وجدتها:النهج متعدد الاختصاصات

الزراعة أمر أساسي لبقائنا، مع تطوير آلات وتقنيات جديدة على مدى آلاف السنين مما سمح للمحاصيل الزراعية بالزيادة ودعم تزايد عدد السكان. يعتقد أن البشر عموماً قد بدأوا الزراعة منذ حوالي 10000 سنة، في منطقتنا. يظهر في دراسة نشرت مؤخراً في مجلة بلوس أن عشرة آلاف من السنين الزراعة البشرية هي ضئيلة بالمقارنة مع تاريخ هذه الممارسة بين الحشرات.

 

 

اكتشف فريق من العلماء، أمثلة تعود إلى 25 مليون عاماً من حدائق الفطريات داخل أعشاش النمل الأبيض المتحجرة. ووجدت هذه الاكتشافات في رواسب التربة القديمة في وادي الصدع العظيم في أفريقيا.

تلفت هذه الدراسة النظر، لأنها توفر الأدلة الأحفورية الأولى لتأكيد توقيت ومكان المنشأ للزراعة الحشرية. أدى التوقيت الجزيئي إلى افتراض العلماء أن الزراعة الحشرية نشأت في الحشرات الزارعة للفطريات. 

زراعة الفطر هي وسيلة للحشرات لتحويل المواد النباتية إلى مصدر للغذاء الأسهل هضماً، والمستعمرات الزراعية التي زرعت فيها الفطريات في هي أعشاش أو غرف تحت الأرض.

تحليل الحمض النووي من النمل الأبيض الحديث قاد إلى نظرية مفادها أن زراعة الفطر قد نشأت قبل فترة تتراوح بين 25 و 30 مليون سنة. وأكدت الأدلة الأحفورية من تنزانيا هذه النظرية. ونحن الآن قادرون على رسم خريطة لتطور هذه الممارسة، ومن المرجح أن لهذا تأثير كبير على البيئة والمناظر الطبيعية.

ما يلفت النظر هو المقارنة بين الزراعة التي يقوم بها النمل الأبيض، وتطوير الإنسان للزراعة التي بدأت منذ ملايين السنين في وقت لاحق. فتح النهج الزراعي المعتمد من النمل الأبيض بيئات جديدة للاستيطان لكل من الحشرات والفطريات المستأنسة، بالطريقة نفسها وسهلت الزراعة للإنسان انتشار البشرية في أنحاء العالم جميعها. على الرغم من أن زراعة النمل الأبيض ربما تكون قد نشأت وتطورت في الغابات المطيرة الأفريقية، إلا أنها لعبت على الأرجح دوراً رئيسياً في السماح بانتشارها في السافانا، وحتى في قارات أخرى.

هذه الدراسة مثال عن المعرفة التي يمكن أن تحصد من خلال النهج متعدد التخصصات، وتكشف عن النظرة الثاقبة إلى العلاقة بين التغيرات التطورية والبيئية. هذا النوع من الدراسة يؤكد الحاجة لدمج وجهات النظر من السجل الأحفوري مع النهج الحديث في علم الأحياء المقارن.