جميل لـ«الوطن»: 2254 الأساس المشترك الكافي لأي اتفاق
اعتبر رئيس «منصة موسكو» للمعارضة قدري جميل، أن «مخططات تقسيم سورية أصبحت وراءنا»، وأنه ليس مطلوباً من المعارضة اليوم الاتفاق على شيء خارج القرار 2254 الذي يجب أن يكون الأساس المشترك لأي اتفاق وهو ما تصر عليه «منصة موسكو» في مواجهة بعض الطروحات التي تتجاوزه وتخرج عنه.
وبين أن منصات، الرياض، وموسكو، والقاهرة بانتظار جولة تقنية جديدة طويلة ستعقد خلال أيام ما يضع الأساس لبحث إمكانية تشكيل وفد واحد ولبدء محادثات مباشرة مع وفد الحكومة السورية في «جنيف 8».
وردا على أسئلة لـ«الوطن»، اعتبر جميل في رسائل جوابية عبر تطبيق «واتس آب»، أن جولة «جنيف 7» كانت «أكثر الجولات إنتاجاً بالنسبة لمنصات موسكو والقاهرة والرياض المعارضة، فهذه المنصات التي كانت منقطعة عن بعضها خلال كل الجولات الماضية استطاعت لأول مرة الالتقاء وبدء تبادل الآراء في محاولة الوصول إلى توافقات لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254».
وأضاف: «إذاً فقد انكسر الجليد، بدأ مسار جديد بينها، وبالنتيجة الملموسة فقد تم الاتفاق على تفاهمات حول سلة الدستور، المبادئ العامة، وآلية الصياغة، فالأمر الذي بدا قبل فترة مستحيلاً أصبح واقعاً».
وتابع: «اليوم بانتظار جولة تقنية جديدة طويلة خلال أيام لبحث باقي السلال ما يضع الأساس لبحث إمكانية تشكيل وفد واحد ويفتح الباب واسعاً لبدء المحادثات المباشرة مع وفد الحكومة السورية، والعجيب أن كل وسائل الإعلام الأجنبية والعربية توحي بفشل الجولة في حين أن هذه هي الجولة الوحيدة التي حققت تقدماً يمكن أن يتحول إلى اختراق واسع حتى الجولة الثامنة القادمة».
وحول الأنباء عن التوافق بين المنصات الثلاث، وما أشيع عن تحفظات لدى منصة موسكو، قال جميل الذي يشغل منصب أمين «حزب الإرادة الشعبية» المعارض: «ليس مطلوباً من المعارضة اليوم الاتفاق على شيء خارج القرار 2254 فهو يجب أن يكون الأساس المشترك الكافي لأي اتفاق دون أي زيادة أو نقصان عليه، منصة موسكو تصر على ذلك في مواجهة بعض الطروحات التي تتجاوزه وتخرج عنه، ولكن المهم أن ذلك اليوم لم ولن يؤدي إلى قطيعة أو صدام بل نسعى إلى خلق توافقات حول فهم هذا القرار والأشكال التفصيلية لتنفيذه». وأردف قائلا: «الحقيقة أن بعض الإعلام يركز على بعض نقاط الخلاف هنا في هذه الموضوع وهي موجودة فعلاً ولا يعير انتباهاً كما نفعل إلى التفاهمات التي حصلت والتي يمكن أن تحصل، ومنصتنا تفضل التركيز عليها والعمل على الأخرى دون تطبيل وتزمير ومن دون مبالغة أو تهوين».
واستطرد جميل: «المعارضة السورية منقطعة عن بعضها خلال سنوات تراكم فيها كثير من سوء الفهم وما أنجز خلال الأيام الأخيرة كبير بحجمه وأهميته قياساً للماضي ونعول على الفترة المتبقية حتى الجولة الثامنة لتذليل كل العقبات من خلال عمل يومي وصعب ولكن مشرّف إذا استطاع المساهمة في تخفيف معاناة الشعب السوري».
وحول التبدل في الموقف الفرنسي حيال الأزمة السورية، رأى رئيس «منصة موسكو»، أن «للموقف الفرنسي الجديد جانبين الأول الاعتراف بفشل سياسة التدخل الوقح بشؤون الشعوب التي ما هي إلا استمرار للعقلية الاستعمارية القديمة، وما اعتراف ماكرون بأن تدخلهم في ليبيا أدى إلى ما وصلت إليه الأمور، إلا تأكيد على ذلك، أما الجانب الثاني من هذا الموقف فهو متعلق بمحاولة إيجاد مكان لفرنسا في عملية إعادة الإعمار التي يريدون جني الأرباح منها كما جنوا الأرباح في عملية محاولة تدميرها، ولكن الأكيد أن الموقف الفرنسي الجديد هو تعبير عن التغيير الثابت في ميزان القوى الدولي لصالح القوى الصاعدة «روسيا والصين» والصديقة للشعوب وعلى حساب القوى الاستعمارية القديمة والجديدة والتي تتراجع بثبات وبلا رجعة في كل المجالات».
وعن اتفاق جنوب غرب سورية، قال جميل: «الاتفاق الروسي الأميركي إيجابي ما دام يساهم في توسيع وقف إطلاق النار ويضع الأساس لإنجاح العملية السياسية وهو امتداد واستكمال للاتفاقات الأخرى حول مناطق خفض التوتر وليس العكس».
وأضاف: إن «مخططات تقسيم سورية أصبحت وراءنا وانتصار الحل السياسي على أساس 2254 سيجعل وحدة سورية واستعادتها لسيادتها أمراً واقعاً سيكون له تأثير إيجابي على المنطقة وأزماتها».