فعالية العسل السوري في تثبيط النشاط الجرثومي
قدمت الباحثة لبنى عبد الله الهاشمي من كلية العلوم الطبيعةٌ في جامعة دمشق بحثاً بعنوان دراسة التأثير التثبيطي لبعض أنواع العسل السوري في نشاط Escherichia coli (السلالة الجرثومية) في مجلة جامعة البعث للعلوم الهندسية.
في هذه الدراسة تم تحديد نسبة الفينولات الكمية لثلاثة أنواع من عسل النحل السوري،
ثم تمت دراسة العلاقة بين مستوى الفينولات في هذه الأنواع الثلاثة من العسل السوري وتأثيرها على السلالة الجرثومية إيشيريشياكولاي Escherichia coliالتي تسبب أنماطاً مختلفة من الأخماج المعوية والبولية والتي تؤدي لأمراض كثيرة مثل النزيف.
النماذج الثلاثة من أعسال النحل السوري التي تم اختيارها كانت التالية: عسل الشوك السوري، عسل الذرة السوري، عسل النحل السوري متعدد الأزهار. تم تحديد النسبة الكمية للفينولات في كل نموذج من الأعسال السابقة .تم إضافة الأنواع الثلاثة السابقة من العسل السوري للسلالة الجرثومية السابقة. فكانت النتائج كما بلي: عسل الشوك السوري الذي يمتلك أعلى نسبة فينولات كان الأكثر فعالية على السلالة الجرثومية السابقة، ومن ثم عسل الذرة السوري الذي يمتلك نسبة فينولات أقل من مستوى فينولات عسل الشوك كان لديه فعالية أقل على السلالة الجرثومية السابقة، وأخيراً عسل متعدد الأزهار الذي تبين أن لديه النسبة الأقل من الفينولات بين الأعسال السابقة، كان لديه الفعالية الأقل على السلالة الجرثومية السابقة. أظهرت النتائج السابقة العلاقة الكبيرة بين نسبة الفينولات وفعاليتها ضد سلالة إيشيريشياكولاي الجرثومية.
الجراثيم المقاومة للصادات
يعتبر العديد من العلماء أن الاستخدام المستمر للصادات الحيوية كعلاج للجراثيم المسببة للالتهابات لدى البشر هو السبب المباشر والرئيسي لظهور العديد من الكائنات الحية المقاومة لهذه الصادات، وبناءً عليه توجب العمل وبشكل حثيث للحد من مقاومة هذه الجراثيم للصادات الحيوية، وذلك عن طريق البحث عن مصادر طبيعية كالنباتات الطبيعية أو الجزيئيات الحيوية التي تمتلك الخواص المضادة للجراثيم وفي الوقت نفسه لا توصف بأنها صادات حيوية أو تمتلك خصائصها
أظهرت العديد من الدراسات أن العسل وبعض النباتات الطبية تمتلك خصائصاً مضادة لبعض الفطريات والجراثيم الممرًضة مثل: الزوائف الزرًق (Pseudomonas ) والإيشيرشيا الكولونية ،(Escheirchia.coli)
والعسل هو المادة السكرية التي يقوم النحل بجمعها من رحيق الأزهار بواسطة عاملات النحل السارح ومن ثم يقوم النحل المنزلي بمعالجته وتخزينه في عيون الشمع السداسية ويختم عليه بأغطية الشمع ويلجأ النحل في التغذية عليه في فصل الشتاء
تصنف منظمة الفاو العسل في مقدمة المواد الغذائية الهامة لجسم الإنسان وصحته، كما أقر العلم الحديث بأهميته واعتباره مضاداً حيوياً طبيعياً لجسم الإنسان حيث يقوي جهازه المناعي الذي يتولى بدوره مقاومة الأمراض التي يصاب بها الإنسان جميعها،
كما بينت أن للعسل تأثيراً مثبطاً على نمو الجراثيم Bacteriostatic أو قاتلاً لها Bacteriocidal
سواءً أكانت موجبة أم سالبة لصبغة غرام وهذا التأثير الفعال للعسل يعزى للمواد الفعالة التي يتكون منها العسل والتي من أهمها المعادن والفيتامينات
والعديد من الأنزيمات مثل أنزيم الأنفرتاز والغلوكوز أوكسيداز والدياستاز والكاتالاز والأحماض والماء الأوكسجيني ومضادات الأكسدة والالتهابات التي من أهمها الفينولات والفلافينودات والتي تعتبر من أهم المواد الفعالة ضد الجراثيم والفيروسات
الفينولات phenols هي المركبات العطرية الهدروكسيلية التي تكون فيها زمرة الهدروكسيل مرتبطة
بالحلقة العطرية مباشرة، والفينول هو الاسم الذي يطلق على أبسط أفراد هذا الصنف أي هدروكسي البنزن وصيغتi C8H50H
والفينولات فعالة ضد الفطريات و الجراثيم السالبة والموجبة الغرام و بعض الفيروسات .
أهم الفلافونيدات التي اكتشفت في العسل هي الكيرسين وهو فلافونيد حيوي لو خصائص وفوائد طبية عديدة حيث يستخدم في علاج هشاشة الأوعية الدموية وله خصائص مضادة للالتهاب والسرطان. وهو فعال في علاج الربو وأمراض الجهاز التنفسي، للفينولات فعالية كبيرة ضد الجراثيم الفموية.
فًي هذه الدراسة تم اختيار سلالة جراثيم إيشيريشياكولاي من براز أطفال مصابين بالتهابات بولية ومعوية لمعرفة تأثير الفينولات المستخلصة من ثلاثة أنواع من العسل السوري على تثبيطها
يرجع العلماء فعالية الفينولات تجاه الخلايا الجرثومية في اًلدرجة الأولى إلى أن الفينولات تشكل عاملاً نشيطاً غير أيونياً على سطح الخلايا الجرثومية وبالتالي قدرتها على تعطيل الطبقة الليبيدية البروتينية للجراثيم، مما يؤدي إلى تسرب المحتويات الخلوية للجراثيم إلى الوسط الخارجي، وبالتالي موت الخلية الجرثومية، وبالدرجة الثانية إلى أن هذه الفينولات تؤثر في سيتوبلاسما الخلية الجرثومية بحيث تخفض درجة ال pH داخل سيتوبلاسما الجرثومة وتؤدي لتسممها
الاستنتاجات والتوصيات
ضرورة إجراء الأبحاث العلمية المستمرة عن فعالية الفينولات العلاجية بأنواعها المختلفة على الأمراض والسلالات الجرثومية المتنوعة.
إجراء دراسات تحليلية كيميائية مستمرة تتناول أنواع العسل السوري جميعها حسب مصادره hالزهرية ومنطقة جمعها ومقارنة هذه الأنواع ببعضها من حيث المكونات.
العمل على زيادة الاهتمام والرعاية بمهنة تربية النحل والتوسع في الأبحاث والدراسات الوراثية للحصول على سلالات نحل ذات إنتاجية أكثر ومقاومة مرضية أكبر.
إجراء دراسات علمية مستمرة وشاملة على السلالات الجرثومية المسببة لالتهاب الأمعاء إيشيريشياكولاي وما تحدثه من أعراض جانبية توصف بالخطيرة، مثل: النزيف والإسهال الحاد والالتهاب المعوي الحاد الذي قد يؤدي للموت في حالات كثيرة.
تقليص مجال استخدام الصادات الحيوية في معظم العلاجات إلا باستشارة طبية مسبقة، لأن هذه الصادات الحيوية تقضي على الفلورا الطبيعية المتعايشة في جسم الإنسان، وبذلك تهيئ وسطاً مناسباً للجراثيم الممرضة، كذلك تحدث الكثير من الأعراض الجانبية الخطيرة.
تشجيع الأبحاث العلمية التي تعتمد الطب البديل أساساً علاجياً لأكثر الأمراض خاصة مع ندرة الآثار الجانبية التي تظهر بشكل واسع وخطير في حال استخدام الصادات الحيوية.