بوتين: توحيد جهود روسيا والصين سيسمح بتجاوز كل الصعوبات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقائه مع نظيره الصيني شي جين بينغ أنه يمكن حل كافة المشاكل في الاقتصاد والسياسة الدولية في حال توحيد الجهود بين روسيا والصين.
وقال بوتين في لقاء ثنائي عقد على هامش مشاركته في قمتي "بريكس" ومنظمة شنغهاي للتعاون: "بتوحيد الجهود نحن بالطبع سنتجاوز كافة المشاكل التي نواجهها وسنحقق كل المهمات".
من جانبه جدد الرئيس الصيني دعوته لنظيره الروسي إلى زيارة الصين في سبتمبر/أيلول المقبل.
وأشارت وزارة الخارجية الصينية بدورها إلى أن زعيمي البلدين ناقشا خلال لقائهما في أوفا مشروع دمج "طريق الحرير" في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وأضافت الخارجية الصينية أن البلدين يلعبان دورا مهما في التنمية الاقتصادية وضمان الأمن في العالم.
وفي لقاء عقده الرئيس الروسي مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أعلن بوتين عن بدء عملية حصول الهند على العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون، داعيا الزعيم الهندي إلى بحث تطوير العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والهند.
وشكر الرئيس الروسي رئيس الوزراء الهندي على الدعم الذي تقدمه نيودلهي للرئاسة الروسية في "بريكس"، مضيفا أنه يتعين على المشاركين في قمة المجموعة تبني استراتيجية طويلة الأمد لشراكة دول "بريكس" بالإضافة غلى تدشين بنك التنمية الخاص بالمجموعة.
بدوره أعرب مودي عن أمله في أن تتاح له فرصة لعقد لقاء ثنائي آخر مع بوتين في وقت لاحق من العام الحالي، مضيفا أنه يخطط لزيارة مدينة أستراخان الروسية ويأمل في لقاء نظيره الروسي هناك.
كما التقى الرئيس الروسي الأربعاء في أوفا كلا من رئيسي جنوب أفريقيا وطاجيكستان. وأكد بوتين خلال اجتماعه مع جاكوب زوما أن جنوب أفريقيا تبقى من الشركاء الاستراتيجيين الموثوق بهم بالنسبة لروسيا في افريقيا.
وتابع أن الدولتين تتعاونان بصورة مثمرة في العديد من الاتجاهات، بما في ذلك العمل في إطار الأمم المتحدة ومجموعة "بريكس" ومنظمة التجارة العالمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أما لقاء بوتين مع إمام علي رحمن، فركز على التحضيرات لقمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي من المقرر أن تعقد في طاجكستان في 15 سبتمبر/أيلول القادم. وأشاد الرئيس الروسي بالجهود التي تبذلها طاجكستان في هذا السياق، فيما أكد رحمن أن تعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا تبقى من أولويات بلاده.
هذا وأفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن الرئيسين أعربا الرئيسان عن قلقهما إزاء الوضع الأمني على الحدود بين طاجكستان وأفغانستان، وبحثا سبل تعزيز حماية الحدود بين هاتين الدولتين.
وخلال لقائه مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أكد له فلاديمير بوتين أن بيلاروس ستحصل على صفة مراقب لدى منظمة شنغهاي للتعاون، مشيرا إلى أن موسكو استجابت لطلب لوكاشينكو دعم بلاده في هذا التطلع.
وأعرب بوتين عن ثقته أن تكون مشاركة مينسك من منظمة شنغهاي مفيدة لبيلاروس ولسائر أعضاء المنظمة. كما أشار إلى الطابع الخاص للعلاقات بين البلدين. وقال: "لا شك أن بيلاروس حليفنا الاستراتيجي وشريكنا الأقرب"، مضيفا أن التعاون بين الدولتين يتطور في جميع المسارات بما فيها العسكري والإنساني.
من جانبه، قال لوكاشينكو إنه ينوي أن يبحث مع نظيره الروسي جهود موسكو ومينسك المشتركة "لتجاوز النزعت السلبية التي يمكن تظهر على الساحة العالمية في الأفق القريب".
هذا وأكد لوكاشينكو لبوتين أن بيلاروس لا تنظر باتجاه الغرب فقط، بل هي مستعدة للدفاع عن مصالح منظمة شنغهاي التي حصلت مينسك على صفة مراقب فيها.
يذكر أن بيلاروس تمتعت حتى الآن بصفة "شريك محاور" لدى منظمة شنغهاي تتعاون، إلى جانب تركيا وسريلانكا. وكان وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي أعلن الثلاثاء 7 يوايو أن مينسك تتمنى رفع مكانتها في المنظمة وأن القرار السياسي في هذا الأمر يمكن أن يتخذ "في أقرب وقت".
وخلال لقاء الرئيس الروسي مع نظيرته البرازيلية ديلما روسيف أعرب الطرفان عن استعداد البلدين لتفعيل التعاون الاستثماري الثنائي، مشيرين إلى توفر كل المقدمات لتحقيق هذا الهدف.
وذكر بوتين أن التبادل التجاري بين البلدين ازداد خلال العام الماضي بنسبة 15% مقارنة مع العام 2013، أما الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري فسجل التبادل التجاري الثنائي تراجعا معينا، مع ذلك فقد أعرب الرئيس الروسي عن ثقته بمواصلة نموه في المستقبل.
كما أكد بوتين ضرورة بذل البلدين جهودا في مجال استخدام العملتين الوطنيتين في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين روسيا والبرازيل ومواصلة تعاونهما في قطاعات التقنيات العالية مثل الطيران والفضاء.
وأعرب الرئيس الروسي عن شكره لروسيف على منح البرازيل أراضيها لنشر محطتين روسيتين تعملان في إطار منظومة "غلوناس" الروسية للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية.
وأضاف أن البلدين بصدد عقد اتفاق بشأن إنشاء مجمع خاص بالبحث عن نفايات الفضاء، مشيرا إلى أن هذا الموضوع لا يهم روسيا والبرازيل فقط، بل وجميع الدول العاملة في مجال استطلاع الفضاء.
من جهتها أشارت ديلما روسيف إلى أن على البلدين أن يعملا ما في وسعهما لزيادة التبادل التجاري الثنائي، نظرا إلى أن "مستواه لا يزال غير كاف مقارنة مع الإمكانات المتوفرة".
ووصل الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أوفا مساء الأربعاء للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تحظى طهران فيها بصفة مراقب منذ عام 2005.
ويتوقع أن يلتقي روحاني بفلاديمير بوتين الخميس 9 يوليو ليبحث معه قضايا الأجندة الدولية، بما فيها سير المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي، بالإضافة إلى تناول الجانبين التعاون التجاري والعسكري بين البلدين.
وتجري قمة مجموعة "بريكس"، التي تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، الخميس 9 يوليو/تموز، تليها الجمعة قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزيا وأوزبكستان وطاجيكستان وبيلاروس.
وقال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف في وقت سابق إن الرئيس بوتين سيعقد على هامش قمتي أوفا في الأيام الثلاثة المقبلة 11 لقاء ثنائيا مع زعماء الدول المشاركة في قمتي "بريكس" ومنظمة شنغهاي.
ويختتم الرئيس الروسي جدول أعمال الأربعاء في أوفا بمأدبة غداء غير رسمي على شرف زعماء مجموعة "بريكس" الذين سيعقدون قمتهم الخميس.
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قناعته بأن قمة "بريكس" في أوفا ستتمخض عن نتائج عملية ملحوظة.
وجاء في رسالة للوزير الروسي نشرت في مجلة "الحياة الدولية" أن روسيا تعتبر تعزيز العلاقات مع دول مجموعة "بريكس" إحدى أولويات سياستها الخارجية.
وقال لافروف إن "بريكس" تمثل في آن واحد نتيجة ومحركا للتغيرات الديناميكية الجارية في العالم وقيام النظام الجديد متعدد الأقطاب للعلاقات الدولية، الذي يتسم بزيادة قدرة ونفوذ مراكز القوة الجديدة وتطور العلاقات بينها.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن دول "بريكس" تدعو إلى تعزيز مبادئ القانون الدولي والدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة ودمقرطة العلاقات الدولية وعدم تجزئة الأمن الدولي.
وقال لافروف إن موسكو تؤكد أهمية توحيد صف دول "بريكس" من أجل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات وانتشار أسلحة الدمار الشامل، ومن أجل تسوية النزاعات وتعزيز نظام القانون الدولي والتصدي للضغوط العسكرية والعقوبات أحادية الجانب.