لافروف "اسقاط المقاتلة الروسية عمل استفزازي مخطط له "
بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حادث إسقاط تركيا لطائرة "سو-24" الروسية في أجواء سوريا مع نظيره الأمريكي جون كيري في اتصال هاتفي بادر إليه الجانب الأمريكي.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية أن لافروف أشار في اتصاله مع كيري إلى أن هذا الحادث يعتبر انتهاكا سافرا للمذكرة الروسية الأمريكية المشتركة حول ضمان سلامة طلعات الطائرات العسكرية في سوريا، والتي أخذت الولايات المتحدة فيها على عاتقها المسؤولية عن التزام جميع دول التحالف الدولي الذي ترأسه واشنطن، بالقواعد المنصوص عليها في هذه الوثيقة.
وكان لافروف تحدث اليوم الأربعاء في مؤتمر صحفي حول حادث طائرة "سو-24" الروسية التي أسقطتها تركيا فوق الأراضي السورية الثلاثاء.
وأوضح لافروف أن "ما جرى بالأمس يملي الحاجة لإعادة النظر في البنية العسكرية لوجودنا في سورية.. ولا يمكن أن نترك ما حصل يمر دون أن نرد عليه".
ونوه أيضاً أن "هذا الحادث أشبه ما يكون بعمل استفزازي مخطط له وأن الهجمات كهذه أمر مرفوض تماما ".
وأكد أن إسقاط المقاتلة الروسية مرتبط بقصف مصافي ومخازن نفط تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي.
مضيفاً إن " بعض شركائنا أبلغونا بأن استهداف القاذفة كان كمينا تركيا " وشدد بالوقت نفسه أن روسيا لا تريد "حربا مع تركيا وعلاقتنا مع الشعب التركي لم تتغير ولدينا أسئلة إلى القادة الاتراك فنحن لا نتهرب من الاتصالات بالجانب التركي ولا نريد إثارة أي عقبات مصطنعة أمام الشركات التركية "، وأكد الوزير لافروف انهم سيقدمون اقتراحات بشأن مستقبل العلاقات مع تركيا إلى الرئيس بوتين وبأن روسيا ستراجع " مجمل علاقاتها مع تركيا بعد إسقاط القاذفة الروسية".
وأشار أيضاً إلى أن استخدام الإرهابيين للأراضي التركية في نشاطهم التدريبي والمالي أمر خطير جدا وانه لم يعد سرا على أحد أن الإرهابيين يستخدمون الأراضي التركية للتدريب، وأكد ان إسقاط القاذفة الروسية من قبل الأتراك "جاء بعد قصفها لمواقع داعش" ووصف تصريحات أمين عام الناتو بشان هذه الحادثة بأنها "محاولة للتستر على تصرافت الجيش التركي"
ووضح أن وزير الخارجية التركي قدم تعازيه في مقتل العسكريين الروسيين وأعرب عن أسفه لإسقاط الطائرة وحاول تبرير إسقاط القاذفة بأن أنقرة لم تكن تعرف تبعيتها لروسيا، وأكد لافروف مجدداً أن تسجيلات وسائل المراقبة الروسية تؤكد أن القاذفة الروسية لم تخترق الأجواء التركية حسب ما تتدعي الحكومة التركية وأضاف أن " أنقرة قالت لنا إن القاذفة دخلت أجواءها لمدة 17 ثانية" وذكر بأن أردوغان نفسه اعترض على قصف الطائرة التركية التي دخلت الأجواء السورية لوقت قصير في 2012 على اعتبار ان ذلك لا يشكل تهديداً حقيقياً، وأعلن ان الجانب اليوناني تضامن مع روسيا وأبلغ الجانب الروسي أن الطياران التركي يخترق الأجواء اليونانية بشكل مستمر.
أما فيما يتعلق بالأزمة السورية فأكد لافروف أن هناك خلافات عميقة داخل التحالف الدولي حول ماهية المعارضة المعتدلة في سورية و أوضح انه من غير المفيد عقد مزيد من الاجتماعات بفيينا قبل اعتماد قوائم التنظيمات الإرهابية التي تعمل عليها الأردن، بالإضافة لإعداد قوائم المعارضة التي كلف بها دي مستورا مؤخراً، وأضاف " نأمل في ألا يتم استغلال حادثة إسقاط القاذفة لإقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية"