بوتين: الغرب يريد الاحتفاظ بنظامه الاستعماري الجديد لنهب العالم

بوتين: الغرب يريد الاحتفاظ بنظامه الاستعماري الجديد لنهب العالم

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، 30 أيلول 2022 خلال مراسم توقيع معاهدات انضمام المناطق الأوكرانية الأربعة التي قررت شعوبها بالاستفتاء الانضمام إلى روسيا الاتحادية، إن روسيا مستعدة لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا، لكنها لن تناقش اختيار سكان مناطق دونباس وزابوروجي وخيرسون: لقد أصبحوا روسيين مرة واحدة وإلى الأبد.

كما أكد الرئيس الروسي أن بلاده ستدافع عن أراضيها الجديدة «بكل القوات والوسائل المتاحة»، وليس للغرب حق أخلاقي في الطعن في نتائج الاستفتاءات في دونباس والأراضي المحررة.

وكرس بوتين معظم خطابه لانتقاد السياسات الغربية، واتهم «الأنكلو-ساكسون» مباشرة بتدبير تفجير خطوط غاز نورد ستريم، وذكّر بحقيقة أن الولايات المتحدة قد «شكلت سابقة» في التاريخ باستخدام الأسلحة النووية.

الغرب مستعد «لتخطي كل شيء» من أجل الحفاظ على «نظامه الاستعماري الجديد» الذي يسمح له «بنهب العالم» و «جمع الجزية من البشرية». وقال إنّ «دكتاتورية النخب... موجهة ضد شعبها وتكتسب ملامح الشيطانية الصريحة».

وأضاف بوتين بأنّ «دول الغرب تريد تحويل روسيا إلى مستعمرة»، والأسباب الحقيقية للحرب الهجينة ضدها هي «الجشع ونية الحفاظ على قوتها اللامحدودة»: «إنهم لا يحتاجون إلى روسيا على الإطلاق، لكننا بحاجة إليها. حول أوكرانيا، لقد كشفوا عن أنفسهم بشكل أساسي، وظهروا ذواتهم الحقيقية».

وقال بوتين: «يحتاج الغرب الآن إلى تحطيم روسيا بأي ثمن، لكنها قوة عظمى لن تعيش وفق قواعدهم المزورة والخاطئة» وستناضل من أجل «مستقبل عادل وحر». وأكد أن انهيار الهيمنة الغربية لا رجوع فيه وأن هناك «حركة مناهضة للاستعمار تحررية» تتطور داخل مجموعة متنوعة من البلدان والمجتمعات وأنها «لن تكون كما كانت من قبل».

بشأن حالة الطوارئ بعد تفجيرات نورد ستريم

قال بوتين بأنّ الدول الغربية تقف وراء حالة الطوارئ في نورد ستريم: «العقوبات ليست كافية للأنكلو ساكسون. لقد لجأوا إلى التخريب، إنه أمر لا يصدق، لكنه حقيقي، بعد أن نظموا تفجيرات على خطوط أنابيب الغاز الدولية في نورد ستريم، الذي يمتد على طول قاع بحر البلطيق. لقد بدأوا بالفعل في تدمير البنية التحتية للطاقة لعموم أوروبا».

ذكر بوتين بأنّ «الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت الأسلحة النووية مرتين، ودمرت مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين. بالمناسبة، شكلوا سابقة».

حول الأزمة العالمية

قال بوتين: لن تجد النخب الغربية حلولاً بناءة لأزمة الغذاء والطاقة العالمية التي نشأت بفعلهم، ولكن بدلاً من ذلك «ستعيد اللوم إلى روسيا»: «إنهم يكذبون مرة أخرى».

وقال بأن القيم الحقيقية فقط هي التي يمكنها التغلب على الأزمة: «لا يمكن تدفئة أحد باستخدام الأحرف الكبيرة المتضخمة لأن الطاقة مطلوبة... لا يمكنك إطعام أي شخص بالمال الورقي، فنحن بحاجة إلى الطعام».

وقال بأن عقد الحبوب الذي أبرم في إسطنبول هو «احتيال وخداع صريح آخر»، حيث ذهب خمسة في المائة فقط من المواد الغذائية المصدرة من أوكرانيا إلى البلدان الأشد فقراً.

بخصوص المناطق الجديدة التي انضمت لروسيا

قال بوتين إن سكان دونباس، وكذلك منطقتا زابوروجي وخيرسون «اتخذوا خيارهم، بشكل لا لبس فيه»: «أصبح الأشخاص الذين يعيشون في لوغانسك ودونيتسك، وكذلك في منطقتي خيرسون وزابوروجي، من مواطنينا، مرة واحدة وإلى الأبد».

«سندافع عن أرضنا بكل القوى والوسائل المتاحة لنا وسنبذل قصارى جهدنا لضمان الحياة الآمنة لمواطنينا. هذه هي مهمة التحرير الكبرى لشعبنا».

ستبذل روسيا قصارى جهدها للتأكد من أن سكان هذه المناطق يشعرون بدعم البلد بأكمله: «سنعيد بالتأكيد بناء المدن والبلدات المدمرة والمنازل والمدارس والمستشفيات والمسارح والمتاحف. وسنعمل على ترميم وتطوير المؤسسات الصناعية والمصانع والبنية التحتية والنظم الاجتماعية وأنظمة التقاعد والرعاية الصحية والتعليم».

حول محادثات السلام مع كييف

وأضاف بوتين: «ندعو نظام كييف إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وجميع الأعمال العدائية، ووقف الحرب التي أطلق العنان لها في عام 2014، والعودة إلى طاولة المفاوضات».

لن تناقش موسكو وضع مناطقها الجديدة في هذه المحادثات: «يجب على سلطات كييف الحالية أن تتعامل مع هذا التعبير الحر عن إرادة الشعب باحترام وليس بأي طريقة أخرى. فقط هذا يمكن أن يكون الطريق إلى السلام». «لن نناقش اختيار الناس في مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوروجي وخيرسون، لقد تم ذلك. روسيا لن تخونها».

الغرب ليس لديه «حق أخلاقي» في تقييم نتائج الاستفتاءات أو «حتى الحديث عن الحرية والديمقراطية»: «ليس لديه حق كهذا ولم يكن لديه».

 

معلومات إضافية

المصدر:
تاس