جريمة الفيول بالبحر «لا تتعدى» مليارين و480 مليون ليرة سوريّة!!
كشف وزير الكهرباء غسان الزامل لصحيفة «الوطن» المحلّية عن رقمٍ لكمية التلوّث بالفيول «المتسرّب» التي قال إنها وصلت إلى البحر.
حيث قال إنّ تقديرات الكمية التي وصلت لمياه البحر من مادة الفيول المتسربة «حسب الفنيين المختصين في الوزارة» هي ما بين «2 – 4 آلاف طن»، وأنّ زمن التسرب «لم يتعدَّ نصف ساعة» حيث «تمت مباشرة التعامل مع الحالة من خلال إغلاق الفتحات المطرية في الحوض الترابي».
ووفقاً لهذه الأرقام التي صرّح بها الوزير، ومع الأخذ بالاعتبار أنّ الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية قد رفعت سعر مبيع طن الفيول منذ أسبوع، في 23 آب 2021، من 510 إلى 620 ليرة سورية (أي بنسبة 18.8%) يمكن حساب خسارة كمية 4000 طن من الفيول بمبلغ مليارين و480 مليون ليرة سورية فقط لا غير!
وبيّن الوزير للصحيفة المذكورة، بأن إجمالي سعة الخزان من مادة الفيول تصل إلى 20 ألف طن في حين كميات مادة الفيول التي كانت في الخزان لحظة بدء التسرب كانت بحدود 15 ألف طن وتم نقل نحو 5 آلاف طن منها لمصفاة بانياس وضخ نحو 6 آلاف طن للخزانات السليمة والعاملة في المحطة نفسها في حين تم استهلاك نحو ألفين خلال الأيام الماضية في تشغيل مجموعات المحطة.
وقال الوزير الزامل إنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة والوصول للأسباب الحقيقية التي تسببت في تسرب مادة الفيول من الخزان ويشترك في هذه اللجنة كل من شركات التوليد التابعة لوزارة الكهرباء والشركة السورية لنقل النفط وشركة مصفاة بانياس، مقدراً أن اللجنة تحتاج لحدود شهر حتى تنهي تقريرها وبعدها سيتم تكليفها بالكشف عن بقية الخزانات في المحطة وتقييم الوضع الفنّي لها.
وعن كلفة إنشاء مثل هذا الخزان بيّن وزير الكهرباء أنها تصل لحدود مليار ليرة ولكن الوزارة ليست بصدد إنشاء خزان جديد وإنما سيتم العمل على إعادة صيانة وتأهيل الخزان الحالي.
وقال الزامل: إنّ حادثة تسرب مادة الفيول التي حصلت من أحد خزانات محطة توليد بانياس «كان ممكن أن تكون» كارثة وطنية، على حد تعبيره، «لولا سرعة تدخل طواقم وزارة الكهرباء من الفنين والعمال».
وقال الوزير إنه «لا يمكن وصف ما حدث على أنه حالة تلوث بيئي»! لكن «كان هناك حالة استغلال للحادثة من بعض وسائل التواصل الاجتماعي بشكل ملحوظ»، على حد تعبيهر. وأنّه «من الأيام الأولى عمدت وزارة الكهرباء للتعاون والتنسيق مع مختلف وسائل الإعلام الوطني لإطلاعهم على تفاصيل كل ما جرى وتقديم البيانات والمعلومات الدقيقة حول الحادثة» وفقاً للوزير.
وتابع بأنه في اليوم الأول للحادثة تم استدعاء «الضفادع البشرية» والطواقم الأمينة الموجودة في المحطة لإجراء مسح شامل للشاطئ جانب المحطة حيث امتدت عمليات المسح حتى عمق 400 متراً في البحر وتم تحديد المساحات التي طالتها مادة الفيول المتسربة وتبين تركّز مادة الفيول بشكل محاذٍ للشاطئ وعلى طول نحو 400 متر من المحطة وباتجاه بداية كورنيش بانياس.
وقال الوزير إن عمليات تنظيف الشاطئ «شارفت على الانتهاء» حسب البرنامج الذي تم إعداده من العديد من الجهات المساهمة في إجراء عمليات التنظيف والتي اعتمدت الأساليب اليدوية بسبب تعذّر وصول الزوارق للشاطئ وعن تقدير كلف عمليات التنظيف بيّن أن التقديرات الأولية تفيد أنها لا تتعدى 3 ملايين ليرة وهو تقدير أولي.
وعن الإجراءات الإسعافية التي تم تنفيذها بيّن أنها بدأت مع تحويل جميع المجموعات العاملة في المحطة لاستجرار مادة الفيول من الخزان الذي تسرب منه الفيول وضخ الفيول من الحوض الترابي للخزان إلى صهاريج، وتم نقله لأحواض مصفاة بانياس وتركيب مضخات لضخ الفيول من الحوض الترابي باتجاه الخزانات السليمة في المحطة وأن الحلول الإسعافية بدأت مباشرة مع حصول الحادثة في 23 من شهر آب الجاري.
معلومات إضافية
- المصدر:
- الوطن + قاسيون