نحو ثورة شعبية في العراق
دعت مجموعة من فعاليات وقيادات الحراك الشعبي العراقي في المحافظات الرئيسية في العراق، في بيان لها من بغداد بتاريخ 21/9/2015، إلى «تصعيد انتفاضة تموز الشبابية الشعبية إلى ذروتها، إلى الثورة الشعبية»، رافضة منطق «الإصلاح الترقيعي» الذي تلجأ له حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وداعية في الوقت ذاته إلى «تشكيل حكومة إنقاذ وطني بإشراف دولي».
وجاء في البيان الذي أصدره «منتفضون حتى النصر– اللجنة التنفيذية» أنه «بعد 12 عام من القتل والتدمير والنهب والفساد والإهمال لكل قطاعات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والخدمية، بل وتدمير ونهب ما موجود منها، والتفريط بالأرض والعرض والسيادة الوطنية، ونهب ثرواته ورهن النفط لصالح الشركات الاحتكارية النفطية على مدى نصف القرن القادم، انتفض الشعب العراقي انتفاضته الوطنية العفوية ضد نهج نظام المحاصصة الطائفية الاثنية الفاسد التابع، النهج الذي يدلل، على أنه ينفذ وفق تخطيط مسبق لإلغاء العراق من الخارطة السياسية والجغرافية والاقتصادية، بتفتيته إلى اقطاعيات طائفية اثنية متحاربة على كل شيء، إلى أجل غير مسمى».
وتابع: «انتفض الشعب ضد نهج حوّل العراق دولة فاشلة تتصدر قائمة الدول الأكثر فساداً وتخلفاً في العالم، دولة على حافة الانهيار الشامل، وانتفض الشعب ضد نظام طفيلي يتصدر الحكم فيه طبقة فاسدة رؤوسها من العملاء والخونة والانتهازيين والجهلة اللصوص، تحتمي بمليشيات مافيوية إرهابية، وانتفض ضد الجهل والتخلف الذي يمارسه تجار الدين الذين رفع المتظاهرون في وجوههم الشعار الشهير المعبر (باسم الدين باكونا الحرامية)، وانتفض الشعب لكرامته الوطنية المهانة من قبل دواعش الموصل ودواعش أربيل ودواعش (المنطقة) الخضراء، وانتفض الشعب احتراماً لحضارة بلاد الرافدين، ولتاريخه الوطني الثوري المجيد، واعتزازاً بدماء شهدائه الذين قدموا حياتهم على مر الأجيال فداءً للوطن، وانتفض الشعب ليستعيد الوطن ويستعيد سيادته الوطنية بتطهيره من بقايا الغزاة الأمريكيين ودواعشهم في الموصل وأربيل والخضراء».
وأضاف البيان أن مناورات الإصلاح المزيف، الذي ولد ميتاً، فشلت، بسبب الافتقار للإرادة الوطنية موضحاً أن الإعلان «عن حزم إصلاحية لمعالجة جثة نخرها سرطان العمالة والفساد» يقوم بها «دجال يستحق التأديب والسجن، ومن يعول عليه هو فاسد طامح لاقتسام السرقة أو الحصول على فتاتها».
وأكد البيان على أن الحل هو في تصعيد انتفاضة تموز الشبابية الشعبية إلى ذروتها، الثورة الشعبية، وعلى أن لا قبول إلا بمفاوضات من نقطة واحدة، هي تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني بإشراف من الأمم المتحدة، على أن يتحمل المحتل الأمريكي مسؤولياته وبوجود أصدقاء الشعب العراقي مثل جمهورية روسيا الاتحادية.
يشار إلى أن هذه المجموعة من قيادات الحراك الشعبي العراقي تعمل حالياً على تشكيل ما تسميه بجبهة وطنية شعبية مدنية يسارية عراقية من المؤمنين بأهداف الحراك وغاياته، لتضع أمامها مهمتين هما تكوين قيادة موحدة للحراك العراقي، وتولي التفاوض مع الحكومة الحالية باتجاه هدف تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني بالطريقة المشار إليها أعلاه.