وجدتها:هل الآبار  والقنوات الرومانية رومانية؟

وجدتها:هل الآبار والقنوات الرومانية رومانية؟

تعتبر ما يسمى بالآبار الرومانية في البادية، من أهم الوسائل المتبعة في عملية حصاد المياه منذ العصور القديمة حتى الآن، حيث تم حفرها في مواقع تعترض مجرى سيول الأمطار وبأعماق مختلفة، وذلك بحسب كمية المياه المتوقع الحصول عليها في كل موقع، وحسب طبيعة التربة في المنطقة المراد الحفر فيها إضافة إلى دور الأيدي العاملة التي أنجزت العمل، وتسمى في كثير من المناطق بالـ «جب».

 

 

يعود تاريخ حفر الآبار الرومانية إلى العهد الروماني، أي أكثر من ألفي عام خلت، لكن الأبحاث الأثرية الحديثة تدحض مقولة رومانيتها، فهي متجذرة في المنطقة، وهي ممارسة محلية، مما يجعل ارتباطها بالفترة الرومانية تزامناً لا يحق له أن يعطيها اسم الفترة. وهي تساهم في خدمة التجمعات السكانية، كسقاية الأغنام والشرب والاستخدام المنزلي، وتعتمد في الحصول على مياهها من الأمطار،  وتعد من أهم طرق حصاد المياه العذبة، التي لا تزال الاستفادة منها قائمة حتى الآن، حيث تقع هذه الآبار في نهاية المسيلات المائية القصيرة وعلى أطراف الفيضات منها وأسفل سفوح الجبال والمنحدرات، لضمان استقبالها لمياه الأمطار وتخزينها لفترات طويلة نسبياً ما جعل منها وسائل مهمة لعمليات الاحتفاظ بالثروة المائية ذات الجريان السطحي، لاستخدامها من قبل سكان البادية. الأمر الذي يضمن لهم تأمين مسببات الحياة والطمأنينة والاستقرار.

وحسب بعض المصادر: أن هذه الآبار تتميز بجدرانها الكتيمة كونها مطلية بمادة الكلس الممزوج بالفخار، وقد تكون أحياناً مبنية بحجارة كلسية، أو بازلتية حسب توافرها في المنطقة، إضافة إلى أن معظمها محفور بالصخر بشكل مخروطي، وهي مزودة من الأعلى بمجرى حجري مائل باتجاه فوهة البئر، تصله بمجرى المسيل المائي المجاور والقريب بالإضافة إلى جرن حجري لسقاية المواشي، مع ملاحظة البلاطة الصخرية البازلتية التي تتموضع في قعر معظم هذه الآبار، لتستقبل سقوط الماء من الأعلى لمنع حت وتخريب أرضية البئر مع الزمن.

الإنشاءات المائية التي عرفت انتشاراً كبيراً في المنطقة آنذاك هي بلا منازع: الأقنية، وهي أنفاق تقع على أعماق قليلة من سطح الأرض وقد كان الهدف منها تجميع أكبر كمية من المياه الجوفية السطحية، لممارسة الزراعة المعتمدة على الري في المنطقة منذ القديم وذلك بفضل طبقة المياه السطحية والينابيع الارتوازية ذات الصبيب المنتظم وأنشئت هذه الأقنية في العهود البيزنطية، واستمر قسم منها في الجريان في العصور الإسلامية الأموية والعباسية. إضافة إلى أن هذه الأقنية التي تجمع الموارد المائية الضعيفة من منطقة ما، لتقودها إلى أراض أكثر خصوبة، وفرت للإنسان الحصول الثابت والمضمون على المياه الضرورية للزراعة المروية.

هذه الأقنية ذات الاستخدام المحلي، تصرف طبقة المياه السطحية لقاع الوديان، وكانت تخصص لري بعض أجزاء الأراضي الطّميّة أو الفيضات الصغيرة، أو تستكمل تموين القرى بمياه الشرب في العهود القديمة، كما في العهود الحديثة، وكانت تنتهي هذه الأقنية إلى برك صغيرة .