ما هو الوضع الصحي للغنم العواس السوري؟

ما هو الوضع الصحي للغنم العواس السوري؟

تحت عنوان توصيف الوضع الصحي للغنم العواس في مناطق مختلفة من سورية قدم كل من د. عبد الناصر العمر من الهيئة العامة للبحوث الزراعية و أ.د. عبد الكريم الخالد  من كلية الطب البيطري في جامعة البعث بحثهما في المجلة العربية للبيئات الجافة التي تصدرها أكساد

تمّ توصيف الوضع الصحي للغنم العواس في محافظات مختلفة من القطر العربي السوري، بهدف تحديد أهم الأمراض المنتشرة، ولاسيما الإصابات الجرثومية والطفيلية، التي تؤثر سلباً في إنتاجيتها، سواء في ظروف التربية السرحية الطليقة لدى المربين، أو في بعض المراكز التابعة للبحوث العلمية الزراعية، ومن ثمّ وضع بعض المقترحات والتوصيات التي قد تساعد في الحدّ من انتشار هذه المشكلات الصحية. وقد اعتمدت آليتان في ذلك هما: 

استمارات تضمنت استقرا لأراء المربين حول كل ما تتعرض له هذه الحيوانات من أمراض ومشكلات صحية وظروف تربيتها وإنتاجيتها والتعامل معها. 

إجراء فحوصات جرثومية وطفيلية مخبرية وأخرى في المسلخ

المشكلات المرضية

وتبين نتيجة هذا العمل أن أهم المشكلات المرضية هي انتشار الإصابة بالتهابات الضرع والرئة والأمعاء والمفاصل والتهاب الجلد البثري والفتق السري والإجهاضات وعسر الولادة والمواليد المشوهة والإصابات الطفيلية بالديدان المعدية- المعوية والرئوية والكبدية والكيسات العدارية والآيمريات ونبرة الأنف الغنمية واللبود والقوارم والقمل والبراغيث. وغيرها. وقد وجد أن الإصابات في محطات مراكز البحوث العلمية الزراعية كانت أدنى بكثير مما هو عليه الحال عند المربين في التربية السرحية الطليقة.

تتطلب مجمل النتائج التي تم الحصول عليها في هذا العمل وضع أسس وبرامج استراتيجية سواء في مجال الوقاية والعلاج، أو في مجال التربية بأشكالها المختلفة.

الثروة الغنمية

وتعد الثروة الغنمية إحدى مقومات الاقتصاد الوطني إذ بلغ عدد الأغنام حسب احصائيات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي قرابة 21380030 رأسي، ويشكل إنتاجها من الحليب واللحم جزءاً مهماً من إجمالي الإنتاج في سورية، إذ بلغت نسبته نحو 23.5%     و 73.3% من هذا الإنتاج على التوالي (المجموعة الإحصائية الزراعية السنوية، 2006) وتتعرض هذه الأغنام لإصابات مرضية متعددة وخاصة الجرثومية والطفيلية وغيرهما، ويؤدي ذلك إلى انخفاض في إنتاجيتها وأحياناً نفوقها.

طرائق التربية والإنتاج

ترتبط أهم العوامل الممهدة لذلك في طرائق التربية والإنتاج وما يتعلق بذلك من عوامل بيئية ووبائية، كما أن إمكانيات واحتمالات انتقال الأخماج المرضية فيما بين هذه الحيوانات يزداد مع توافر عوامل التماس المباشر وغير المباشر. وقد تنتقل بعضاً من هذه الأمراض (الجرثومية والطفيلية) إلى الإنسان مسببة له اضطرابات فسيولوجية ومشكلات صحية وأحياناً الموت.

ولهذا فإن توصيف ومعرفة الواقع الصحي للغنم العواس في سورية وطبيعة تربيتها ورعايتها ومشاكلها المرضية تحت ظروف أنواع التربية المختلفة، يسهل تطبيق البرامج الاستراتيجية في إطار المكافحة (الوقاية والعلاج)، والذي من شأنه تحسينها وتطويرها صحياً سواء بالنسبة لأغنام المربين أو التي تربى في المحطات البحثية، مع الأخذ بالحسبان الظروف البيئية التي تخص كلاً منها، ولضمان استمرارية الحصول على إنتاجية مرتفعة منها، والحصول على إنتاجية مرتفعة منها، والحفاظ عليها بحالة صحية جيدة.

توصيف الواقع الصحي للأغنام

تتطلب أهداف البحث استراتيجيات تحسين إنتاجية وتطوير صحة الغنم العواس لتحقيق فهم أفضل لوضعها الراهن، وذلك في عمليات الرعاية والتربية. ويعتبر توصيف الواقع الصحي للأغنام في سورية نظاماً معقداً وذلك بسبب عدم استقرار القطعان نتيجة لنظام التغريب والتشريق (الترحال) بين البادية السورية الفقيرة بالمراعي بسبب الجفاف وبين الداخل الذي تتواجد فيه المخلفات الزراعية والكلأ والماء.

وُجد أن الهدف من التربية كان غالباً لإنتاج اللحم والحليب معاً (73.6%) وأحياناً لإنتاج الحليب فقط (20.8%) أو لإنتاج لحم فقط (5.7%) وأن النوع السائد للتربية كان السرحي الطليق (80.4%) وللتربية المكثفة المغلقة (1.8%) وشبه المكثفة (17.6%).

ممارسات في الصحة الحيوانية

بينت المسوحات أن عزل الحيوانات المريضة عن الأخرى السليمة لم يتجاوز (56%) وأن نقل عينات إلى المختبر البيطري لكشف سبب الإجهاض لم يبلغ سوى (25%) من الحالات، كما أشارت الاستمارات إلى عدم تبديل كباش التلقيح في نحو (70%) من الحالات، وأن إضافة الفيتامينات والأملاح المعدنية لا تتم إلا لنحو (57%)(29%) من القطعان فقط على التوالي. وقد بلغت نسبة الراغبين في تلقيح نعاجهم بشكل اصطناعي حال توافره (14.8%) من المربين، وخلافاً لذلك فقد اعتبرها الآخرون حالة غير مرغوبة بالنسبة للأغنام، وتشير هذه المعطيات كلها إلى عدم استخدام وسائل وقائية ضرورية سواء في التربية أو عند حدوث أمراض معينة.