بلاغ عن اجتماع المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية
عقد المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية اجتماعه الدوري بدمشق يوم السبت 13/2/2016.
بعد التأكد من النصاب أقر الاجتماع، الذي شارك بجانب منه الرفيق د.قدري جميل أمين مجلس الحزب، وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، جدول أعماله الذي تركز على بحث آخر تطورات الوضع في سورية، إلى جانب مناقشة تقارير تتعلق بنشاط هيئة الرئاسة بين اجتماعين للمجلس، وببعض القضايا النقابية والاقتصادية والإعلامية والتنظيمية الحزبية، بما فيها بعض الوثائق الجديدة التي يعمل على وضعها الحزب.
رأى الاجتماع أنه، وبحكم تكرس التحولات في ميزان القوى الدولي في غير المصلحة الأمريكية، فإن جملة التطورات الأخيرة في مسار الأزمة السورية تؤكد اتجاهها نحو الحل السياسي، على الرغم من مواصلة بعض المعارضات السورية واللاعبين الإقليميين الرهان على أن أي تغيير مرتقب في الإدارة الأمريكية كفيل بعودة الأمور إلى سابق عهدها، دون أن يعواأن الأمريكيين أنفسهم لا يستطيعون ذلك، وبالتالي هم لا يريدون.
وشدد الاجتماع على أن ما انهار في الجولات الأولى من جنيف3 هو بقايا جنيف2، بمعنى كسر أحادية تمثيل المعارضة وتغييب قوى إقليمية بعينها مؤثرة بالأزمة السورية، وبالتالي في حلها.
كما أكد على أن جنيف3، وبغض النظر عن دلالته المكانية، وبحكم كونه منصة انطلاق الحل السياسي للأزمة بالتوازي مع مكافحة الإرهاب وإطلاق أفق التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والعميق والشامل على الصعد كافة، هو مساحة لإحداث فرز عميق في صفوف البنى السياسية السورية كلها، وحتى في القوى الإقليمية، وأن ما جرى في ميونيخ مؤخراً هو في أحد جوانبه الرئيسية تقليم لأظافر التدخل السلبي للقوى الإقليمية في الوضع السوري باتجاه تأريضه، سياسياً وعسكرياً، بحيث يجري تنفيذ فعلي صارم للقرار الدولي 2254.
وفي هذا السياق فإن الضجيج الإعلامي السياسي حول التدخل العسكري البري في سورية الذي تمارسه الرياض وأنقرة لن يكون بحجم جعجعته، وهو يبتغي أن يجري صرفه على طاولة المفاوضات، على اعتبار أن السعودية، المنهزمة تباعاً في أكثر من ملف، باتت تستميت لإيجاد دور إقليمي ما، لا اكثر، في حين أن أردوغان إنما يلعب عملياً بورقة توريط الناتو مع روسيا بالمعنى العسكري المباشر، وهو ما لا تسمح به لا ظروف الأزمة الرأسمالية، ولا الوضع الدولي الجديد، ولذلك بات يحاول ابتزاز الجميع مجدداً بورقة اللاجئين والنازحين السوريين.
كما أكد الاجتماع على أن مجموعة الرياض للمعارضة السورية أثبتت مرة أخرى على أنها ليست جهة تفاوض جدية أو حل سياسي، ومن هنا عملت القوى كلها التي تتمنى استدامة الاستنزاف السوري ولا تريد قيام حل حقيقي للأزمة على إعاقة حضور ونشاط وفد المعارضة الوطنية العلمانية الديموقراطية في جنيف، سواء لوجستياً أو سياسياً، ولاسيما لجهة تغييب ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي من الأكراد السوريين تحت ذريعة وجود فيتو تركي.
وأشاد الاجتماع بقرار قيادة الحزب وجبهة التغيير والتحرير بعدم إخلاء الساحة في جنيف3 على الرغم من الحملة الإعلامية الشرسة التي واكبت مشاركتنا في جنيف، لأن ذاك الإخلاء معناه المساهمة في إفشال المؤتمر كلياً، وبالتالي تأجيل كل من الحل السياسي، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري.
وبخصوص تفاقم معالم هذه الكارثة شدد الاجتماع على أن استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لدى السوريين لا يعود لظروف الحرب والتدخل الخارجي فحسب، بل بات تفاقمه مرتبطاً بذاك الدفع المقصود من الأداء الحكومي الذي يمنع أية إمكانية لإنتاج زراعي أو صناعي جدي، مع التشديد مجدداً على أن ضرب مواقع الفساد الكبير كفيل بتحصيل أموال كافية لإدارة الأزمة، دون الاعتماد على القروض الخارجية التي تبقى ديوناً على الدولة السورية، ومستقبل السوريين.
وبعد مناقشة مجمل التقارير وإقرار التوجهات الملائمة حيالها، انتقل الاجتماع لمناقشة مسودة مشروع موضوعات المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية حول «القضية الكردية وشعوب الشرق العظيم». وبعد تقديم الملاحظات والتعديلات المقترحة قرر الاجتماع إطلاق الوثيقة للنقاش العام بهدف إغناءها وعرضها لاحقاً على المؤتمر التالي للحزب المرتقب خلال أشهر، لمناقشتها وإقرارها النهائي.
دمشق 13/2/2016
المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية