مخاطر التعامل مع الزئبق في المستشفيات

مخاطر التعامل مع الزئبق في المستشفيات

تحت عنوان «تطبيقات التعامل مع الزئبق ومخاطره وآلياته في المستشفيات، جرى استبيان إحصائي في بعض مشافي مدينة دمشق» قدمت د. م. حـنان محمود مخيبر من قسم الهندسة الطبية-كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية-جامعة دمشق بحثها في مجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية في العدد الثاني للعام 2013.

يلقى موضوع الزئبق والمخاطر المتعلقة باستخدامه في مؤسسات الرعاية الصحية اهتماماً واضحاً، من الأكاديميين والمؤسسات البحثية والحكومات. هدفَتْ هذه الدراسة إلى إجراء استقراء أولي لمستوى وعي عينة من مقدمي الخدمات الصحية، في عدد من مستشفيات مدينة دمشق، عن عدد من القضايا المهمة المرتبطة بموضوع الزئبق. استُخِّدم الأسلوب الإحصائي من أجل تنفيذ الدراسة والإجابة عن أسئلتها. وجدت الدراسة تفاوتاً في مستوى وعي مقدمي الخدمات الطبية وتدريبهم بأشكال التعرض وانتقال الزئبق إلى جسم الإنسان. تبين وجود قصور شديد في فحص مقدمي الخدمات الطبية وقياس مستوى تعرضهم للزئبق. لاحظت الدراسة وجود حاجة ماسة لتوعية الأطباء البشريين وأطباء الأسنان وتدريبهم، فيما يتعلق بالتدابير والإجراءات اللازمة لتخزين، وكذلك التخلص من المواد والتجهيزات الحاوية على الزئبق. أخيراً وجدت الدراسة عدم كفاية جهود التثقيف الفردية الخاصة والمؤسساتية العامة بكل القضايا المتعلقة بموضوع الزئبق.
أين يوجد الزئبق؟
الزئبق عنصر ثقيل يشغل المرتبة الثمانين في الجدول الدوري للعناصر، وهو معدن نادر قابل للتطاير، وله قدرة على تحمل الحرارة لذا فهو دائم التبخّر. يتمتع الزئبق بعدد كبير من الخصائص الفريدة التي سهلت استخدامه في عدد من التطبيقات الحياتية المهمة. إن استعمال المنتجات الحاوية على الزئبق أصبح واسع الانتشار في حالات متعددة ضمن المستشفيات والعيادات الطبية، كأجهزة قياس ضغط الدم، ومقاييس درجة الحرارة، والأنابيب المستعملة لإزالة الانسدادات المعوية، والتحاليل المخبرية، واللقاحات والأدوية..... الخ. كذلك تستعمل في المستشفيات العديد من البطاريات والمصابيح والمنظفات ومزيلات الشحوم الحاوية على الزئبق في عمليات التنظيف والصيانة.
يعد الزئبق عنصراً شديد السّمية ولاسيما بعد تحوله إلى ميثيل الزئبق. إن تعرض الإنسان لتراكيز عالية من الزئبق ومركباته قد يكون قاتلاً، أما التعرض لتركيزات منخفضة فقد يسبب تأثيرات صحية مختلفة، وذلك يعتمد على أسلوب التعرض، وشكله ومستواه. تشمل الآثار الضارة للزئبق أجهزة جسم الإنسان العصبية كلّها، البولية، والهضمية، والتنفسية، والقلبية، والتناسلية والمناعية. حتى أن تناول النساء الحوامل للسمك الملوث بميثيل الزئبق قد يؤدي إلى حصول تشوهات في الجنين، بسبب قدرة ميثيل الزئبق على اختراق الحاجز الدموي الدماغي والمشيمة ودخول دماغ الجنين النامي.
الأخطار البيئية
ينشأ الخطر البيئي في الزئبق من الحقيقة بمجرد تحرر الزئبق إلى البيئة ومن الممكن أن يتراكم وأن يلوث السلسلة الغذائية. تعد مرافق الرعاية الصحية مسؤولة عن جزء كبير من تلوث البيئة بالزئبق.
نظراً إلى الخطورة التي قد تنشأ من استخدام التجهيزات الطبية الحاوية على الزئبق في مراكز الرعاية الطبية، لا بد من زيادة وعي الأفراد الذين هم على احتكاك مع هذه التجهيزات، وتدريبهم على التعامل الآمن معها في أثناء الاستعمال والتخزين، وعند حصول حالات الانسكاب الزئبقي أو حالات الإتلاف الكامل للمعدات الحاوية على الزئبق.
تقصي استخدام الزئبق اليومي
هدفت هذه الدراسة إلى تقصي استخدام الزئبق في التطبيقات الحياتية اليومية بشكل عام، وفي المجالات الطبية بشكل خاص. وقياس مستوى وعي مقدمي الخدمات الصحة بمخاطر التعرض للزئبق وآلياته وطرائق الوقاية والتخلص من لتحقيق هذه الأهداف تم تصميم استبيان وزع على عينة عشوائية من مقدمي الخدمات الصحية، تضمنت أطباء بشريين وأطباء أسنان ومختصين فنيين وتمريض وقبالة. بشكل عام تبين من الدراسة أن مقدمي الخدمات الصحية بحاجة_ لكن بدرجات متفاوتة_ إلى المزيد من التدريب والتوعية عن موضوع الدراسة، وأهم المجالات التي يجب التركيز عليها هي: مخاطر شكل التعرض للزئبق وانتقاله إلى جسم الإنسان عبر الشراب والغذاء الملوث، وكذلك آليات تصريف الزئبق من جسم الإنسان. وهناك ضعف شديدٌ في مجال فحص مقدمي الخدمات الطبية لمعرفة مستوى تعرضهم للزئبق، وتبين أن الأطباء البشريين وأطباء الأسنان يحتاجون إلى توعية وتدريب أكبر من باقي فئات العينة، فيما يتعلق بالتدابير والإجراءات اللازمة لتخزين المواد والتجهيزات الحاوية على الزئبق، وكذلك التخلص منها ووجدت الدراسة ضعفاً كبيراً فيما يخص جهود التثقيف بالقضايا كلّها المتعلقة بموضوع الزئبق، وذلك على المستويين الذاتي الفردي والعام المتعلق بتوافر وسائل إرشادية وأساليب توعية بهذا الموضوع في أماكن العمل.

أهم الإجراءات للتخفيف من المخاطر
تثقيف العاملين و تدريبهم على كيفية التعامل الآمن مع الزئبق، ولاسيما الذين هم على احتكاك مع المنتجات الزئبقية.
العمل على تقليل استخدام تجهيزات الرعاية الصحية المحتوية على الزئبق قدر الإمكان.
 المراقبة الدورية لتركيز الزئبق في الهواء بواسطة القياس المباشر، والفحص الروتيني الدوري للعاملين المشتبه بتعرضهم للزئبق ومركباته.
ضرورة تدوين عمليات استخدام الزئبق في المستشفيات في سجلات خاصة تساعد على تحديد التجهيزات الواجب استبدالها فوراً والتجهيزات التي يجب استبدالها تدريجياً.
 الحد -ما أمكن- من تلوث مياه الصرف الصحي بالزئبق في المستشفيات وفي عيادات طب الأسنان وذلك بعدم تصريف الأدوية المنتهية الصلاحية بما فيها الحاوية على العناصر الثقيلة كالزئبق إلى مياه الصرف الصحي، وكذلك باستخدام جهاز لفصل حشوات الأسنان من المياه الناتجة عن تنظيف الفم قبل تصريفها إلى الشبكة العامة.
تزويد مراكز الرعاية الصحية بدليل إرشادي عن الإدارة السليمة لنفايات الرعاية الصحية المحتوية على الزئبق والتطبيق الدقيق لتعليمات هذا الدليل.
 تقديم الإرشادات اللازمة عن أضرار الزئبق لأم كل طفل وليد قبل إعطائها ميزان حرارة زئبقياً.