كفاءة طرق الري في منطقة الغاب

قدم كل من الدكتورة سوسن عبد الله هيفا، والدكتور سمير الجداوي، وم. رولا محمد فاتي بحثهم في مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية – سلسلة العلوم البيولوجية.
انطلاقاً من أهمية المحافظة على الموارد المائية في سورية عموماً وفي منطقة الغاب خصوصاً ومن أجل معرفة أثر طرق الري على الإنتاج النوعي والكمي لمحصول الشوندر السكري المزروع في سهل الغاب، تم تطبيق ثلاث طرق للري (التنقيط، الرذاذ، السطحي بالخطوط) على محصول الشوندر السكري بهدف دراسة أفضل طرق الري على هذا المحصول وللحصول على أفضل غلة مع رفع كفاءة استخدام المياه.
وبينت النتائج تفوق طريقة الري بالرذاذ معنوياً على الري بالتنقيط والسطحي في كفاءة استخدام المياه من حيث إنتاجية الجذور 18.4 كغ/م3 وكمية السكر النظرية 2.74  كغ/م3 وكمية السكر الفعلية 2.11  كغ/م3. في حين لوحظ تفوق طريقة الري السطحي معنوياً على طريقة الري بالرذاذ أو التنقيط من حيث الإنتاج الكمي، حيث بلغت الإنتاجية 84.81 طن/ه وكمية السكر النظرية 12.36  طن/ه وكمية السكر الفعلية 9.89 طن/ه. أما من حيث الإنتاج النوعي بينت النتائج تفوق طريقة الري بالتنقيط معنوياً على طريقتي الري بالرذاذ والسطحي حيث بلغت نسبة السكر في الجذور 15.36% ونسبة السكر في العصير 17.42% ونسبة المواد الصلبة الذائبة في العصير23.66%.
في حين لوحظ تفوق طريقة الري السطحي معنوياً على طريقة الري بالرذاذ والتنقيط من حيث نقاوة العصير 80.03%. وخلصت هذه الدراسة إلى أهمية استخدام طريقة الري بالرذاذ في منطقة الغاب.
نفذ هذا البحث في الموسم الزراعي2013-2012 في مركز البحوث العلمية الزراعية في الغاب.
ساهم ازدياد الطلب على الماء واستعمالاته والاستنزاف الكبير الناجم عن الاستثمار في الزراعة والتوسع في رقعة الأراضي الزراعية المروية ومحدودية الموارد المائية في سورية، ونظراً لتكرار سنوات الجفاف والتأثير السلبي للتبدلات المناخية الذي أدى إلى انخفاض كبير بكميات المياه المتاحة وظهور عجز مائي سنوي يقدر ب 3.1 مليار متر مكعب، ونتيجة لهذا الوضع المائي تم إيلاء موضوع ترشيد استخدام المياه ورفع كفاءة استخدامها اهتماماً كبيراً، لاسيما في مجال الزراعة، حيث تستخدم طرق عديدة للري تختلف في كفاءة استخدامها منها الري بالتنقيط والري بالرذاذ و الري السطحي.
تشغيل معامل السكر
يعتبر الشوندر السكري من المحاصيل المروية و المهمة في القطر العربي السوري، نظراً لكون جذوره تؤمن المادة الأولية اللازمة لتشغيل معامل السكر المتوفرة في سورية لإنتاج السكر الأبيض كذلك تأمين مادة علفية رخيصة الثمن تقدر بحوالي 400000 طن تفل رطب سنوياً وقد بلغت المساحة المزروعة بهذا المحصول عام 2010 حوالي 27.5 ألف هكتار أنتجت 1.5مليون طن، بمردود قدره 54.3 طن/هكتار، (إحصائيات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لعام 2010)، واحتل سهل الغاب المركز الأول من حيث المساحة المزروعة بالشوندر السكري لعام 2010 حيث بلغت المساحة 7928 هكتار (المجموعة الإحصائية الزراعية السنوية 2010)
أهمية البحث وأهدافه
يتعرض الإنتاج الزراعي وبصورة خاصة المحاصيل الحقلية ومنها الشوندر السكري للتذبذب وعدم الاستقرار في الغلة وذلك لعدم تكامل الموارد المائية المتاحة وإن المُستغل منها يتعرض قسم منه للهدر والضياع بسبب انخفاض كفاءة شبكات الري واتباع الأساليب التقليدية القديمة في الري ونظراً لما لهذا الأمر من الأهمية الاقتصادية
وللحفاظ على الموارد المائية فقد قمنا بتنفيذ هذا البحث لدراسة الأهداف التالية:
1- دراسة تأثير طرق الري المستخدمة ري (سطحي، رذاذ، تنقيط) على كفاءة استخدام المياه.
2- دراسة معدلات الإنتاج حسب طريقة الري المستخدمة ري (سطحي، رذاذ، تنقيط)للشوندر السكري في منطقة الغاب.
3- دراسة أثر طرق الري على الخواص الإنتاجية (الكمية) والتصنيعية (النوعية)للشوندر السكري في منطقة الغاب.
الاستنتاجات والتوصيات
• لوحظ تفوق طريقة الري بالرذاذ معنويا على طريقتي الري بالتنقيط و السطحي بكفاءة استخدام المياه بالنسبة للجذور 18.4 كغ/م3 وكمية السكر النظرية 2.74  كغ/م3 وكمية السكر الفعلية 2.11 كغ/م3.
• لوحظ تفوق طريقة الري السطحي معنوياً على طريقتي الري بالرذاذ والتنقيط من حيث إنتاجية الجذور 84.81 طن/ه ونقاوة العصير80.03%.  وكمية السكر النظرية 12.36  طن/ه وبالتالي التفوق بأهم  المؤشرات الاقتصادية لزراعة الشوندر السكري وهو الغلة أو كمية السكر الفعلية 9.89 طن/ه.
• لوحظ تفوق طريقة الري بالتنقيط معنويا على طريقتي الري بالرذاذ والسطحي من حيث نسبة السكر في الجذور 15.36% ونسبة السكر في العصير 17.42% ونسبة المواد الصلبة الذائبة في العصير23.66%.
استنادا لما سبق يمكننا أن ننصح بتكرار هذه الدراسة (البحث) لتأكيد النتائج التي حصلنا عليها ثم بعد ذلك ننصح مزارعي الشوندر السكري في منطقة الدراسة (الغاب) و المناطق المشابهة باستخدام طريقة الري بالرذاذ إذا توفرت الظروف الملائمة لاستخدامه في ري المحصول وذلك للحصول على أعلى كفاءة استخدام للمياه وللحصول أيضاً على إنتاج أفضل في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهد شحاً في الموارد المائية.