لافروف: هناك فرصة جيدة لنجاح الهدنة في سورية

لافروف: هناك فرصة جيدة لنجاح الهدنة في سورية

ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هناك فرصة جيدة لتثبيت التحول الإيجابي الذي تم إحرازه في التسوية السورية، لكنه أكد أن لا أحد يمكن أن يضمن بنسبة مئة بالمئة نجاح اتفاق الهدنة

وأردف في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب الاجتماع المنعقد يوم الجمعة، 26 فبراير/شباط، بمشاركة وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، وأمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي:" الاتفاق الذي تم التوصل إليه وسيوافق عليه مجلس الأمن اليوم، لا يعني أنه سيتم تنفيذه تلقائيا، بل يجب أن تبذل جهود يومية لمتابعة التطبيق العملي لهذا الاتفاق على الأرض".

 

وشدد الوزير على عدم جواز طرح أي شروط مسبقة في سياق المفاوضات بشأن سورية. واعتبر أن تشكيل مجموعة دعم سورية رفع بالجهود الدولية لتسوية الأزمة السورية إلى مستوى جديد نوعيا، معيدا إلى الأذهان أن مجلس الأمن الدولي أيد قرارات المجموعة وتبناها، كالقرار رقم 2254، وحدد 3 اتجاهات أساسية للعمل وهي: تحسين الوضع الإنساني في سورية، وتنسيق شروط التهدئة في أقرب وقت، وإطلاق عملية سياسية شاملة.

 

 

وأوضح أن نجاح الاتفاق مرهون بعوامل عدة، ومنها قدرة اللاعبين الخارجيين على "تقديم مصالح الشعب السوري واستقرار المنطقة على الطموحات الإمبراطورية والمصالح الجيوسياسية ". وحث جميع اللاعبين الخارجيين على ممارسة الضغوط على الأطراف السورية المعتمدة على الدعم الخارجي لدفعها نحو تطبيق شروط وقف إطلاق النار.

 

ومن العوامل الأخرى التي يتعلق بها نجاح اتفاق وقف إطلاق النار، أشار لافروف إلى قدرة المجتمع الدولي على تطبيق القرارات التي تم اتخاذها في وقت سابق، حول وقف تدفق المقاتلين ووضع حد للتجارة بالنفط والسلع المهربة الأخرى عبر الحدود السورية.

 

كما أشار لافروف إلى ضرورة وضع رقابة صارمة على الحدود السورية، معيدا إلى الأذهان وجود آلية معنية بهذا الشأن في مجلس الأمن، لكن تلك الآلية يجب أن تعمل بصورة نزيهة وموضوعية دون إخفاء أي وقائع عن مجلس الأمن.

 

وأكد أن نجاح الاتفاق مرهون أيضا بقدرة روسيا والولايات المتحدة، بصفتهما الرئيسين المشاركين لمجموعة دعم سورية، على الوفاء بتعهداتهما بشكل نزيه ودون الكيل بمكيالين.

كما أعلن وزير الخارجية الروسي أن لروسيا والجامعة العربية مواقف متطابقة حول ضرورة محاربة الإرهاب بلا هوادة.

وقال الوزير: "إننا أولينا اهتماما خاصا بقضية الإرهاب الدولي. ولدينا مواقف متطابقة بشأن ضرورة محاربة هذا الشر بلا هوادة بالأساليب العسكرية وعن طريق قطع قنوات التغذية لما يسمى بالدولة الإسلامية، بالإضافة إلى ضرورة التصدي لأيديولوجية المتطرفين والإرهابيين".

وأوضح أن روسيا وجامعة الدول العربية جددتا في بيانهما الختامي الصادر في أعقاب الاجتماع، مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تشكيل تحالف واسع مناهض للإرهاب تحت رعاية الأمم المتحدة.

كما حذر لافروف واشنطن وحلفاءها في إطار التحالف الدولي من التلاعب بموضوع محاربة الإرهاب، مشيرا في هذا الخصوص إلى تشكيك بعض المسؤولين في تلك الدول في ضرورة استثناء "جبهة النصرة" من الهدنة.

وشدد لافروف أيضا على ضرورة التخلي عن الأحاديث حول خطة "ب" وإقامة مناطق عازلة داخل سورية إجراء عملية عملية برية للتحالف في هذا البلاد.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال في أحد التصريحات الأخيرة له إنه من المستحيل حشد المجتمع الدولي للتصدي للإرهاب بفعالية طالما يبقى الأسد في السلطة في سورية. وشدد الوزير الروسي على أن هذا التصريح يتنافى تماما مع القرارات التي دعمتها الولايات المتحدة مؤخرا، والتي تؤكد أنه لا يوجد تبرير للإرهاب.

وحذر لافروف من محاولات استغلال شعارات محاربة الإرهاب لتبرير وضع خطط للتدخل عسكريا في سورية أو ملاحقة الخصوم السياسيين داخل البلاد، موضحا أن هذا ما تفعله القيادة التركية.

وشدد قائلا: "طبعا، لا يجوز أن تجري في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن أحاديث غامضة عن خطة ب، وتحضير عملية برية أو إقامة مناطق حظر طيران عازلة".

وأوضح الوزير الروسي أنه في الوقت الذي تم فيه تحقيق تقدم على مساري تحسين الأوضاع الإنسانية وإحلال الهدنة في سورية، لم تتوفر هناك أي نتائج على مسار التسوية الأساسية، مرتبطا ذلك بموقف بعض فصائل المعارضة السورية التي تحاول المساومة من أجل الحصول على "وضع مميز" بالمقارنة مع وضع فصائل المعارضة الأخرى.

وذكر لافروف بأن الحكومة السورية والعديد من فصائل المعارضة السورية قد أعلنت تأييدها لاتفاق الهدنة في سورية.

وشدد قائلا: "إنني واثق من أن أولئك الذين وصلوا إلى سوريا حاملين السلاح تلبية لدعوة الحكومة السورية، سيحذون حذو دمشق".

وأوضح أن العديد من الفصائل المعارضة في شرق البلاد أعلنت انضمامها إلى الهدنة، بما في ذلك فصائل سنية اتصلت بالقوة الروسية العاملة في سورية بهذا الشأن.

وأعاد إلى الأذهان أن المبادرة الروسية-الأمريكية بشان وقف إطلاق النار في سوريا لا تنص على أي حدود زمنية للهدنة.

وأعاد إلى الأذهان أن الهيئة العليا للتفاوض التابعة لمعارضة "قائمة الرياض" وافقت على الهدنة أيضا، لكنها أعلنت عن تحفظاتها عليها وقبلت الهدنة لفترة أسبوعين فقط. وشدد على أن المبادرة الروسية لا تنص على أي شروط مسبقة أو تحفظات.

أقر وزير الخارجية الروسي بأن الخلافات حول ماهي التنظيمات الإرهابية في سورية مازالت قائمة.

وأوضح قائلا: "في الوقت الراهن لدينا معيار مشترك واحد فقط وهو القرار الدولي بهذا الشأن الذي يعتبر تنظيمي داعش وجبهة النصرة والفصائل المنضوية تحت لوائهما إرهابية".

بدوره شدد وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان على ضرورة عدم التفريق بين "داعش" و"النصرة" من جهة، والتنظيمات التي تدعمها إيران في سوريا من جهة أخرى.

وأوضح أن هذا الموقف لا يمثل تبريرا للإرهاب بأي شكل من الأشكال، لكنه إذا كان المجتمع الدولي يسعى للقضاء على "داعش" و"النصرة" دون العودة إليها، فعليه عدم صرف النظر عما ترتكبه كتائب "حزب الله" و"أبو الفضل العباس" و"بدر" في سورية والعراق.

وفي الوقت نفسه، اعتبر آل نهيان أن الوضع حول سوريا أصبح اليوم أفضل بكثير بالمقارنة مع ما كان عليه في السابق. وأكد أن روسيا والولايات المتحدة لعبتا دورا أساسيا لتحقيق بارقة الأمل الراهنة، لكنه ذكر أن الاستفادة منها تتطلب بذل جهود جماعية من جانب الجميع دون اللجوء إلى الأحاديث عن "الإرهاب الجيد" و"الإرهاب والضار". وشدد قائلا: "لا يمكننا أن نبرر الإرهاب ولكن للقضاء عليه يجب أن نبحث كل ما يؤدي إليه والقضاء على أصوله".

كما ذكر وزير الخارجية الإماراتي أن الجميع يتحمل مسؤولة التقصير بشأن تسوية الأزمة السورية وتخفيف معاناة الشعب السوري وإعطاء "داعش "الفراغ الذي يحاول أن يستغله.

ووصف الوزير ما تفعله مجموعة دعم سورية وفريق العمل الروسي-الأمريكي المشترك بأنه "جهد حقيقي". لكنه شدد على ضرورة أن يكون هناك تقدم على كافة المسارات الثلاثة الخاصة بالتسوية (تحسين الأوضاع الإنسانية وإحلال الهدنة والتسوية السياسية)، محذرا من أن التراخي في أي من الاتجاهات سيؤدي إلى عواقب وخيمة.

بدوره قال أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي إن التطورات الأخيرة تدل على كسر الجمود فيما يخص تسوية الأزمة السورية.

وأكد أن الدول العربية ترحب بالاتفاق الروسي-الأمريكي وتأمل في أنه سيؤدي إلى وقف حقيقي لإطلاق النار تحت مراقبة دولية.

وأضاف العربي أن محاربة الإرهاب تعد مسألة تهم كافة الدول العربية التي اتخذت قبل عام ونصف قرار العمل بصورة جماعية للتصدي لهذا الشر، ليس في المجالين العسكري والأمني فحسب، بل وسياسيا وأيديولوجيا ودينيا.

المصدر: RT