وزير الكهرباء السوري: تسرّب الفيول للبحر ليس «تلوّثاً بيئياً»!
قال وزير الكهرباء غسان الزامل لصحيفة الوطن المحلية اليوم الإثنين، 30 آب، إنه «لا يمكن وصف ما حدث على أنه حالة تلوث بيئي»! لكن «كان هناك حالة استغلال للحادثة من بعض وسائل التواصل الاجتماعي بشكل ملحوظ»، على حد تعبيره. وأنّه «من الأيام الأولى عمدت وزارة الكهرباء للتعاون والتنسيق مع مختلف وسائل الإعلام الوطني لإطلاعهم على تفاصيل كل ما جرى وتقديم البيانات والمعلومات الدقيقة حول الحادثة» وفقاً للوزير.
وتابع بأنه في اليوم الأول للحادثة تم استدعاء «الضفادع البشرية» والطواقم الأمينة الموجودة في المحطة لإجراء مسح شامل للشاطئ جانب المحطة حيث امتدت عمليات المسح حتى عمق 400 متراً في البحر وتم تحديد المساحات التي طالتها مادة الفيول المتسربة وتبين تركّز مادة الفيول بشكل محاذٍ للشاطئ وعلى طول نحو 400 متر من المحطة وباتجاه بداية كورنيش بانياس.
ومن ضمن ما صرّح بيه الوزير لصحيفة الوطن المحلية أنه كشف عن تقديرات الكمية التي وصلت لمياه البحر من مادة الفيول المتسربة «حسب الفنيين المختصين في الوزارة» هي ما بين «2 – 4 آلاف طن»، وأنّ زمن التسرب «لم يتعدَّ نصف ساعة» حيث «تمت مباشرة التعامل مع الحالة من خلال إغلاق الفتحات المطرية في الحوض الترابي».
ووفقاً لهذه الأرقام التي صرّح بها الوزير، ومع الأخذ بالاعتبار أنّ الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية قد رفعت سعر مبيع طن الفيول منذ أسبوع، في 23 آب 2021، من 510 إلى 620 ليرة سورية (أي بنسبة 18.8%) يمكن حساب خسارة كمية 4000 طن من الفيول بمبلغ مليارين و480 مليون ليرة سورية فقط لا غير!
يجدر بالذكر بأنّ آراء المختصّين بخصوص حقيقة أنّ تسرّب الفيول هو تلوّث بيئي، تخالف تماماً رأي السيد الوزير، حيث سبق أن صرّح الدكتور تميم العليا عضو الهيئة التدريسية في المعهد العالي لبحوث البيئة في جامعة تشرين، في تصريح له اليوم الجمعة 27 آب، لتلفزيون «الخبر» السوري المحلّي «عدم تواصل أيّ جهة رسمية مع المركز للمساعدة باستشارات علمية، وتقديم طرق مجدية للتخلص من البقع الزيتية الطافية حالياً على سطح المياه والمتركزة على الشواطئ».
وانتقد الدكتور العليا طرق المعالجة القائمة حالياً للمشكلة، معتبراً أنها خاطئة علمياً، محذّراً بأنه «علينا ألّا ننتظر وصول حالات التسمّم للمشافي، لكون آثار الكارثة تراكمية، فالمادة تتأكسد في الماء، لتصبح كتلاً نفطية، ثم ترسو بقاع البحر لتتفكك وتلوّث الأسماك، وبالتالي نُفُوقها أو تلوّثها وبيعها بكلتا الحالتين».
وأضاف الدكتور العليا «هذه المواد تشكل طبقة عازلة ما بين الجو والمياه، ما يؤدي لنقص الأوكسجين وموت الكائنات الحية الموجودة في المياه».
وبالنسبة للطرق المتبعة حالياً للتخلص من بقع الفيول، قال الدكتور العليا «هذه طرق لا جدوى منها، هناك طرق وإجراءات وقائية علينا اتباعها، كالحواجز المطاطية».
وتابع «توجد أيضاً تقنيات تقوم بسحب المياه الملوثة ومن ثم فصل الماء عن الفيول، والاستفادة منهما كلّ على حدى، وهناك أيضاً مواد طافية تمتصّ الفيول، وبالتالي يمكن استخدامه كوقود».
وأضاف «أما طرق الكريك، والشفاطات، وغسل الصخور الملوثة بالمياه ومن ثم عودة المياه الملوثة للبحر، فهي بلا جدوى».
واستطرد «للأسف عملية نقل المواد النفطية من على سطح المياه، ونقلها بـ«سطل»، إلى اليابسة، فهذه الطريقة تساهم بانتشار التلوث وازدياد رقعته»
وأضاف «تلوّث الرمل الذي يعتبر ثروة، سيلوّث المياه الجوفية، وسيشكّل كارثة حقيقية أخرى، ناهيك عن تطاير الأبخرة، وغيرها».
المصدر: الوطن + وسائل إعلام محلية + قاسيون
معلومات إضافية
- المصدر:
- الوطن + وسائل إعلام محلية + قاسيون