موسكو مستعدة للتنسيق مع الدول الإسلامية في مكافحة الإرهاب
بعد انقطاع لـ 6 سنوات عادت مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا-العالم الإسلامي» لتلتئم في موسكو في مرحلة تجدها الأخيرة حرجة في مستقبل الشرق الأوسط الذي تعيث الجماعات الإرهابية فيه.
في مستهل أعمال المؤتمر الذي انطلق في موسكو الخميس 11 حزيران جددت موسكو التأكيد على استعدادها للتنسيق مع الدول الإسلامية في مكافحة الإرهاب وتسوية النزاعات عبر العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وفي رسالة وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المؤتمر، وقرأها وزير الخارجية سيرغي لافروف أشاد الكرملين بتطور العلاقات بين روسيا والدول الإسلامية خلال السنوات العشر التي تلت انضمام روسيا إلى عمل منظمة التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي سابقا) بصفة مراقب.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي" تشكلت عام 2006 بعد حصول روسيا على صفة المراقب في منظمة المؤتمر الإسلامية. وتضم المجموعة شخصيات دينية بارزة بالإضافة إلى عشرات الخبراء الروسي والأجانب.
ويرى الرئيس بوتين أن العالم الإسلامي يمر حاليا بمحنة كبيرة، إذ يعاني من تصعيد التطرف والإرهاب وتزايد النزاعات المسلحة الدموية والضغوط الدعائية وضغوط أخرى بالعقوبات وعمليات التدخل الخارجي والابتزاز، مؤكدا أن موسكو مستعدة للتنسيق مع الدول الإسلامية في البحث عن سبل مكافحة الإرهاب وحل النزاعات بالوسائل السلمية، وتعتبر تلك الدول شركاء استراتيجيين لها في حوار الثقافات.
بدوره أعرب لافروف عن قلقه مما أسماه تطابق خطوط المواجهة بالمنطقة في العديد من الحالات مع خطوط الانقسام الطائفي، محذرا من اكتساب النزاعات طابعا طائفيا، مشيرا إلى الأزمات في سورية وليبيا والعراق واليمن، باعتبارها تمثل تحديا كبيرا للأمن والاستقرار. وقال إن الإرهابيين يكثفون أنشطتهم على خلفية هذه النزاعات بالذات.
وأعرب لافروف عن أمله في أن يدعم العالم الإسلامي مبادرة موسكو الخاصة بإجراء تحليل شامل في إطار مجلس الأمن للمخاطر المحدقة بالشرق الأوسط.، موضحا أن هذا التحليل يجب أن يركز بصورة شاملة على القضايا التي تمثل جذورا لتنامي التطرف والإرهاب في فضاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، دون اللجوء إلى الكيل بمكيالين. وشدد على ضرورة النظر في كافة القضايا بما في ذلك النزاع العربي-«الاسرائيلي» على أساس معايير موحدة.
ويترأس الاجتماع الحالي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية القائم بأعمال رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف، كما يشارك في عمل المؤتمر كل من أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني والعديد من المفتين من الدول الإسلامية وشخصيات دينية من السعودية والكويت واندونيسيا وإيران وخبراء على مستوى عالمي.
ومن المتوقع أن تركز المناقشات على سبل مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يوسع دائرة هجماته في العراق وسورية.