الجبهة الشعبية لتحرير تركيا: المقاومة الشعبية مستمرة ضد أردوغان
وصل إلى موقع «قاسيون» الالكتروني التقرير الذي أعدته الجبهة الشعبية لتحرير تركيا حول آخر تطورات الحركة الاحتجاجية الشعبية في المدن التركية ضد حكومة أردوغان، فيما يلي أهم ما ورد في التقرير:
الشعب الثوري لا يُهزم.... مقاومتنا مستمرة في تقسيم
منذ أكثر من أسبوع، والمقاومة الشعبية مستمرة ضد قرار حكومة العدالة والتنمية بهدم حديقة «غيزي»في تقسيم، ورغم كل القمع الذي جرى على أيدي الشرطة والأمن التركي في إسطنبول وعشرات المدن التركية الأخرى، إلا أن المقاومة ما زالت مستمرة، ورغم كل ما تعرضت له من تنكيل واعتقال لآلاف النشطاء فالمقاومة مستمرة في عشرات المدن التركية.
الحديقة التي تحاول الحكومة التركية هدمها تحمل قيمة ثقافية حضارية معنوية للشعب التركي. ففي عام 1977، قامت الشرطة التركية بقتل المتظاهرين بعيد العمال في ميدان تقسيم... مما يجعل لهذا الميدان أهمية معنوية لدى الشعب التركي وللثوار الأتراك، بالإضافة إلى أهميته لدى كافة الأطراف السياسية التركية التي تتظاهر في هذا الميدان. ولعشرات السنين منعت الحكومات التركية المتعاقبة التظاهر في هذا الميدان, ومع ذلك ناضل الشعب من أجل حق التظاهر في هذا الميدان وانتصر، وحديقة غيزي ملتصقة بميدان تقسيم, وهو رمز للحرية والعدالة والكرامة في تركيا.
وتهدف حكومة العدالة والتنمية بممارساتها الحالية ضد الشعب لطمس الميدان، وتسعى جاهدة لتجعل حق الشعب في التظاهر في مهب النسيان.
وفي آخر التطورات الميدانية, أجبر المتظاهرون حكومة العدالة والتنمية بسحب قوات الشرطة من ميدان تقسيم, إلا أن الأمن التركي قام بالاعتداء على جميع المتظاهرين في المدن التركية الأخرى التي قامت بالتظاهر ضد ممارسات الحكومة التركية، والتضامن مع المتظاهرين في إسطنبول. وإن هذا الاعتداء هو اعتداء على تضامن الشعب التركي مع بعضه البعض، وهو بذلك يهدف إلى ترسيخ سياسة الديكتاتورية الهوجاء ضد العشب التركي المتمثلة بالاعتقال العشوائي دون حسيب أو رقيب.
حكومة العدالة والتنمية تتدعي أنها تتبنى التاريخ، ففي عهد العثمانيين كان في مكان الحديقة ثكنة عسكرية للمدفعية العثمانية... وحسب زعم الحكومة، فهم يريدون أن يعيدوا الوجه التاريخي لمدينة إسطنبول، في حين أن الهدف الأساسي من وراء ذلك هو إقامة «مجمعات تجارية» في مكانها تُقدم الخدمة التامة للإمبريالية.
وقد وصف رجب طيب أردوغان المتظاهرين بأنهم مجموعة من الزعران. وإننا نرد عليه بأن هذا التعبير إنما هو انعكاس لخوفه وخشيته كون من وصفهم بالزعران هم ملايين الشعب التركي، وحكومة العدالة والتنمية تعلم تماماً كيف تخدم الإمبريالية العالمية، وتعلم أيضاً كيف تقوم قوات الشرطة التركية وبطريقة منظمة بالتعدي على الشعب التركي، وكيف أنها أعطت الضوء الأخطر بالاعتداء على المواطنين.
وإننا نؤكد أن العالم بأسره يعلم أن موضوع التظاهر في تركيا ليس فقط موضوع بضعة أشجار... فلا يحق لأي شخص كان أن يتجاهل إرادة 75 مليون مواطن تركي... واليوم هم من يقومون بالتظاهر في شوارع المدن، ويرفعون صوت الحق النضالي ويدافعون عنه.
المظاهرات الاحتجاجية اليوم تكبر وتتسع في الشوارع، فهذه التظاهرات يوماً بعد يوم تأخذ أشكالاً أكثر تنظيمية، وهذا ما يقلق حكومة العدالة والتنمية ويجعلها عاجزة عن التعامل مع التظاهرات, الأمر الذي أدى إلى اعتداءات وحشية منها على الشعب التركي الثائر.
إنهم يعلمون أن ذاكرة الشعوب قوية.. فالجور الذي تعرضنا له لم ننساه, والذي نتعرض له اليوم لن يُنسى, ولن نترك المجال بأن يُنسى وسنحقق بنضالنا العدالة الاجتماعية.
آخر التطورات التي حدثت خلال الأسبوع المنصرم:
ــ بتاريخ 28/5, حاولت الحكومة أن تهدم حديقة غيزي, وقام المواطنون بنصب الخيام لمنع ذلك, ونجحوا في ذلك. إلا أن الشرطة التركية قامت بالاعتداء على المواطنين بالغاز المسيّل للدموع والضرب وبرشاشات الماء المعروفة باسم (توما)، كما قامت الشرطة بحرق الخيم الموجودة في حديقة غيزي.
رغم الاعتداءات الوحشية بحق المتظاهرين، إلا أنهم لم يتوقفوا عن التظاهر، بل ازداد عددهم، وتجلى تضامن وتكاتف الشعب التركي في مناهضته للغاز المسيل للدموع من خلال إرسال الليمون والطعام والأغطية إلى المتظاهرين والمواد الطبية للجرحى.
ــ في صباح 31/5, قامت الشرطة التركية بضرب طوق أمني حول حديقة غيزي لمنع المتظاهرين من الوصول إليها، إلا أن المتظاهرين اقتحموا الحديقة وسقط خلال ذلك العديد من الجرحى.
ــ بتاريخ 1/6، رُفعت شعارات عنونت بـ: «كل الميادين تقسيم وكل الأماكن للمقاومة»، وانطلقت المظاهرات في كل المدن التركية وخارجها في الدول الأوروبية للتضامن مع شعبنا.
ــ بتاريخ 2/6، صرّح رجب طيب أردوغان: «المسألة ليست مسألة حديقة وأشجار إنما هي مسألة إيديولوجية» ونفى أن يكون هناك قرارات حكومية ببناء مجمعات تركية في حديقة غيزي... وقال للمتظاهرين: «رجاء أوقفوا هذه المظاهرات».
في منطقة باشكتاش في إسطنبول، حاول الآلاف أن يتظاهروا أمام قصر «دولما باهتشه» وأثناء توجههم إلى هناك قامت الشرطة بالاعتداء عليهم بالمياه والقنابل المسيّلة للدموع، وتم اعتقال العشرات وكذلك سقط من بينهم عشرات الجرحى.
وفي العاصمة أنقرة، توجه المتظاهرون إلى مجلس النواب، فاعتدت عليهم الشرطة بذات الأسلوب (مياه- غازات مسيلة للدموع)....
وفي إزمير، تم اعتقال الآلاف وسقط المئات من الجرحى، إلا أن المتظاهرين استطاعوا حرق مقر حزب العدالة والتنمية, وهو حالياً غير صالح للاستعمال. وحصل نفس الشيء في كل من مدينة بودروم وكوجالي وأنطاليا.
وقام الناس في عدة مدن أخرى بإطفاء وإشعال الأنوار في بيوتهم وبوقتٍ واحد تضامناً مع المتظاهرين، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من التضامن وُجد عام 1990.
كما قام العشرات من الأطباء والممرضات بمعالجة المصابين في الميادين.
آخر التطورات التي حصلت بتاريخ 3/6, استشهاد شاب اسمه «أحمد آيولتاش» في حي بيرمايس, حيث قامت سيارة الشرطة باقتحام المتظاهرين ودهست الشاب الشهيد, ومن بين المصابين المواطن التركي «سييد كارتال» والذي يقبع حالياً في العناية المشددة.
وفي مدينة انقرة استشهد الشاب «أدهم سانسلوك» بعد أن أطلقت الشرطة التركية النار عليه.
هذا وانطلق عشرات الآلاف من حي أوكميران واتجهوا إلى مقر حزب العدالة والتنمية, ومن بينهم فرقة «يوروم» الموسيقية. أما في حي سلغازي, فقد قامت الشرطة التركية بإطلاق لنار على المتظاهرين.
ولقد شهدت عدة مدن تظاهرات أهمها :(سمسون- أضنة- مرسين- أنطاكية اسكندرون- غازي عينتاب- بارتن- ترابزون- موغله- أديرنا- سكاريا... ومدن أخرى).
وحالياً في ساحة تقسيم، تم وضع عدة لافتات من بينها لافتات الجبهة الشعبية، والخيم المنصوبة ما زالت موجودة والتظاهر ما زال مستمراً.
الجبهة الشعبية لتحرير تركيا
3/6/2013