مفاوضات إيران الماراثونية تدخل مرحلتها الحاسمة
أشهر من المفاوضات الماراثونية المكثفة خاضتها القوى العظمى وايران لتصل السبت 4 تموز إلى شوطها الأخير قبل التوصل إلى إبرام اتفاق تاريخي محتمل.
وقد صدرت رسائل توافقية من الولايات المتحدة وإيران الجمعة، إذ رحب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بـ"الجهود الصادقة" من قبل جميع الأطراف، فيما تحدث نظيره الإيراني محمد جواد ظريف عن "تحديات مشتركة" خاصة في مكافحة التطرف.
وقبل 4 أيام من إنتهاء المهلة المحددة مبدئيا للتوصل إلى تسوية بشأن الملف النووي الإيراني، قال ظريف "لم نكن يوما أقرب من التوصل إلى اتفاق" حتى وإن لم يكن هذا الاتفاق "أمرا مؤكدا" بعد.
وأضاف ظريف من فيينا "مستعدون لفتح آفاق جديدة لمواجهة التحديات الكبيرة والمشتركة".. "إن التهديد المشترك اليوم هو تصاعد الخطر المستشري للتطرف العنيف والهمجية"، في تلميح إلى تنظيم "داعش".. "لمواجهة هذا التحدي الجديد، هناك حاجة ماسة لانتهاج مقاربات جديدة" متحدثا عن "معركة وجودية".
من جهته، رحب كيري بـ"الجهود الصادقة" التي تبذلها جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق.
وقال "لدينا بعض المسائل الصعبة، لكن هناك جهودا صادقة من قبل الجميع لنكون جادين في ذلك (...) إن الطرفين يعملان بشكل مضن للغاية مع الإرادة الطيبة لاحراز تقدم، ونحن نحرزه".
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي "لذا سنواصل العمل هذه الليلة وغدا والأحد".. بكل تأكيد كلانا يرغب في السعي لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى نتيجة".
وبموجب قانون جديد فإنه في حال تلقي الكونغرس الأمريكي نص اتفاق بحلول الـ9 من يوليو/تموز فستكون أمامه مهلة شهر لإبداء الرأي، لكن في حال تجاوز ذلك التاريخ تصبح مهلة مناقشته 60 يوما، ما سيؤدي إلى تأخير تطبيق الاتفاق كما أن ذلك قد يتسبب بمضاعفات وتعقيدات إضافية.
وتهدف المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاق يضمن خلو البرنامج الإيراني من أي بعد عسكري مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد إيران.
وتريد المجموعة الدولية أن تكبح البرنامج النووي الإيراني لـ10 سنوات على الأقل، الأمر الذي ترفضه طهران.
كذلك يشكل رفع العقوبات عقدة بالغة الأهمية، لأن إيران تأمل في تدابير فورية، أما مجموعة 5+1 فتريد رفعا تدريجيا ومشروطا لهذه العقوبات.
والتوصل إلى اتفاق نهائي سيكون له انعكاسات دولية مهمة إذ سيفتح الطريق أمام تقارب قد بدأ فعلا بين الولايات المتحدة وإيران، وأمام عودة الجمهورية الإسلامية إلى الساحة الدولية رغم قلق إسرائيل ودول الخليج وخصوصا السعودية.