بيروت.. مواجهات بين محتجين وقوات الأمن
أصيب عدد من الأشخاص يوم أمس الثلاثاء بمواجهات اندلعت بين قوات الأمن اللبنانية وناشطين بمحيط وزارة البيئة وسط بيروت احتجاجا على أزمة النفايات.
تأتي هذه التطورات بعد قيام السلطات بإخلاء جميع المعتصمين في مبنى الوزارة. ونشبت اشتباكات بين رجال الأمن والمحتجين اللبنانيين أمام مبنى وزارة البيئة ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، وقد جرت هذه المواجهات إثر انتهاء المهلة التي حددتها حملة "طلعت ريحتكم" لوزير البيئة اللبناني محمد المشنوق من أجل تقديم استقالته على خلفية أزمة النفايات.
وكان عدد من المحتجين من حملة "طلعت ريحتكم" ومعهم شبان من حملة "حلوا عنا" اقتحموا مكاتب وزارة البيئة في مبانى العازارية في وسط بيروت، وحاصروا الوزير المشنوق في مكتبه رافضين الخروج قبل تقديم استقالته، ما دفع الأمن اللبناني لاستخدام القوة لإخراج المعتصمين من المبنى.
كما تمكنت قوات الأمن اللبنانية يوم أمس الثلاثاء من إخلاء مبنى وزارة البيئة في بيروت من جميع المعتصمين، في حين اتهمت الداخلية اللبنانية جهات خارجية بالتحريض على الفوضى في لبنان.
وكان منظمو الحملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي قد توعدوا الأحد 30 آب بتصعيد التحرك إذا تجاهل المسؤولون مطالبهم بحلول مساء الثلاثاء، مع موعد انتهاء المهلة التي أعلنت السبت، حيث تمكنت الحملة من جمع عشرات الآلاف من الأشخاص في ساحة الشهداء وسط بيروت.
وبدأ المتظاهرون بالاحتجاج والاعتصام بعد أن فشلت الحكومة في حل أزمة التخلص من النفايات، الأمر الذي تسبب في تراكمها في الشوارع وتعفنها بفعل ارتفاع درجات الحرارة، في حين يؤكد المحتجون أن "الأزمة ترمز إلى العفن داخل النظام السياسي في لبنان وليست القمامة بحد ذاتها".
وتعتبر الحملة أكبر حركة احتجاج سياسي في تاريخ لبنان الحديث تنظم بمعزل عن الأحزاب. وخرج المتظاهرون، ومعظمهم مدنيون ومن جميع الأعمار، وهم يعزفون الموسيقى ويرددون الأغاني في المناطق المحيطة بساحة الشهداء التي شهدت مظاهرات حاشدة عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.