خطاب بوتين لإعلان التعبئة الجزئية واستدعاء الاحتياط

خطاب بوتين لإعلان التعبئة الجزئية واستدعاء الاحتياط

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «التعبئة الجزئية» في خطاب متلفز توجّه به على الهواء مباشرةً إلى الشعب الروسي اليوم الأربعاء، 21 أيلول/سبتمبر 2021، مشيرًا إلى التهديدات التي يتعرض لها وجود روسيا من قبل الغرب والطبيعة «الحتمية» للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

وأوضح بوتين أنّ خط المواجهة الممتد والقصف المستمر للمناطق الحدودية الروسية من قبل الجيش الأوكراني والهجمات على المناطق المحرّرة تتطلب استدعاء جنود من الاحتياط. 

وبالتالي سوف تستدعي روسيا جنود الاحتياط الذين خدموا بالفعل في الجيش وستقوم بترتيب تدريبهم. كما ويحق لجنود الاحتياط ومتطوعي دونباس الحصول على الضمانات نفسها التي يتمتع بها الجنود المجنَّدون عن طريق عقود.

وبحسب الموقع الرسمي لخدمة الكرملين الصحفية افتتح بوتين خطابه بالقول: "موضوع هذا الخطاب هو الوضع في دونباس ومسار العملية العسكرية الخاصة لتحريرها من نظام النازيين الجدد، الذي استولى على السلطة في أوكرانيا في عام 2014 نتيجة انقلاب دولة مسلح".

وقال بوتين: «اليوم أخاطبكم - جميع مواطني بلدنا، والأشخاص من مختلف الأجيال والأعمار والأعراق، وشعب وطننا الأم العظيم، يا مَن توحّدتهم في روسيا التاريخية العظيمة، والجنود والضباط والمتطوعين الذين يقاتلون على خط المواجهة ويقومون بواجبهم القتالي، إخواننا وأخواتنا في جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية، ومناطق خيرسون وزابوروجيا ومناطق أخرى تم تحريرها من نظام النازيين الجدد».

النخب الغربية تسعى لتفكيك روسيا كما فكّكت الاتحاد السوفييتي

تابع بوتين موضحاً: «يتعلق الأمر بالتدابير الضرورية الإلزامية لحماية سيادة روسيا وأمنها وسلامة أراضيها ودعم رغبة وإرادة مواطنينا في اختيار مستقبلهم بشكل مستقل، والسياسة العدوانية لبعض النخب الغربية، الذين يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على هيمنتهم، ومن أجل هذا الهدف، يحاولون منع وقمع أي مراكز تنمية مستقلة وذات سيادة من أجل الاستمرار في فرض إرادتهم وقيمهم الزائفة بالقوة على البلدان والأمم الأخرى».

«يهدف هذا الجزء من الغرب إلى إضعاف وتقسيم وتدمير بلدنا في نهاية المطاف. إنهم يقولون بصراحة الآن إنهم تمكنوا في عام 1991 من تقسيم الاتحاد السوفيتي والآن حان الوقت لفعل الشيء نفسه مع روسيا، التي يجب تقسيمها إلى مناطق عديدة من شأنها أن تدخل في اقتتال مميت مع بعضها البعض».

«لقد ابتكروا هذه الخطط منذ فترة طويلة. لقد شجعوا مجموعات من الإرهابيين الدوليين في القوقاز ونقلوا البنية التحتية الهجومية لحلف شمال الأطلسي إلى القرب من حدودنا. لقد استخدموا رُهاب روسيا (الروسوفوبيا) العشوائي كسلاح، بما في ذلك عن طريق تغذية كراهية روسيا لعقود، في أوكرانيا بشكل أساسي، والتي صُمّمت لتصبح رأس جسر مناهض لروسيا. لقد حوّلوا الشعب الأوكراني إلى وقود للمَدافع ودفعوا بهم إلى حرب مع روسيا، والتي أطلقوا العنان لها في عام 2014. استخدموا الجيش ضد المدنيين ونظّموا إبادة جماعية وحصارًا وإرهابًا ضد أولئك الذين رفضوا الاعتراف بالحكومة التي تم إنشاؤها في أوكرانيا نتيجة انقلاب الدولة».

وتابع بوتين: «بعد أن رفض نظام كييف علانية تسوية قضية دونباس سلمياً وذهب إلى حد الإعلان عن طموحه لامتلاك أسلحة نووية، أصبح من الواضح أن هجومًا جديدًا في دونباس – كان هناك هجومان من قبل – بات أمراً لا مفر منه، وأنه سيتبعه حتماً هجوم على شبه جزيرة القرم الروسية، أي على روسيا».

العملية العسكرية الوقائية كانت ضرورية

وقال بوتين في خطابه: «في هذا الصدد، كان قرار بدء عملية عسكرية وقائية ضروريًا وكان الخيار الوحيد. إنّ الهدف الرئيسي من هذه العملية، ألا وهو تحرير كل دونباس، لم يتغير».

«لقد تم تحرير جمهورية لوغانسك الشعبية من النازيين الجدد بشكل شبه كامل. القتال في جمهورية دونيتسك الشعبية مستمر. على مدى السنوات الثماني الماضية، أنشأ نظام كييف الاحتلالي خطاً متسلسلاً للغاية من الدفاعات الدائمة. كان من الممكن أن يؤدي الهجوم المباشر ضدهم إلى خسائر فادحة، وهذا هو السبب في أن وحداتنا، وكذلك قوات جمهوريات دونباس، تعمل بكفاءة ومنهجية، باستخدام المعدات العسكرية وإنقاذ الأرواح، والتحرك خطوة بخطوة لتحرير دونباس، وتطهير المدن والبلدات من النازيين الجدد، ومساعدة الناس الذين حوَّلهم نظام كييف إلى رهائن ودروع بشرية».

«كما تعلمون، يشارك أفراد عسكريون محترفون يخدمون بموجب عقود في العملية العسكرية الخاصة. وتقاتل معهم تقاتل جنبًا إلى جنب وحداتٌ تطوّعية - أناسٌ من أعراق ومهن وأعمار مختلفة، إنهم وطنيون حقيقيون استجابوا لنداء قلوبهم للوقوف دفاعًا عن روسيا والدونباس».

إعلان «التعبئة الجزئية»

بعد ذلك تابع بوتين خطابه فقال: «في هذا الصدد، أصدرتُ بالفعل تعليمات للحكومة ووزارة الدفاع لتحديد الوضع القانوني للمتطوعين وأفراد الوحدات العسكرية لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبية. يجب أن يكون وضعهم هو نفسه وضع المحترفين العسكريين في الجيش الروسي، بما في ذلك المزايا المادية والطبّية والاجتماعية. ويجب إيلاء اهتمام خاص لتنظيم الإمداد بالمعدات العسكرية وغيرها من المعدات لوحدات المتطوعين وميليشيا شعب دونباس».

«أثناء العمل لتحقيق الأهداف الرئيسية للدفاع عن دونباس وفقًا لخطط وقرارات وزارة الدفاع والأركان العامة، حرّرت قواتنا مناطق كبيرة في منطقتي خيرسون وزابوروجي وعدداً من المناطق الأخرى. وقد أدى ذلك إلى إنشاء خط متّصل ممتد يبلغ طوله أكثر من 1000 كيلومتر».

«هذا ما أود الإعلان عنه لأول مرة اليوم؛ بعد بدء العملية العسكرية الخاصة، ولا سيّما بعد محادثات إسطنبول، أعرب ممثلو كييف عن ردّ إيجابي للغاية على مقترحاتنا. تتعلق هذه المقترحات قبل كل شيء بضمان أمن روسيا ومصالحها. لكن من الواضح أن التسوية السلمية لم تكن مناسبة للغرب، ولهذا السبب، بعد تنسيق بعض التنازلات، أُمرت كييف فعليًا بهدم كل هذه الاتفاقات».

«تم ضخّ المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا. أدخل نظام كييف في اللعبة مجموعات جديدة من المرتزقة والقوميين الأجانب، ووحدات عسكرية مدرَّبة وفقًا لمعايير الناتو وتتلقى أوامر من المستشارين الغربيين».

وقال بوتين: «الناتو يجري استطلاعًا فعليًا عبر جنوب روسيا بأكمله في الوقت الفعلي، باستخدام أنظمة وطائرات وسفن متطورة وأقمار صناعية وطائرات استراتيجية دون طيار».

وأشار إلى أن الغرب بدأ استخدام الابتزاز النووي: «لا يشمل هذا فقط عمليات القصف التي يشجعها الغرب لمحطة الطاقة النووية في زابوروجيا، والتي قد تؤدي إلى كارثة نووية، ولكن أيضًا التصريحات الصادرة عن ممثلي دول الناتو الرئيسية بشأن إمكانية ومقبولية استخدام الأسلحة الدمار الشامل ضد روسيا».

معلناً التعبئة الجزئية، قال بوتين بأنه وافق على اقتراح هيئة الأركان العامة الروسية ووزارة الدفاع، بأن تقوم روسيا باستدعاء تعبئة جزئية وستبدأ هذه الإجراءات بالفعل اعتباراً من اليوم الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2022.

وسوف تستدعي روسيا جنود الاحتياط، وخاصة أولئك الذين خدموا في الجيش. وسيخضع المواطنون الذين تم حشدهم للتدريب المطلوب ويتمتعون بالضمانات نفسها الممنوحة للموظفين المتعاقد معهم. وستقوم الحكومة الروسية ووزارة الدفاع بمعاملة متساوية لكل من تشكيلات المتطوعين في دونباس والجنود الروس من ناحية وضعهم.

كما ستحلّ السلطات الروسية على الفور جميع القضايا المتعلقة بتزويد مؤسسات الصناعة الدفاعية بالإمدادات والموارد المالية اللازمة. 

روسيا تدعم استفتاءات الدونباس وزابوروجيا وخيرسون

في خطابه أشار بوتين أيضاً بأنّ جمهوريات دونباس والمناطق الأوكرانية المحررة اتجهت إلى روسيا لطلب دعم الاستفتاءات وستبذل موسكو قصارى جهدها لضمان الأمن والسلامة لسكان تلك المناطق واحترام اختيارهم: «سندعم القرار بشأن مستقبلهم الذي ستتخذه غالبية سكان جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية، ومناطق زابوروجيا وخيرسون».

وقال بوتين بأنه «قد تم بالفعل تحرير جمهورية لوغانسك الشعبية بالكامل من النازيين الجدد». وأن المعارك في جمهورية دونيتسك الشعبية مستمرة حيث «هناك، أنشأ النظام الاحتلالي في كييف سلسلة من التحصينات طويلة المدى على مدى ثماني سنوات».

كما ستتخذ روسيا خطوات عاجلة للحفاظ على استقلالها. «أولئك الذين يحاولون ابتزازنا بالأسلحة النووية يجب أن يدركوا أن الرياح قد تنقلب عليهم». 

«يجب أن يكون المواطنون الروس واثقين: سيتم ضمان وحدة أراضي وطننا الأم واستقلالنا وحريتنا. اسمحوا لي أن أؤكد ذلك مرة أخرى: سيتم ضمان ذلك بجميع الوسائل المتاحة لدينا».

 

 

معلومات إضافية

المصدر:
الموقع الرسمي لخدمة الكرملين الصحفية