البلاستيك في الاستخدام الغذائي اليومي
في مقابلة مع الدكتورة نسرين نقشو، الخبيرة في الأحياء الدقيقة الغذائية والباحثة في الهيئة العامة للتقانة الحيوية، عن تأثير البلاستيك على الصحة سألناها: أين تكمن خطورة الأغذية المحفوظة في البلاستيك؟ فقالت:
كثر حديث الناس عن أخطار تلوث السلع الغذائية والمشروبات ببعض مكونات المواد البلاستيكية بعد شيوع استخدامها في صناعة عبواتها وتغليف الكثير منها، ويعزى ذلك إلى التركيب الكيماوي المعقد للبلاستيك وتنوع المركبات المستعملة في صناعته خصوصاً المركبات المضافة المستعملة في تحسين صفاته، وتأثير طول فترة تخزين الأغذية فيه، ودرجة الحرارة ورقم حموضتها على لونه ودرجة تسرب بعض مكوناته إلى السلع الغذائية والأدوية المعبأة فيه ويؤثر- بلا شك- نوع البوليمر المستعمل في البلاستيك وطريقة تحضير عبواته ودرجة نفاذيته للضوء على سلامة استخدامه.
يستعمل في تحضير المواد البلاستيكية مركبات تسمى«Polymers» وهي تتكون من وحدات من مادة عضوية واحدة أو أكثر ذات وزن جزيئي كبير قابلة للتشكيل حسب الرغبة، ويكون الكثير منها عبارة عن مركبات بتروكيماوية، ويضاف إليها مواد لإكسابها خواص معينة كالمرونة والليونة ومقاومتها للكسر وشفافيتها للضوء، وهي الأكثر عرضة للاتهام بأدوارها الضارة لصحة الإنسان.
حدثينا عن أنواع البوليميرات؟
يتوفر في الأسواق حوالي خمسين نوعاً من البوليمرات التي تدخل في صناعة البلاستيك يمكن تصنيفها إلى مجموعتين رئيستين هما: الأولى: لدائن حراريةThermoplastics وهي نوع من البلاستيك يكون صلباً على درجة الحرارة العادية، ويمكن إذابته وإعادة تصنيعه، وتشمل الأكريليك والنايلون وعديد الإيثلين وعديد البروبلين وعديد الستايرين Polystyrene وعديد الإستر وعديد كلور الفينايل «p.v.c» وعديد ميثايل ميثا أكريلات وغيرها. الثانية: لدائن صلدة حرارياً Thermosetting Plastics وهي نوع من البلاستيك لا ينصهر بالحرارة، فلا يمكن إعادة تشكيله مثل ميلامين فورمالدهيد وفينول فورمالدهيد ويوريافور مالدهيد.
ما أنواع المواد البلاستيكية «اللدائن» المستخدمة في صناعة عبوات المواد الغذائية والدوائية؟
تتنوع المواد البلاستيكية «اللدائن» المستخدمة في صناعة عبوات المواد الغذائية والدوائية إما لوحدها وإما مع غيرها من المركبات وأهمها: 1-عديد الإيثلين «البولي إيثلين» P.E منخفض الكثافة المستعمل في تحضير معظم الأكياس المستخدمة في تعبئة الأغذية الساخنة وهو يلتصق بالحرارة. 2-عديد الإيثلين «بولي إيثلين« مرتفع الكثافة «H.D.P.E» وله استخدامات النوع قليل الكثافة نفسها، وهو أكثر مرونة ومقاومة للمذيبات العضوية وأشد صلابة واحتمالاً لدرجات الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 120 درجة مئوية، ويستعمل في صناعة أدوات منزلية وأنابيب وخراطيم المياه، كما يمكن استعماله في تعبئة الأغذية التي تتعرض لدرجات حرارة التعقيم. 3-عديد البروبلين «بولي بروبلين P.P «وهو أكثر صلابة وتحملاً وشفافية. 4-عديد الإيثلين تيرافثالات ويتميز بمقاومته درجات الحرارة المرتفعة حتى 300م، وقلة نفاذيته للرطوبة، يستعمل في تعبئة المياه الصحية والدواجن المذبوحة المبردة والمجمدة. 5-عديد كلور الفينايل P.V.C جيد الالتصاق ولا يتأثر بالدهون والزيوت ويستخدم في صناعة الحاويات والصفائح والقوارير والأنابيب. 6-عديد الستايرين «P.S» وهو نوع من البلاستيك شديد المقاومة للصدمات والكيماويات والظروف الجوية ويتصف بالشفافية في لونه وصلابته، ويستخدم في صناعة الأدوات المنزلية ورضاعات الأطفال وفي عبوات بعض المواد الغذائية كالألبان. 7-عديد الإستر «P.E.S». مقاوم للحرارة واللهب والمواد الكيماوية وجيد التوصيل للكهرباء، ويستخدم في صناعة الألياف والأقمشة وعبوات مياه الشرب. 8- ميلامين فورمالدهيد وهي لا تنصهر بالحرارة، فلا يمكن إعادة تشكيلها، وتستعمل في صناعة أطباق الطعام والصواني وغيرهما المشهورة بالميلامين 9-كما ينتشر استخدام البلاستيك مع مواد أخرى في صناعة العبوات الغذائية والدوائية مثل: رقائق الألمونيوم المكسو بعديد الإيثلين، والسيلوفان المبطن بعديد الإيثلين، وعديد البروبلين المبطن بالألمنيوم.
لماذا شاع استخدام المواد البلاستيكية في صناعة عبوات الأغذية عوضاً عن الورق والزجاج والمعادن؟
شاع استخدام المواد البلاستيكية في صناعة عبوات الأغذية عوضاً عن الورق والزجاج والمعادن لمزاياها التالية: -انخفاض كلفة إنتاجها وبالتالي رخص ثمنها. - خفة وزنها ومقاومتها للتآكل والصدأ. -سهولة تشكيلها وعزلها للحرارة والكهرباء. -شفافية بعض أنواعها للضوء فيمكن رؤية محتويات العبوات المصنوعة منها. - مقاومة بعضها لتأثير الكيماويات وشدة مقاومتها للكسر ومتانتها مما يسهل استخدامها. - قدرتها على عزل الرطوبة فتتفوق على العبوات المصنوعة من الورق والقماش. - إمكانية صناعة العديد من أنواع البلاستيك باختلاف ما يدخل في صناعته من مواد مضافة.
ما المشكلات التي تواجهها العبوات البلاستيكية مع الأغذية؟
يواجه استخدام العبوات البلاستيكية في تخزين الأغذية والأدوية بعض المشكلات أهمها: نفاذية بعضها للغازات وبخار الماء، وتختلف درجة نفاذية العبوات البلاستيكية حسب أنواعها. انتقال بعض وحدات بناء جزئيات اللدائن أو المواد المضافة المستخدمة في صناعتها إلى الأغذية المحفوظة فيها. قلة الثبات الحراري لبعض أنواع البلاستيك مما عاق استخدامها في تعبئة الأغذية الساخنة
ماذا عن مشاكل الأغلفة البلاستيكية مع الميكروويف؟
رغم الأهمية التي يلعبها فرن الميكروويف في حياتنا حالياً إلا أننا نجد أنه بين الحين والآخر تقفز لنا مخاوف جديدة في هذا القرن. وبما أن الميكروويف أداة لتسخين الطعام فإن استخدام أغلفة البلاستيك أو آنية التي تستخدم في الميكروويف تعني أنها تسخن وهذا ما أثار التساؤل عن احتمال انتقال مواد البلاستيك إلى الغذاء عند الطبخ والتسخين. وأثير السؤال: هل تعرض البلاستيك الذي يحوي الطعام لأشعة الميكروويف خطر على الصحة أم لا؟ وهذا السؤال يصعب إجابته بالتعميم. ولعل الذعر الذي أصاب خبراء الميكروويف قبل عدد من السنوات نتيجة لاكتشافهم وجود آثار من مادة البنزين والتي ترشحت من الغلاف البلاستيكي إلى مواد تم طبخها في أفران الميكروويف. كان المتهم في قضية التسرب تلك هي عناصر الغلاف البلاستيكي المرتبط بالألمونيوم والتي يعتقد أنها مسرطنة. لابد للمستهلك من الحذر من استخدام الآنية والأدوات البلاستيكية التي لم تعد لاستخدامات الميكروويف وخصوصاً PVC لما ثبت من خطورتها عند التسخين. وخصوصاً أيضاً مع وجود الدهون في الطعام التي تحتاج إلى درجات عالية من الطبخ. فلا مانع من زيادة الحيطة والحذر وعدم تسخين أغلفة البلاستيك.