منصة موسكو: لم يفت الوقت لإصلاح الخلل في هذه الجولة
أجرى وفد منصة موسكو للمعارضة السورية مؤتمراً صحافياً مساء الثلاثاء 28/3/2017، تلا اللقاء الذي جمعه مع المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وفريقه، في مقر الأمم المتحدة بجنيف.
استهل رئيس وفد المنصة، مهند دليقان، المؤتمر الصحفي بالقول: انتهينا للتو من اجتماعنا مع فريق السيد دي ميستورا. وفي الحقيقة، كان الاجتماع اجتماعاً جاداً عميقاً وصريحاً. في البداية، أبدينا قلقنا للسيد دي ميستورا وفريقه من الآلية والطريقة التي تجري ضمنها الأمور في إطار الجولة الحالية. وبيَّنا أن هنالك أطرافاً مختلفة تسعى – وبأشكالٍ مختلفة- إلى العمل على إعاقة المفاوضات وأخذها باتجاه درب مسدود، من خلال عدم الالتزام بالقرار 2254 من جهة، ومن خلال عدم الالتزام بالفكرة التي تم إقرارها بالفكرة التي تم إقرارها في الجولة الماضية، وهي فكرة التوازي. ووضحنا - ضمناً- للفريق الأممي بأن هذه الطريقة في إدارة المفاوضات- بمعنى السماح للأطراف باختيار السلال التي تريد مناقشتها- تهدد بالعودة إلى جنيف2 شكلاً ومضموناً. فمن ناحية الشكل: يجري تظهير وفدين بشكل أساسي هما الوفد الحكومي ووفد الرياض، على شاكلة ما جرى في جنيف2 سيء الصيت. ومن ناحية المضمون: يجري تجاوز فكرة التوازي، من خلال عدم تفعيلها عبر آليتها الأساسية التي هي التزامن، ولذا، نرى إمكانية المماطلة من فرقٍ مختلفة.
في المقابل، المطلوب من الأمم المتحدة – كما وضحنا لفريق السيد دي ميستورا- ليس الاستماع إلى كل طرف من الأطراف ومن ثم محاولة مسايرته، بل المطلوب هو الاستماع إلى الجميع، ومن ثم الوصول إلى نقاطٍ مشتركة، ينبغي أن تكون متوافقة مع القرار 2254 للمضي في اتجاه تنفيذه. ورغم ذلك كله، نقول أن الوقت لم يفت بعد، لإصلاح الخلل الموجود ضمن هذه الجولة، حيث يمكن السير قدماً، ويمكن إصلاح هذا الخلل.
وفي هذا الإطار، أعدنا التذكير باقتراحنا، وهو الاقتراح الذي سنسمِّيه- اصطلاحاً- «مبادرة 4×2»، والمقصود منها هو طريقة عملية تسمح بانطلاق نقاش السلات الأربع، في وقتٍ واحد، ومع الوفود جميعها، بما يؤمّن- ضمناً- وجود المعارضة ضمن مجموعات عمل مشتركة. وليس هنالك بالضرورة نقاشٌ بَيْنِي، بين المعارضات، وإنما تواجد مكاني في الوقت نفسه مع الميِّسر، الغرض منه عملياً هو التلاقي بالأفكار وإيصالها، والتلاقي الإنساني.
وفيما يتعلق بالأوراق التي قدِّمت لنا للنقاش في الجلسة الماضية، فقد قدَّمنا في المقابل أوراقاً فيها آراءنا العامة والتفصيلية، وركزنا فعلياً على نقطة اعتبرناها منهجية، وهي تتعلق بفكرة الحوكمة. حيث ركزنا على أن القرار 2254 يتحدث عن جسم الحكم الانتقالي، وليس عن الحوكمة، ولذلك، فإننا نفهم الحوكمة الواردة ضمن السلة الأولى أو ما يسمى بالسلة الأولى من بين السلات الأربع، كعملية وظيفتها الوصول أو طريقة عمل الجسم الانتقالي، لكن عدم ورود تعريف أو محاولة تعريف أو السؤال الأساسي الذي يمكن أن يصاغ بما هو جسم الحكم الانتقالي، عدم وجوده على الطاولة هو فعلياً نقصٌ جوهري ضمن السلة الأولى، لأن هنالك مجموعة مختلفة من الآراء، وأصبح الوقت مناسباً للوصول إلى اتفاق وتوافق يسمح لنا بالمضي قدماً ضمن العملية.
وفيما يخص الدستور، أكدنا على أن ما ينبغي عمله في جنيف - بما يخص الدستور- ينحصر فقط في المبادئ العامة والإطار. أما الحديث عن كتابة دستور في جنيف، أو تشكيل لجنة لكتابة دستور، أو الدخول في تفاصيل القوانين الدستورية في جنيف، فهذا الحديث فعلياً هو استلاب لحق الشعب السوري في تقرير مصيره، واستيلاء مسبق لحق الشعب السوري في كتابة دستور بلاده والاستفتاء عليه، وهذا مخالف أيضاً للقرار 2254.
وفي رده على سؤال حول لقاءات المنصة مع نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، ومنصات المعارضة الأخرى، أجاب دليقان: بالنسبة للقاء مع السيد غاتيلوف فقد جرى فعلياً اليوم بعد الظهر مباشرةً، وتمَّ خلاله تبادل الآراء حول الآلية التي تسير بها الجولة الحالية من المفاوضات، كما تم التأكيد - من الطرفين- على ضرورة الالتزام بتنفيذ القرار 2254، وعلى ضرورة تثبيت فكرة التزامن، وضرورة العمل على تشكيل وفد واحد للمعارضة.
أما فيما يخص اللقاء مع وفود المعارضة الأخرى، فاللقاءات قائمة فعلياً دائماً، وإن لم تكن بصيغة رسمية، فإن هنالك اتصالات تجري بشكلٍ مستمر. في الجولة الماضية جرت لقاءات، وفي هذه الجولة نعتقد أن لقاءات لها طابع رسمي يمكن أن تعقد بين الوفود.