كلمة الإرادة الشعبية في مؤتمر المجلس الوطني الكردي

كلمة الإرادة الشعبية في مؤتمر المجلس الوطني الكردي

بمناسبة مرور الذكرى السنوية العاشرة على تأسيس المجلس الوطني الكردي يوم الثلاثاء 26 تشرين الأول 2021 أقيمت احتفالية شارك فيها العديد من الأحزاب والقوى السياسية، وألقى الأستاذ مجدل دوكو عضو قيادة منظمة الحسكة في حزب الارادة الشعبية كلمة باسم الحزب هذا نصها:

 

أيها الإخوة الأعزاء،

في البداية أحييكم باسم قيادة حزب الإرادة الشعبية آملاً أن تكون نتائج لقائكم دافعاً لنضال الشعب السوري عموماً ومنه الكرد السوريون، من أجل الحل السياسي وإنهاء الكارثة الإنسانية، وصولاً إلى التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والشامل...

الإخوة الأعزاء،

بقدر ما تحتاج القوى الديمقراطية إلى التضامن والتنسيق والعمل المشترك، انطلاقاً من الحالة التعددية للمعارضة السورية، فإنها بحاجة أيضاً إلى التحدث مع بعضها البعض بصراحة، ووضع النقاط على الحروف خصوصاً في ظل المأزق التاريخي الذي وصلت إليه البلاد نتيجة سياسات طرفي الصراع المسلح في النظام والمعارضة.

لقد أكدت تجربة السنوات الماضية منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية السلمية عام 2011، ومروراً بالصراع المسلح تحت شعاري (الحسم والإسقاط)، ووصولاً إلى حالة تقسيم الأمر الواقع الراهنة، جملة حقائق، وهي:

أولاً: للشعب السوري حقه المشروع في النضال من أجل عملية التغيير.

ثانياً: إن الاستقواء على الشعب السوري بالبطش والقمع، أو الاستقواء بالخارج، لا يحلان أية مشكلة، وخيارات (الحسم والاسقاط) بقوة السلاح قد وصلت إلى طريق مسدود.

ثالثاً: الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، والقرار الدولي 2254 هو خارطة طريق الحل.

رابعاً: عمل الطرفان المتشددان في النظام والمعارضة على تحويل عملية الحل السياسي إلى مجرد حملات دعائية لتسجيل النقاط كلٌ على الطرف المقابل، مما منع تقدم العملية السياسية وأفقد الشعب السوري الثقة بها.

خامساً: وحدة مصير السوريين بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم؛ فالجميع دفع الثمن، والمشكلة هي مشكلة الكل السوري، ولا حل إلا للكل السوري. وفي هذا السياق نعتبر دائماً أن القضية الكردية في سورية هي جزء من المسألة الوطنية الديمقراطية في البلاد، بما يعني أنه لا يمكن حل هذه القضية إلا ضمن حل وطني ديمقراطي عام للمسألة السورية، وهو مما يتطلب أيضاً حل قضايا جميع القوميات من سريان وآشور وغيرهم. وعلى هذا الأساس دعمنا وندعم الحوار الكردي–الكردي، وفي هذا الإطار أيضاً ننبه إلى خطر ربط مصير مناطق الشمال الشرقي بالتجاذب الدولي والإقليمي، وتحديداً الصراع الأمريكي-التركي بحيث تصبح هذه المنطقة من البلاد ساحة تصفية حسابات دولية لا علاقة للسوريين بها، وتحويل القضية الكردية من كونها قضية وطنية ديمقراطية إلى مجرد ورقة ضغط. في الإطار نفسه، فإن تحرير عفرين ورأس العين وتل أبيض وكل المناطق الخاضعة للاحتلال التركي، والعودة الآمنة لأبنائها إلى بيوتهم وممتلكاتهم هي إحدى أهم المهام أمام السوريين.

وبهذا الخصوص نرى من المفيد التأكيد مرة أخرى على أن المسألة الكردية في حالة تدويلها تصبح في المرتبة الأخيرة من حيث الوزن، أمام المشاكل الإقليمية الأخرى، في حين إنّ اعتبارها جزءاً من المسألة الوطنية الديمقراطية، يمنحها المزيد من الزخم ويضعها في سياقها الصحيح والواقعي، ويمنع أياً كان من العبث بها واستغلالها.

أيها الأخوة والأخوات،

استناداً إلى كل ما سبق، نرى أن معيار أي موقف وطني حقيقي، وأي موقف ديمقراطي حقيقي، بعد أن وصل الوضع في البلاد إلى ما وصل إليه، هو العمل مع كل القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة على بلورة وتأطير أوسع تيار وطني ديمقراطي سوري معارض، يكون نداً تفاوضياً حقيقياً للنظام وليس متخادماً معه في عرقلة الحل السياسي كما هو حال بعض قوى المعارضة الحاكمة، وذلك من أجل الإسراع بالحل السياسي على أساس القرار 2254 باعتباره الطريق الوحيد لحل جميع القضايا في البلاد، السياسية والاقتصادية الاجتماعية والديمقراطية ومنها الحقوق القومية للشعب الكردي، وقضايا جميع القوميات من آشور وسريان وغيرهم، على أساس الإقرار بالتعدد القومي في البلاد...

مرة أخرى أتمنى لاحتفالكم النجاح بما يخدم بناء سورية الجديدة الديمقراطية التعددية الموحدة أرضاً وشعباً، التي تستعيد سيادتها على كامل أرضها، وتحافظ على وحدتها وكرامة أبنائها.