«أبل» الأمريكية ترضخ لشروط بكّين وتجبر تايوان على لصاقة «صُنع في الصين»

«أبل» الأمريكية ترضخ لشروط بكّين وتجبر تايوان على لصاقة «صُنع في الصين»

طلبت شركة أبل من المورّدين في تايوان الإشارة إلى المنتجات التي ستصدّر لهم بأنها "صنعت في الصين"، في محاولة لتجنب تعطيل عمليات الشحن الناتجة عن عمليات التفتيش الجمركية الصينية الصارمة ضمن الإجراءات العقابية التي تسببت بها الزيارة الاستفزازية لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إلى تايوان.

ونقلت وسائل إعلام آسيوية، أن الشركة الأميركية أبلغت المصنّعين الذين تتعامل معهم في الجزيرة الصينية، بوجوب وضع ملصقات على منتجاتهم التي تمر من خلال البر الرئيسي للصين، تشير إلى أنها مصنوعة في «تايبيه الصينية» أو «تايوان، الصين».

فهذه الملصقات تندرج ضمن قاعدة قديمة فرضتها السلطات الجمركية الصينية، ولكن لم يتم تطبيقها حرفيًا في السابق، بحيث تتطلب هذه السياسة الإشارة إلى البضائع المستوردة من تايوان على أنها «من الجزيرة التابعة لجمهورية الصين الشعبية».

وبحسب «الغارديان» البريطانية يمكن أن تؤدي عبارة «صنع في تايوان» لوحدها، إلى تأخير شحن البضائع أو فرض غرامات وحتى إلغاء الشحنة كاملة، مع تزايد الحواجز التجارية بعد التطورات الأخيرة في الأحداث حول تايوان.

وحث عملاق التكنولوجيا الأميركي الموردين على التعامل مع الأمر بدقة وعلى وجه السرعة، لتجنب الاضطرابات التي ينجم عنها احتجاز أو منع تصدير السلع والمكونات الأساسية لمنتوجات أبل.

في المقابل، اعتبرت منظمات «حقوق إنسان» خاضعة لنفوذ وتمويل واشنطن أو تمويل غربي ممالئ لها، مثل منظمة «غريت فاير» التي تناهض الرقابة الصينية على الإنترنت، اعتبرت أن خطوة شركة أبل لما سمته «إنكار استقلال تايوان عن الصين» انتهاكاً «لحقوق الإنسان» و«تصعيداً جديداً في سياسة قديمة لشركة آبل». فوفق المنظمة، أزالت «أبل» علم تايوان من قسم الرموز التعبيرية لدى المستخدمين في الصين وهونغ كونغ، بحسب ما نقلت الغارديان.

ويتعلق قرار أبل الأخير الذي يمتثل لطلبات الصين الخيار الاقتصادي الوحيد المتاح للشركة الأمريكية، بحيث سيكون أي تأخير في الشحن كارثيًا في هذه المرحلة، ولا سيما وأن الشركة هي الآن في مرحلة الإنتاج النهائية لهواتف «أيفون 14» المتوقع الكشف عنها عنه في حدث ضخم الشهر المقبل.

وأثارت زيارة بيلوسي الاستفزازية الأسبوع الماضي إلى تايوان، غضب الصين بسبب إخلالها بواقع الصين الواحدة التي تكون فيها الجزيرة التايوانية إقليمياً تابعاً للصين رغم تمتعها بالحكم الذاتي. وردّت بكين بإطلاق مناورات عسكرية غير مسبوقة شملت صواريخ باليستية تجريبية وفرط صوتية فوق تايوان للمرة الأولى، بالإضافة إلى التخلي عن بعض خطوط الحوار مع واشنطن.

يأتي ذلك، في وقت تعاني منه الأسواق الغربية ولا سيما في أميركا، من نقص بالفعل بسلسلة التوريد بفعل جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، ليفاقم التصعيد الأمريكي والصيني في محيط تايوان مشكلات سلاسل التوريد (بما فيها أشباه الموصلات) ويهدد أحد أهم ممرات التجارة العالمية، حيث يعد مضيق تايوان شريانًا حيويًا بالغ الأهمية للتجارة العالمية، فالممر البالغ عرضه 110 أميال يفصل الجزيرة عن آسيا وهو طريق رئيسي للسفن المحملة بالبضائع من الصين واليابان وكوريا.