نبات الآس كمستحضر دوائي محلي

استعمل الإنسان النباتات في الحفاظ على صحته وللوقاية والعلاج منذ الماضي السحيق، وبقيت مصدراً مهماً للمركبات النشيطة حيوياً، وهي في الوقت نفسه مصدر لاكتشاف أدوية جديدة نظراً إلى كثرة انتشارها وتنوع خصائصها العلاجية وغناها ووفرة أعدادها ويعود ذلك لاحتوائه مركبات عديدة لها خصائص علاجية وتُستعمل على نحو متزايد في مختلف أنحاء العالم.

أصبحت الأمراض المعدية ومقاومة الأدوية للعوامل الممرضة للإنسان مشكلات واسعة النطاق، فإن المركبات العلاجية التي يمكن أن تثبط نمو العوامل الممرضة، وتكون غير سامة للخلايا المضيفة، يمكن ترشيحها لتطوير عقاقير جديدة مضادة للأحياء الدقيقة كذلك فإن ازدياد المقاومة الجرثومية للصادات الحيوية يستدعي البحث عن مركبات جديدة تّتصف بفعالية تجاه الجراثيم الممرضة، بحسب الجزء المستعمل من النباتات وطريقة الاستخلاص حتى كانت المقاومة موضوع عام 2011 في منظمة الصحة العالمية ، المقاومة للأدوية المضادة للجراثيم تهديد عالمي، لأن المقاومة قابلة للانتقال وراثياً من جيل إلى آخر ومن نوع إلى آخر من الجراثيم.

أرشدت البحوث لتقييم الزيوت الأساسية والمستخلصات التي تُظهر قدرة لهذه المركبات على تثبيط نمو مجموعة واسعة من الأحياء الدقيقة الممرضة، وأخذت المنتجات النباتية تستأثر بمكانة خاصة لإنتاج الصادات الحيوية واستعمالها. 

ينتمي الآس الشائع(Myrtus communis L.)  إلى الفصيلة الآسية وينتشر على نحو واسع في منطقة حوض البحر المتوسط وإيران، ونموه طبيعي على ارتفاع حتى 600 متر فوق سطح البحر، وهو شجيرات صغيرة دائمة الخضرة لها سوق وفروع عديدة، وتنتج غدده عطراً لطيفاً من الزيت الطيار ولاسيما الأوراق، أزهاره بيضاء كبيرة نسبياً، وثماره لحمية بلون أسود مزرق أو أبيض غير قابلة للتقشير، طعمها قابض وتُستعمل كتوابل في شرقي المتوسط 

يمتلك الآس صفات تجعله يتميز بفعالية مضادة للجراثيم والفطريات والفيروسات، ومضادة نزفية ومضادة فطرية ومسكنة ومضادة للارتشاح الالتهابي، ويفيد في التئام الجروح ومكافحة فرط سكر الدم وكذلك فهو مضاد للطفيليات والأخماج ومنه أمكن إنتاج عّقار لمكافحة الحلأَ البسيط الفيروسي تُستعمل أجزاء النبات تقليدياً كمضافات غذائية، وفي صناعة مستحضرات التجميل، وفي معالجة الحروق والسكري والإصابات الفطرية ولإدرار البول، وبوصفه مضاد إنتان ومطهراً، وتتميز أوراقه بوجود نسبة عالية من الزيوت العطرية الأساسية ولها نشاط مضاد للجراثيم

أهمية البحث وأهدافه

نظراً إلى ازدياد مقاومة الجراثيم الممرضة التي تتطلب رصد مواد التأثيرات الصادة لها في مدد دورية، وكذلك إلى ما يتميز به الآس من صفات رائعة، يجب إجراء بحوث لتحديد تأثير الخلاصات النباتية في الجراثيم الممرضة بدقة ومجال استعمالها. أُجري البحث على الأجزاء المختلفة لنبات الآس المزروع ذي الثمار البيضاء بهدف تحديد الفاعلية الحيوية لمستخلصات أجزاء النبات المختلفة تجاه بعض الجراثيم الممرضة المعزولة من مستشفى الأطفال الجامعي بدمشق، ومعرفة تأثير المستخلصات المختلفة (الأسيتونية، والإيتانولية، والمائية) بتراكيز مختلفة في الجراثيم المدروسة.

النتائج والمناقشة

بدت المستخلصات المائية أقل تأثيراً في الجراثيم السالبة بصبغة غرام، بينما كان للمستخلص المائي للجذور أفضل تأثير في الجراثيم الموجبة بصبغة غرام، وكانت المستخلصات الأسيتونية أكثر تأثيراً في الجراثيم، ولاسيما مستخلصات الأوراق والثمار والساق، وكان كل من المستخلص الأسيتوني للأوراق والثمار أوضح تأثيراً في جراثيم Salmonella أما المستخلصات الإيتانولية فتأتي عموماً في المرتبة الثانية بعد المستخلصات الأسيتونية، وكان أفضل تأثير لها مستخلص الأوراق.

يبدو أن الجراثيم السالبة بصبغة غرام أكثر مقاومة لمستخلصات أجزاء الآس والزيوت العطرية لأن جُدُرها تمنع اختراق الزيوت العطرية وتراكمها في الغشاء الخلوي على عكس الجراثيم الموجبة بصبغة غرام، ويتعلق تأثير مستخلصات أوراق الآس بمركبات فينولية تؤثر في وظائف الغشاء الخلوي كالنقل الإلكتروني وعمل الإنزيمات أو نقل المغذيات ضد جراثيم.

Staphylococcus كما أن فاعلية مستخلصات Myrtus communisمرتفعة جداً، وتعود لتأثير الجذور الحرة Kوكذلك تعود فعالية مستخلصات الآس لوجود المركبات الفينولية وعديدات الفينول التي تتميز بنشاط تثبيطي على الجراثيم الموجبة أو السالبة بصبغة غرام، وكذلك تأثير أجزاء المستخلص الإيتانولي للآس بسبب احتوائه مركبات فعالة Gallicacid و Ellegicacide– إلى جانب الغليكوزيدات الفلافونية ذات النشاط التثبيطي على الجراثيم ووجود الزيوت الطيارة المثبطة لنمو الجراثيم الموجبة أو السالبة  بصبغة غرام P .aeruginosa

وتبين نتائج البحوث وجود تأثير جيد لمستخلصات الأوراق والسوق من الآس في نمو الجراثيم، مثل  Staphylococcus aureus ،E.coli  - Bacillus cereus ، Lactobacillus plantarum Pseudomonas aeruginosa وكذلك Listeria monocytogenes ،Klebsiella Shigella 

التوصيات

 يمكن استعمال المستخلصات الإيتانولية للأوراق كمواد مضادة للعوامل الممرضةالمنقولة بالغذاء أو المفسدة له، اعتماداً على نتائج تأثير مستخلصات الآس في الجراثيم الممرضة.

 الانتقال إلى أسلوب الاستهلاك الأخضر للحياة بتحفيز الاعتماد على استعمال منتجات ةطبيعية نباتية وتطويرها.

 تحديد المركبات الكيميائية المسؤولة عن النشاط المضاد للجراثيم في المستخلصاتالنباتية لأجزاء النبات المختلفة.

توسيع دراسة تأثير المستخلصات، بحسب طريقة الاستخلاص والتراكيز ووقت الجنيوأماكن النمو النباتي وطريقة العناية أو الزراعة، في العزلات الجرثومية المختلفة.