحذر» لانخراط الصين المحتمل ولأجزاء معينة من الوثيقة الصينية المكونة من 12 نقطة، بما في ذلك البنود المتعلقة بسلامة أراضي الدول وضمانات السلامة النووية، وأشار في تحفظ إلى أن الخطة لا تحتوي على بند تعتبره كييف رئيسياً لأي «اتفاق سلام» وهو «انسحاب روسيا من جميع الأراضي التي تحتلها» بحسب ما نقلت الصحيفة الأمريكية، وهو ما يراه كثير من المحللين غير واقعي نظراً لميزان القوى على الأرض.

وزعم المسؤول الأوكراني بحسب وول ستريت جورنال أنّ كييف طلبت في مناسبات متعددة إجراء مكالمة بين زيلينسكي وشي، ولكن «حتى الآن تُركت طلباتها دون رد» على حد قوله.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الصين كانت أكبر شريك تجاري لأوكرانيا قبل الحرب، حيث كانت تستورد ما يقرب من 30% من محصول الذرة من الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية. واستثمرت الصين أيضًا في مشاريع البنية التحتية في أوكرانيا، على الرغم من إلغاء واحد منها على الأقل - خط سكة حديد يربط مطار كييف الرئيسي بوسط المدينة - بعد شبهات بالفساد، بسحب الصحيفة.

وانخفضت التجارة بين الصين وأوكرانيا بنسبة 60% في عام 2022 مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 7.6 مليار دولار. في غضون ذلك، ارتفعت التجارة بين موسكو وبكين بنحو 29% عن العام السابق لتصل إلى 190 مليار دولار، وفقًا لبيانات صينية رسمية. ومع انخفاض مبيعات روسيا من النفط والغاز إلى أوروبا برزت الصين كمشترٍ مهم. كما بدأت روسيا في زيادة استخدامها لعملة الصين، اليوان.

معلومات إضافية

المصدر:
وول ستريت جورنال