داعش والليشمانيا !!

داعش والليشمانيا !!

لطالما ارتبطت الحرب والعدوى والمرض، مع تركز المرض المميز في المناطق الساخنة.  ويعتبر تزايد العنف بسبب الحرب والتغيرات السكانية الناجمة عن الحرب واحداً من أهم التغيرات التي حصلت منذ عقود حيث نزح حوالي 4,2 مليون سوري من مناطقهم. وكان من نتائج هذه المأساة ظهور وباء داء الليشمانيات الجلدي بقوة من جديد.

تعتبر اللشمانيا الجلدية في العالم القديم واحداً من الأمراض الأكثر انتشاراً في شرق المتوسط، تلك التي تأتي من الحشرات، ومصدره هو طفيلي اللشمانيا الكبيرة، والتي تتم عدواها عن طريق عضة ذبابة الرمل والحيوان الخازن للطفيليات، وهو عدد من أنواع الطفيليات ومنها الجرذ وفأر الرمل.

اقتصر داء اللشمانيا الجلدية حتى الستينيات من القرن الماضي على مناطق حلب ودمشق وكان عدد الإصابات حتى ما قبل الحرب الأخيرة أي في العام 2010 هو 23000 إصابة سنوياً وفي أوائل العام 2013 تم الإبلاغ عن زيادة مقلقة وصلت إلى 40000 إصابة. كانت أكثر المناطق تضرراً تلك التي وقعت تحت سيطرة داعش.

وسجلت 6500 حالة في الرقة ودير الزور والحسكة وحدها، وهذه المناطق ليست مناطق معروفة تاريخياً بانتشار اللشمانيا الجلدية فيها. ويمكن أن يعزى ذلك إلى حركة النزوح الكبيرة والتغيرات البيئية التي ناسبت تكاثر ذبابة الرمل (شروط السكن غير الصحية، دون تهوية وتشميس ونظافة).

حتى أن داء اللشمانيا الجلدية ظهر في مخيمات اللجوء في الدول المجاورة في تركيا ولبنان، حيث تم الإبلاغ عن ستة حالات من اللشمانيا الجلدية بينما تم الإبلاغ عن 1044 حالة جديدة في العام 2013 وتبين بعد ذلك أن 96,6 % من الحالات كانت بين النازحين السوريين.

ويبدو أن اللاجئين يصبحون أكثر استعداداً لظهور داء اللشمانيا الجلدية بسبب سو التغذية وسوء السكن وغياب المياه النظيفة وعدم كفاية المرافق الصحية، ذلك كله يضمن أجواء مناسبة لتكاثر ذبابة الرمل بشكل كبير.

تظهر نتائج الدراسات الحديثة أن انتشار اللشمانيا الجلدية يتوافق مع مخيمات اللجوء وأماكن سكنى اللاجئين، إن تدهور الأنظمة الصحية بما فيها توقف برنامج مكافحة العامل الناقل (ذبابة الرمل) في الأرياف السورية خلق بيئة مثالية لتفشي المرض. وفي الوقت نفسه تزايد العامل الخازن في سورية والعراق.

إن وجود هذه العوامل سويةً في المنطقة يخلق جائحة جديدة. وتظهر المراقبة أن ازدياد عدد الحالات يبدو جلياً في فصل الشتاء. ويبدو واضحاً ضرورة زيادة الإجراءات الصحية في مناطق وجود اللاجئين. 

وليست اللشمانيا الحشوية بعيدة عن الظهور وخاصة أنها كانت موجودة ولو بأعداد قليلة قبل الحرب وهي عصية على المعالجة.

عن مجلة الأمراض المعدية الناشئة

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4861536/