انقراض الأنواع.. والعلماء المصنفين لها!
جيني ماردر بتصرف جيني ماردر بتصرف

انقراض الأنواع.. والعلماء المصنفين لها!

لم تكن شجرة الحياة بصحة جيدة في الآونة الأخيرة. والأرض في أزمة عميقة للتنوع الحيوي وتخسر أكثر من 10،000 من الأنواع سنوياً. إن تسمية وفهم تلك الأنواع وغالباً ما يكون الخطوة الأولى في محاولة إنقاذها قبل فقدانها. وتمتد المشكلة إلى أبعد من الأنواع نفسها، كما يقول البعض. نحن نخسر العلماء أنفسهم، الذين يقومون بالتسمية أي خبراء التصنيف.

 

شأ علم التصنيف مع عالم النبات السويدي كارل لينيوس في 1758، وهوعلم اكتشاف ووصف وتصنيف الأنواع. إنه يدور حول فهم الأصول والتاريخ التطوري للجماعات، وكيف تنسجم مع نظام الحياة. وهوعن علم الداروينية لدراسة التكيفات على مر الزمن. وهوعن الجلوس في المتاحف الأوروبية، وقراءة نشرات تبلغ من العمر 200 عاماً عن الشحرور أحمر الجناحين أثناء حمل العينة الفعلية التي حملها العلماء الذين ماتوا منذ زمن بعيد حين دراستها.

عصافير داروين

جمع تشارلز داروين عدة أنواع من العصافير في رحلته إلى جزر غالاباغوس. هذا الرسم يشار إليه باسم «عصافير داروين». وتختلف مناقيرها في الشكل والحجم، وتكييفها لالتقاط أفضل طعام يأكله كل طير. 

إن انخفاض أعداد خبراء التصنيف الكلاسيكي يعني أننا قد نكون فقدانا جسماً معرفياً كبيراً، مكوناً من العلماء المتخصصين في مجموعة معينة من الحشرات أوالطيور أوالنباتات. والتحول نحواستخدام تسلسل الحمض النووي وأجهزة الكمبيوتر العملاقة لترتيب وتصنيف العالم الطبيعي يمثل واحدا من أكبر الأخطار التي تهدد التصنيف.

الشيفرة الخطية

يشير إلى الشيفرة الخطية للحمض النووي، على سبيل المثال، وهي تقنية تعتمد على شريحة موحدة قصيرة من الحمض النووي -وهونوع من البصمة الوراثية -للتحقق من الأنواع التي سبق أن أنشئت.

 

يقول الدكتور ويلر رئيس أكاديمية صاني للعلوم البيئية والغابات «نحن معجبون كثيراً بذكائنا في تحطيم شفرة الجينوم ويعتقد الكثيرون أن هذا بالتأكيد أفضل من دعم خبراء التصنيف، يجلسون حول العينات يكتبون أوصافها».

ساق حشرة تكفي

وقال مارك ستوكل كبير الباحثين المشارك في برنامج جامعة روكفلر للبيئة الإنسان إن للشيفرة الخطية للحمض النووي دوراً هاماً في توفير المعلومات عن الكائنات الحية قابلة للتداول في متناول الجمهور. يمكن استخدامها لإنشاء مكتبة مرجعية إلكترونية ضخمة من الأنواع، ويمكن تحديد الأنواع فقط باستخدام بيضة، أوبذور، أوحتى جزءاً أو قطعة من كائن حي كساق حشرة، على سبيل المثال.

«تحتاج إلى الحمض النووي للقيام بذلك»، يقول ستوكل: «هذه ليست وظيفة للقائمين بالتصنيف. الحمض النووي موجود في الأجزاء جميعها. إنه في الجذور، في الأوراق، في البذور».

التصنيف الكلاسيكي

يقول روبرت  دوسال أمين معهد ساكلر لعلم الجينوم المقارن في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي. «الشيفرة الخطية تعمل لأن الجين المختار يتغير بشكل كافٍ بين أنواع الحيوانات ولأن هذه التغييرات موروثة»، ويقول. «إن القياس بالشيفرة الخطية فكرة جيدة، كما لا يحتاج المرء أن يعرف ما يبدوعليه الكائن الحي حتى يقول ما هو»، لكن هذا لا ينبغي أن يقلل من أهمية التصنيف.

ولكن هنا حيث يميل الصراع إلى النشوء، حيث يميل علماء الشيفرة الخطية أيضا إلى استخدام الحمض النووي للقيام بالتصنيف، وهذا هوالمكان الكلاسيكي للتصنيف حيث تتضارب الشيفرات الخطية أحياناً.  إذ لا نزال بحاجة التصنيف الكلاسيكي للتحقق من وجود الأنواع الجديدة.

خبراء التصنيف

مع تضاؤل عدد أخصائيي التصنيف، يتزايد دور العالم المواطن، يمثل ويلر ذلك كالنظر في لوحة ليوناردودا فينشي، كما يقول التكنولوجيا موجودة في رقاقة بدقة تصل إلى أية بقعة من الطلاء من مجموعة من روائع دا فينشي، من خلال تحليل النظائر والتحاليل الكيميائية، التي يمكنها حتى ترتيب اللوحات زمنياً. ولكن بفعل ذلك تفتقد الصورة الكبيرة لوحة الموناليزا نفسها.

أوبعبارة أخرى، تخيل دراسة الحمض النووي لزرافة وحيد القرن، دون مقارنة أعناقهم أوأنوفهم، ودون أخذ الوقت الكافي لدراسة التباين داخل الجماعات وبينها والتعقيدات التطورية، ثم تخيل من يدعي وجود أنواع جديدة على أساس الحمض النووي وحده. إنه انتصار أجوف للغاية في خضم أزمة التنوع الحيوي. 

هناك اتفاق واسع على أن التصنيف الكلاسيكي قد انخفض -أعداد أقل من الطلاب الجدد الذين يدخلون الميدان، وظائف أقل بدوام كامل، وعدد أقل من المؤسسات تكرس مواردها لمجموعات التنوع الحيوي.

أزمة التنوع الحيوي

يجب أن تكون صدمة أننا نخسر هذه الخبرة، مما يعني عددا أقل من الدورات الأكاديمية التي تدرس التصنيف الكلاسيكي، وأقل ممن يبحثون عن مثل هكذا أساتذة، وينخفض التمويل للمناصب التصنيفية. حتى أنه من الصعب بشكل متزايد للعثور على الأماكن التي تمنح درجة الدكتوراه في التصنيف. ومن الصعب على نحو متزايد العثور على وظيفة.

إن الخطر المباشر، هوفي الفقدان الدائم لمعرفة التنوع الحيوي، العديد من الأنواع لم تكتشف بعد ولم توصف وتصنف بعد قد لا نملك فرصة ثانية لذلك في المستقبل.

 

عن موقع PBS NEWSHOUR