غالبية الأمريكيين لا يؤيدون تدخل بلادهم في مشاكل الدول الأخرى

غالبية الأمريكيين لا يؤيدون تدخل بلادهم في مشاكل الدول الأخرى

أظهرت دراسة للرأي العام الامريكي أن غالبية الشعب الأمريكي لا تؤيد تدخل بلادها في مشاكل الدول الأخرى. وتعتقد الغالبية أن أمريكا يجب أن تهتم بمشاكلها الخاصة وتدع البلدان الأخرى تحل مشاكلها بطريقتها الخاصة.

وقد أظهرت استفتاءات أخرى سابقة تراجعاً للدعم الشعبي لسياسة أمريكا الخارجية، وذلك بعد حرب الفيتنام وبعد الحرب الباردة. ولكنها المرة الأولى التي تصل نسبة المعارضة للسياسة الخارجية إلى غالبية، بعد أن كانت لا تتجاوز نسبة 43% خلال الخمسين عاما الماضية.
وأبرز نتائج الدراسة التي قدمها مركز "Pew Research" لأبحاث القضايا الأمريكية في الثالث من الشهر الجاري ديسمبر/كانون الأول، هي رغبة غالبية الأمريكيين بأن تهتم بلادهم بالقضايا والمشاكل الداخلية بدل التدخل في المشاكل الدولية. كما يرى غالبية المشاركين في الاستفتاء بأن دور الولايات المتحدة الأمريكية القيادي على الساحة الدولية قد تراجع.
وتشكل نسبة أصحاب هذا الرأي 53% ، بينما كانت 20% عام 2004. وبعد الأحداث المتسارعة في بعض البلدان العربية، وتدخل الولايات المتحدة فيها خلال العقد الأخير.
ابتداءً من العراق وإلى ليبيا وسورية وغيرها، فإن 51% من المشاركين في الاستفتاء أجابوا على سؤال حول المساعدة الأمريكية للدول المتأزمة داخلياً، بقولهم أن المساعدات الأمريكية زادت عن حدها. وعللوا إجابتهم بأن المشاكل الداخلية الأمريكية، وخاصة الاقتصادية منها، أولى بأن يتم الاهتمام بها.
أما على مجال المنظمات والأحزاب، فقد عبّر 62% من أعضاء مجلس العلاقات العامة الأمريكي عن اعتقادهم بأن قوة الولايات المتحدة الأمريكية دولياً قد انخفضت. كما يعتقد 74% من الجمهوريين أن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية على الساحة الدولية، هو أقل أهمية وتأثيراً مما كان عليه منذ عشر سنوات. ويشاركهم في الرأي 33% من الديمقراطيين.
أما السياسيون المستقلون الذين عبروا عن رأي مماثل، فقد ارتفعت نسبتهم إلى 55%، بينما كانت النسبة 45% عام 2009، و23% عام 2004. Pew Research Center وجواباً على سؤال آخر في الاستفتاء فيما إذا كانت الولايات المتحدة "محترمة" عالمياً، تعتقد غالبية السياسيين أن أمريكا باتت أقل احتراماً من قبل الشعوب الأخرى. فقد عبر عن ذلك 80% من الجمهوريين، و74% من المستقلين، و56% من الديمقراطيين.
والآراء الأمريكية الرافضة للتدخلات الأمريكية عالمياً تقتصر على النواحي السياسية والعسكرية، فقد شجع 77% من المشاركين في الاستفتاء على تقوية العلاقات الإقتصادية والتجارية عالمياً..