كيف يتبنى المزارعون استثمار المخلفات الزراعية في المنطقة الوسطى؟

كيف يتبنى المزارعون استثمار المخلفات الزراعية في المنطقة الوسطى؟

تحت عنوان: أثر بعض العوامل الاقتصادية والاجتماعية في تبنّي المزارعين لتقانات الأعلاف والتغذية والتربية في المنطقة الوسطى من سورية، قدم الباحثون «محمد مارديني» و«محمد العبدالله)  و(طوني طلب) من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بحثهم إلى المجلة السورية للبحوث الزراعية.

نظراً لتزايد أعداد الثروة الحيوانية والتي بلغت نحو 18 مليون رأس من الأغنام ونحو 1.1 مليون رأس من الأبقار ونحو2.29  مليون رأس من الماعز عام 2013 (مديرية التخطيط والتعاون الدولي، 2014،) فقد ازدادت الفجوة بين كمية الأعلاف المنتجة محلياً وكمية الأعلاف المطلوبة لسد حاجات التربية، مما أدى إلى ظهور عجز كبير في تأمين الأعلاف انعكس على غلاء أسعارها وارتفاع أسعار المنتجات الحيوانية من الحليب واللحم ومنتجات الألبان.

 تأتي مشكلة عدم توفر الأعلاف وغلاء أسعارها وتوفرها الموسمي من حيث النوعية والكمية في مقدمة العقبات المؤثرة في تطور إنتاجية الثروة الحيوانية، ويعتبر شراء المواد العلفية المسؤول الأول عن تكاليف الإنتاج، إذ تصل تكاليف الأعلاف إلى نحو 75 %من تكلفة إنتاج الحليب و90 %من تكلفة تسمين العجول، على الرغم من أن المراعي الطبيعية توفر قسماً كبيراً من احتياجات القطيع.

 تعد المخلفات الزراعية المتوفرة بكثرة والمقدرة بحوالي 5.13 مليون طن وفقا للإحصائية الزراعية لعام 2011 من أهم الموارد العلفية التي يمكن إذا ما تم الاستفادة منها بالشكل الأمثل بعد تحسين قيمتها الغذائية من الطاقة والبروتين إلى سد النقص الموجود في الموازنة العلفية، وذلك باستخدام بعض التقانات المناسبة كمعاملة الأتبان باليوريا وتصنيع الدريس وحفظ المخلفات الزراعية الرطبة بطريقة السيلاج (وهو علف أخضر محفوظ بمعزل عن الهواء)، أو صناعة المكعبات العلفية من المخلفات الزراعية المتاحة

الأهمية الاقتصادية لاستثمار المخلفات الزراعية

تشير الدراسات الى الأهمية الاقتصادية لاستثمار المخلفات الزراعية في تغذية المجترات، فقد وجد الباحثون أن استساغة الأغنام للأتبان المعاملة باليوريا والمولاس كانت مشابهة لاستساغتها للأعلاف المركزة في الشاهد، ولم توجد فروق معنوية في كمية الحليب المنتج والزيادة الوزنية، وأظهر البحث أن تبن الشعير المعامل باليوريا يمكن أن يحل بنجاح محل دريس الشعير في تغذية الأغنام وعجول الفريزيان.

نظراً لأهمية تبني تقانات الأعلاف والتغذية والتربية تحددت أهداف البحث بدراسة ما يلي:

تحديد مستوى معرفة المزارعين لاستخدام بعض تقانات الأعلاف والتغذية والتربية.

تحديد معدل تبني المزارعين لهذه التقانات.

دراسة بعض العوامل الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة على مستوى معرفة المزارعين وعلى تبنيهم لتقانات الأعلاف.

تحديد معوقات استخدام تقانات الأعلاف وتحسين المخلفات الزراعية.

مشاكل الإنتاج ومعوقات تبني تقانات الأعلاف

 تمثلت أهم مشاكل الإنتاج في قلة الأمطار ونقص ماء الري لإنتاج الأعلاف وغلاء المحروقات وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وضعف دور المصرف التعاوني الزراعي وشح المراعي والاعتماد على شراء الأعلاف التكميلية، بينما تمثلت أهم معوقات تبني تقانات الأعلاف في عدم توفر آلات تهيئة وتصنيع المخلفات للاستثمار كالفرامات والخالطات والمكابس لتصنيع المكعبات العلفية والسيلاج والدريس وضعف المعرفة والخبرة بهذه التقانات كما هو موضح في الجدول

التوصيات

تفعيل دور الإرشاد الزراعي في نقل حزم تقانات الأعلاف والتغذية واستثمار المخلفات الزراعية والتوسع بتنفيذ النشاطات الإرشادية (ندوات، أيام حقلية،..) لتوعية المزارعين بأهمية هذه التقانات والاستخدام الأمثل للمخلفات الزراعية وكيفية الاستفادة منها. .

استخدام الآلات الزراعية (فرامات – محشّات- خلاطات – مكابس...) لتطبيق تقانات الأعلاف حيث يمكن للجمعيات الفلاحية مساعدة المزارعين بتأمين مثل هذه الآلات. 

توعية المزارعين بأهمية زراعة الأعلاف البقولية ومحاصيل الأعلاف المتحملة للجفاف ذات القيمة الغذائية العالية  وأهمية تطبيق الدورات الزراعية الملائمة (الشعير، البيقية، الجلبانة، الاتربلكس...إلخ(

دعم استراتيجية تحسين المستوى التعليمي ولاسيما في المناطق الريفية.

نفذ البحث في منطقة السلمية في حماه والمشرفة في حمص، سورية، عام 2009 من خلال عينة عشوائية بلغت 120 مزارع بهدف دراسة مستوى معرفة وتبني المزارعين لاستخدام بعض تقانات الأعلاف والتغذية والتربية. أظهرت النتائج أن معدل تبني المزارعين لزراعة محاصيل الأعلاف 76.7%, وأن 69% ذوي مستوى معرفة ضعيفة بتقانات تصنيع الأعلاف، ومعدل تبنيهم لصناعة الدريس 10%، ولمعاملة الأتبان باليوريا 6.7%، كما أوضحت النتائج أن 61.7% من المزارعين يربون الحيوانات وحوالي 56.7% ذوي مستوى معرفة ضعيفة باستخدام تقانات التغذية والتربية، وأن معدل تبنيهم لعملية عزل الكباش 37.8%، ولتقنية التلقيح الصناعي 6.8%، ولتقنية الفطام المبكر 44.6%، والكباش المحسنة 8.1%. كما أظهرت نتائج التحليل الإحصائي وجود علاقة ارتباط طردية معنوية بين المستوى التعليمي، متوسط إنتاج الشعير، توفر الآلات الزراعية، مستوى التواصل الإرشادي، متوسط الدخل السنوي وبين معرفة المزارعين باستخدام تقانات الأعلاف، ووجود علاقة ارتباط معنوية عكسية بين هذه المعرفة وبين زراعة الأشجار المثمرة، فترة التغذية على بقايا المحاصيل، كما تبين وجود علاقة ارتباط طردية معنوية بين متوسط إنتاج الشعير، توفر الآلات الزراعية، مستوى التواصل الإرشادي، متوسط الدخل السنوي وبين تبني المزارعين لتقانات الأعلاف. وأظهرت الدراسة أن أهم مشاكل الإنتاج ومعوقات تبني تقانات الأعلاف شح الأمطار ونقص ماء الري، ارتفاع أسعار المحروقات وتكاليف النقل ومستلزمات الإنتاج وعدم توفر الآلات اللازمة لتهيئة واستثمار المخلفات وضعف المعرفة بتقانات الأعلاف.