القدس.. المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى لليوم الرابع على التوالي
اقتحم مستوطنون صهاينة صباح الأربعاء 16 أيلول باحات المسجد الأقصى في القدس على خلفية تصاعد وتيرة العنف في الأقصى بشكل «غير مسبوق» في الأيام الأخيرة.
وشهدت قرى وأحياء مدينة القدس أمس الثلاثاء مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلية وفلسطينيين احتجاجا على اقتحام المسجد الأقصى على مدار الأيام الماضية.
وتركزت المواجهات في قرى العيسوية والطور ومخيم شعفاط وحي الصوانة وبلدة سلوان في القدس.
وكانت وحدات خاصة من قوات الاحتلال الإسرائيلية قد اقتحمت على مدار الأيام الثلاثة الماضية باحات المسجد الأقصى وطاردت الفلسطينيين المعتصمين بداخله.
وأدت الاشتباكات التي اندلعت أمس في محيط المصلى القبلي إلى إصابة 26 فلسطينيا، في الوقت الذي أغلقت فيه بوابات المسجد أمام دخول المصلين وسمح للمستوطنين والسياحِ الأجانب بالدخول فقط.
من جهتها دعت فلسطين إلى تدخل المجتمع الدولي لمنع اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، وسط تحذيرات أممية من توسع دائرة العنف خلف أسوار القدس الشرقية.
وفي بيان لها، طالبت الخارجية الفلسطينية بوقف مساعي الاحتلال الإسرائيلية إلى تحويل النزاع إلى صراع ديني، بسبب الاقتحام المتكرر للقوات الاحتلال الإسرائيلية للمسجد الأقصى بهدف تأمين دخول المستوطنين واستخدام القوة وسط إطلاق كثيف للنار وقنابل الصوت والغاز ضد المصلين والمرابطين العزل في المسجد الأقصى.
كما دعت الخارجية المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي، إلى تحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى وحماية المقدسات الدينية، وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة، وفقا لمبادئ القانون الدولي، واتفاقيات جنيف.
ودعا صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى ضرورة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، بشأن الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلية في المسجد الأقصى، مضيفا أن مجلس الأمن سيشكل ضغطا على واشنطن لأنها الدولة الوحيدة القادرة على إيقاف إسرائيل، على حد قوله.
على الصعيد العالمي أعرب المنسق الخاص الروسي لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف عن قلقه من تواصل أعمال العنف في محيط المناطق المقدسة في القدس القديمة.
واعتبر ملادينوف أن مثل هذه الاستفزازات الجدية قادرة على إشعال العنف خارج أسوار المدينة القديمة في القدس.
كما حذر الاتحاد الأوروبي من أي "استفزاز" إثر تجدد المواجهات في المسجد الأقصى مجددا دعوته إلى الحفاظ على الوضع القائم في المسجد.
وأفادت مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية بأن تصعيد العنف يمثل استفزازا وتشجيعا على الكراهية والعنف، وخصوصا خلال فترة الأعياد اليهودية ومع اقتراب عيد الأضحى، مضيفة أن التزام كل الأطراف الهدوء وضبط النفس أمر ضروري في هذه الآونة.
قدم الأردن مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات الأخيرة التي تشهدها مدينة القدس الشرقية ومحيطها.
وينص مشروع البيان على دعوة مجلس الأمن جميع الأطراف إلى وقف التحريض وأعمال العنف، والاحترام التام للقانون الدولي، والسماح للمصلين المسلمين بالتعبد في المسجد الأقصى بسلام وهدوء، بعيدا عن العنف والتهديدات والاستفزازات.
وكانت الحكومة الأردنية قالت في وقت سابق إنها "تدرس بدقة" جميع الخيارات الدبلوماسية والقانونية، تجاه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلية في المسجد الأقصى، بما يحقق حماية المقدسات وصونها من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلية.
رغم توسع دائرة التنديد بتصاعد العنف بالقدس الشرقية، والدعوات المتكررة إلى تهدئة الأوضاع، تعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلية على تشديد إجراءاتها في مواجهاتها مع الفلسطينيين.