الطاقة النظيفة، هل هي المنقذ؟

الطاقة النظيفة، هل هي المنقذ؟

عندما امتلأت وسائل الإعلام في مطلع العام بصور الفيضانات في معظم أنحاء العالم في مطلع هذا العام أعلنت وسائل الإعلام أن شهر شباط حطّم الأرقام القياسية المسجلة لدرجات الحرارة بصورة صادمة. وكذلك شهر آذار حطم أيضاً الأرقام كلها. وفي حزيران، امتلأت الشاشات أيضاً بصور الفيضانات. ومع زيادة انتشار هذه الظواهر المتطرفة، لم يعد هناك من ينكر التغير المناخي الملحوظ. فتم الإجماع حول حقيقة واحدة مهمة: الوقود الأحفوري يقتلنا، يجب أن نتحول إلى الطاقة النظيفة، وبسرعة.

 

 

هذه الصحوة النامية حول خطر الوقود الأحفوري تمثل تحولاً بالغ الأهمية في وعينا. لكنها تغفل نقطة المحورية. فبالرغم من أهمية الطاقة النظيفة المحتملة، إلا أنها لا يمكن أن تنقذنا من التغير المناخي.

إن التخلي عن الوقود الأحفوري والتحول إلى الطاقة النظيفة 100%. لا شك خطوة هائلة في الاتجاه الصحيح، لكن هذا السيناريو الرائع لن يكون كافياً للحد من الكارثة المناخية.

عندما يتعلق الأمر بالتغير المناخي، فالمشكلة ليست فقط في نوع الطاقة التي نستخدمها. بل في كيفية استخدامنا لها. ما الذي سنفعله ب 100% طاقة نظيفة؟ إنه بالضبط ما نفعله بالوقود الأحفوري، إزالة المزيد من الغابات، بناء المزيد من مزارع اللحوم، توسيع الزراعة الممكننة، إنتاج المزيد من الإسمنت، ملء المزيد من مكبات النفايات، وكل ما سيضخ كميات مميتة من الغازات الدفيئة في الهواء. لأن النظام الاقتصادي يتطلب نمواً مركباً بصورة لا نهائية، من أجل أرباح لا نهائية.

الطاقة النظيفة، بالرغم من أهميتها، لن تنقذنا من هذا الكابوس. لكن إعادة التفكير في اقتصادنا يستطيع أن يفعل. النمو في الناتج المحلي العالمي دون تنمية ليس «أنه الطريقة الوحيدة لعالم أفضل». لأنه لن يجعلنا أكثر سعادة، لن يجعل المجتمع أكثر عدالة اجتماعية، لن يحد من الفقر، وتأثيراته الخارجية التي تنتج أنواع الأمراض الاجتماعية كلها.