عرفات: باب الحل السياسي يفتح الآن!
التقت إذاعة «شام إف إم» الرفيق علاء عرفات، أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية في برنامجها «استديو الشام» ظهر الأربعاء 12/11/2014، للحديث حول آفاق الحل السياسي التي بدأت بالانفتاح خلال الأسبوع السابق،
وفيما يلي أبرز النقاط التي جرى الحديث حولها مع المحاور معين إبراهيم..
حول شائعة «المبادرة الروسية»
بسؤال في البداية عن التسريبات التي تناقلتها صحف لبنانية حول وجود مبادرة روسية للحل السياسي في سورية، نفى عرفات الأمر نهائياً: «ليس هنالك مبادرة روسية. الروس لم يطرحوا أية مبادرة حتى الآن، كل ما هنالك أن جمهورية روسيا الاتحادية وجهت دعوة للسيد وزير الخارجية وليد المعلم، ولا أعلم متى سوف تكون الزيارة، وعلى ما أعتقد أنها بالعشر الأخير من هذا الشهر. وغرض الزيارة- كما قيل- هو موضوع المباحثات بين النظام والمعارضة، وبالتالي لا يمكن هنا الحديث عن مبادرة روسية، يوجد بين أيدينا بيان جنيف1 وجولة جنيف2، ولا يوجد شيء أخر».
وعن معنى التسريبات قال عرفات: «المقصود من التسريبات، توجيه الرأي العام ضمن إطار محدد بحيث يشكل ضغطاً على أطراف أخرى، فإذا كانت التسريبات من صنع النظام فالمقصود منها الضغط على المعارضة وبعض الدول، وفي حال كانت من صنع المعارضة فالمقصود منها الضغط على الطرف الآخر، ينبغي النظر إلى المسألة بهذه الطريقة. الشيء المؤكد هو أن باب الحل السياسي يفتح الآن، أما التفاصيل فهي كثيرة ولا يمكن أن تطرح في مبادرة أو في رأي أو جلسة، الآن كل ما يمكن عمله هو فتح هذا الباب ضمن إطار ثوابت معروفة، والثوابت المعروفة والتي عليها توافق دولي وإقليمي وموافقة داخلية من النظام والمعارضة هي بيان جنيف1 الذي عقد على أساسه جنيف2».
حول ورود أسماء محددة..
وفي استكمال للنقاش حول الإشاعة، وورود أسماء د.قدري جميل وأحمد معاذ الخطيب ضمنها باعتبارهم «أعضاء أساسيين في حكومة انتقالية قادمة» أوضح عرفات: «عندما يقال أحمد معاذ الخطيب أو قدري جميل أو فلان أو فلان، ويقال إنهم سوف يكونون في الحكومة، فهذا يعني تركيزاً (من صاحب الإشاعة) على مسألة المناصب بغرض إبعاد مسألة البرامج السياسية المختلفة من دائرة النقاش. ومن ثم فإنّ د. قدري جميل ليس شخصاً فقط، هو يمثل حالة وحزباً وجهة، وهذه الجهة تعبر عن برامج بمصالح ومفردات وجهات نظر محددة، وبالتالي الموضوع ليس موضوع قدري جميل وأحمد معاذ الخطيب، وأن يكونوا في الحكومة أو لا يكونوا. القضية الأساسية الذي ينبغي حلها هي أن سورية تحتاج إلى حلول، تحتاج إلى حل نسميه الحل الوطني الديمقراطي الذي يبنى على التغيير الجذري الشامل والعميق في البلاد، وبالتالي موضوعة الأسماء مقصود منها إغفال البرامج، وينبغي التركيز على موضوعة البرامج، هذا أولاً. ثانياً الذي تفضلت به من مفردات مرحلة حكومة انتقالية لمدة سنتين، ومن ثم تعديل الدستور والقوانين، وممكن إجراء حوار وطني ومن ثم انتخابات برلمانية ومن ثم رئاسية، هذا الكلام موجود في كل المبادرات التي طرحت تقريباً أو في عدد كبير منها، وأعتقد أنه يوجد توافق كبير عليها والخلاف بالتفاصيل. المشكلة ليست بتعديل الدستور من عدمه، الكل متفق على ضرورة تعديل الدستور، ولكن القضية هي كيف سوف نعدل الدستور وبأي اتجاه، وكذلك الأمر بالنسبة للمسائل الأخرى».
الانطلاق من «جنيف1» و«جنيف2»
وفي تكرار من المضيف للحديث عن الشائعة نفسها، أكّد عرفات أن منصة الانطلاق كانت ولا تزال «جنيف1» ومجريات «جنيف2»، الذي ينبغي دراسة أسباب فشله، وفي هذا الشأن قال عرفات: «فشل جنيف2 لعدة أسباب، أولاً تركيبته، وطبيعة تمثيل المعارضة فيه، فائتلاف الدوحة ذهب إلى المؤتمر من أجل إفشاله، وهو لم يوافق على حضور هذا المؤتمر إلا قبل يومين أو ثلاثة من انعقاده وبضغوط شديدة من الأمريكيين والسعوديين، الذين كانوا يعملون على إفشاله، وأيضاً هناك النظام بتشدده وطروحاته ما أدى إلى إفشاله. والذي سيعيد فتح الطاولة سوف يناقش هذه المسائل ويقوم بتعديلات فيها، والتعديل الأول هو تمثيل المعارضة، والثاني برنامج العمل، والقضية الثالثة والتي تتطلب بحثاً جدياً هي تفسيرات بيان جنيف1 والذي كان اللغط والالتباس الموجود به أدى ويؤدي إلى تفسيرات متعددة لا يمكن على أساسها الوصول إلى تفاهمات مشتركة، لذلك فإن العمل يتركز ضمن هذه المسائل بالتحديد».
حول المواقف الأمريكية والتركية والإيرانية
وحول المواقف الدولية في ضوء المستجدات السياسية وفي ضوء ما أسماه محاور شام إف إم «مبادرة روسية بشكل أو بآخر»! قال عرفات: «المواقف الأمريكية معروفة، فعندما تنضج الأمور باتجاه الحل السياسي يقومون بعرقلتها، وعندما تكون الأمور بالإطار العسكري يسرّعون الإطار العسكري بأساليب مختلفة، وفي الوقت الراهن هم موافقون على الذهاب إلى حل سياسي لكن لا يمكن الوثوق بذلك، فيجب دائماً أن نأخذ الحذر من الأمريكيين وسلوكهم ومما يريدونه». وعن الموقف التركي: «فشلت سياسة النظام التركي فشلاً ذريعاً خلال كامل الأزمة السورية، وبدأت نتائج هذه السياسات تنعكس على الواقع التركي سواء على الواقع الاقتصادي أو السياسي أو الأمني، فاليوم تركيا أقل أمناً والوضع الاقتصادي أضعف مما كان عليه سابقاً بمعنى نسب النمو والحالة الاقتصادية والوضع السياسي أصبح فيها متوتراً، هذا ما جنته السياسة التركية، ومشكلة هذا النظام القائم حالياً في تركيا، أنه يعتقد أنه في حال لم ينجح في تحقيق أهدافه في سورية سينتهي، وربما يكون هذا صحيحاً، وبالتالي إمكانية انعطافه إمكانية صعبة، لا أقول مستحيلة ولكنها صعبة جداً، ويحتاج إلى ضغوط عديدة من المجتمع الدولي إلى أن ينصاع للذهاب إلى حل». وأما عن الموقف الإيراني فقال عرفات: «الطرف الإيراني هو بالحقيقة طرف حليف لسورية مثل الطرف الروسي، وأنا أقول إن الطرفين الروسي والإيراني هما أصدقاء لسورية، وليسوا حلفاء للنظام مثلما يقول البعض، وهم ينظرون إلى سورية كبلد ويرون أنه بلد صديق، وهو بالنسبة لهم مهم بالمعنى الاستراتيجي والسياسي لأن سورية بلد مهم في نهاية المطاف».
التوافقات ضمن المعارضة
وفي سؤال عن إمكانية التوافقات بين المعارضات الداخلية وحول وجود تباينات كثيرة داخلها قال عرفات: «هذا غير صحيح، التباينات بيننا ليست كبيرة، وكلنا متفقون إلى حد بعيد أن سورية تحتاج إلى تغيير جذري وشامل وعميق، ومتفقون أنه ينبغي القضاء على الفساد لأن البلاد يوجد فيها حالة فساد شديدة، والاختلاف الوحيد الذي توجد حوله وجهات نظر مختلفة هو مع البعض القليل من أطراف المعارضة حول هل ينبغي بدء عملية الحل السياسي عبر مؤتمر دولي أو بمؤتمر داخلي. فالأزمة السورية حتى 2012 كان يمكن حلها داخلياً ولكن بعد ذلك (وبحكم درجة تدويلها) أصبح لابد من البدء بذلك عبر مؤتمر دولي، علماً بأن موضوعة المؤتمر الداخلي غير مطروحة عملياً، رغم وجود من يتحدث بها، فالنظام لم يعرب عن قناعته وتأييده لمؤتمر حوار داخلي يمكن أن يحل الأزمة، وليس لديه أية مبادرة بهذا الموضوع، ومبادرته القديمة التي طرحت في 6/1/2013 مجمدة وليست على جدول الأعمال، وبالتالي تنشأ القناعة لدى كل الأطراف المعارضة، أنه فعلياً لم يعد هناك حل للأزمة إلا عبر مؤتمر دولي، وقوى المعارضة تتجمع حول اتجاهات أساسية واحدة، علماً أنه يجب الانتباه إلى وجود أمرين مختلفين، تجميع المعارضة أو وحدة المعارضة. بالحقيقة التوحيد كان بالأساس مطلباً أمريكياً، وكان المقصود منه في ذلك الحين، أن تتجمع كل المعارضة تحت إمرة الائتلاف وهذا غير ممكن. وقد ذكرت قبل قليل أنه يوجد معارضة وطنية ومعارضة غير وطنية، أي كان يطلب من الوطنيين أن يذهبوا تحت إمرة غير الوطنيين، وهذا غير ممكن. بالمقابل هنالك في الموالاة من يحاول توحيد المعارضة تحت برنامجه ووجهات نظره وهذا غير ممكن أيضاً.. يمكن أن يقال للمعارضة أنتم لم تتوحدوا، وهذا صحيح، فنحن لن نتوحد تحت وجهة نظر هذا الطرف أو ذاك، ونحن نتوحد تحت وجهات نظرنا وبرامجنا وشعاراتنا وليس تحت شعارات طرف آخر، لذلك الحديث عن شرذمة المعارضة وعدم وحدتها هو حديث مبالغ به ومقصود، لكي يقال أنه ليس هناك طرف يجري الحوار معه ولا يوجد طرف مؤهل وهذا كلام خطر جداً لأنه إذا كانت المعارضة السياسية غير مؤهلة للحوار، معناه من هو المؤهل للحوار ومع من سوف يتم الحوار مع ممثلي العشائر والطوائف مثلاً؟!