الكفاءة الاقتصادية لإنتاج البرتقال في سورية
قدم كل من د. وائل زكي حبيب ود. اسكندر إسماعيل ود. علي عبد العزيز بحثا في مجلة جامعة دمشق للعلوم الزراعية تناولوا فيه الكفاءة الاقتصادية لإنتاج البرتقال في سورية وذلك في العام 2009
تكاليف المواد الزراعية
بلغ متوسط قيمة المواد الزراعية المستخدمة في بستان الحمضيات قبل القطاف، نحو 9120.9 3298.6 ± .ل س / دونم وهو أدنى من متوسط الأجور. وتتكون تكاليف المواد من قيمة العبوات التي شكلت التكلفة الكبرى، في هذه الفئة بمتوسط 3308 .ل س / دونم، كما شكلت الأسمدة الكيماوية البند الثاني من حيث التكلفة، بمتوسط 1789.1 .ل س / دونم، تليها مواد المكافحة بمتوسط 1404.9 .ل س / دونم ، وقد شكلت مبيدات الأعشاب الجزء الأكبر بين مواد المكافحة، بمتوسط 477.5 ل. س / دونم، تليها مواد المكافحة الحشرية بمتوسط 415.7 ل.س / دونم، مقابل 134.5 ل. س / دونم للمبيدات الفطرية، في حين بلغ متوسط قيمة الزيوت الصيفية التي تستخدم للمكافحة الحشرية والفطرية معاً 377.2 ل. س / دونم. كما شكلت
الأسمدة العضوية جزءاً مهماً من تكاليف المواد الزراعية، بمتوسط 1309.6 .ل س / دونم. وقد احتلت تكاليف مياه الري المرتبة الأخيرة بين تكاليف مستلزمات إنتاج الحمضيات، وقد حسبت على أساس المصروفات الفعلية المدفوعة من قبل المزارع للحصول على المياه، وتوزعت قيمتها بين قيمة المحروقات -وقود، كهرباء - المخصصة للري بمتوسط 991.1 ل.س / دونم وقيمة رسوم الري المقدرة وسطياً بنحو 318.2 ل.س / دونم
التكاليف الإجمالية
قُدرت إنتاجية البرتقال في وحدة المساحة الدونم من خلال حاصل جداء متوسط إنتاجية شجرة البرتقال، في عدد أشجار الحمضيات المزروعة في الدونم، فبلغ متوسط هذه الإنتاجية 704.2 ± 2857.8 كغ / دونم. وقد حسب إيجار الأرض المزروعة بأشجار الحمضيات بخصم 15٪ من مردود وحدة المساحة، لتبلغ وسطياً 4313.3 ل. س / دونم. كما خصمت فائدة رأس المال المصروف على شراء مستلزمات الإنتاج كتكلفة للفرصة البديلة للاستثمار بمتوسط 684.1 ل. س / دونم. فضلا عن ذلك ضمن نصيب سنة الإثمار المنوالية من تكاليف ما قبل الإثمار، المقدرة وفقاً لإحصائية وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي خلال موسم 2009 بمتوسط 3275.9 ل. س / دونم
الكفاءة الاقتصادية لمزارع البرتقال
بينت نتائج تقدير الكفاءة الاقتصادية لعناصر الإنتاج المتضمنة في إنتاج البرتقال، عدم بلوغ حد الكفاءة الاقتصادية لأي من هذه العناصر، فارتفعت قيمة معامل الكفاءة الاقتصادية لكل من المساحة المزرعة والسماد العضوي ومياه الري لتبلغ 1.38 و 3.5 و 1.7 لكل منها على التوالي، مما يدلُّ على انخفاض الكفاءة باستخدامها، فحتى يتمكن المزارعون من زيادة أرباحهم، يجب عليهم زيادة المساحة إلى الحد الذي تتساوى فيه قيمة الناتج الحدي لوحدة المساحة لدونم واحد مع تكلفة الفرصة البديلة، أي مع إيجار الأرض والمقدر بنحو 4233.3 ل. س / دونم بما يعادل 15٪ من مردود وحدة المساحة. كما ينبغي عليهم أيضاً زيادة كمية السماد العضوي حتى تتساوى قيمة ناتجه الحدي مع تكلفة فرصته البديلة، أي تكلفة شراء هذا المورد. ويشير معامل الكفاءة الاقتصادية لمياه الري إلى انخفاض ملحوظ فيكمية هذا المورد مقارنة بالحدود الاقتصادية، فما زال أمام المزارعين إمكانية لزيادة الإنتاج من خلال زيادة كمية مياه الري، إلى الحد الذي تتساوى فيه قيمة الناتج الحدي لها مع تكلفة الحصول عليها، وذلك بافتراض توافر هذا المورد أمام المزارعين جميعاً. وعلى نحو مختلف انخفضت قيمة معامل الكفاءة لعنصر السماد البوتاسي لتبلغ 0.27، مما يدلُّ أيضاً على انخفاض كفاءة استخدام هذا المدخل، إذْ ارتفعت كميته المضافة عن الحدود الاقتصادية،
ومن ثم يمكن للمزارعين زيادة أرباحهم، من خلال إقلال كمية السماد البوتاسي حتى يتساوى إيراده الحدي مع تكلفة فرصته البديلة. كما نلاحظ أيضاً انخفاض كفاءة استخدام مواد المكافحة الحشرية والفطرية، وفقاً لمعامل كفاءة الاقتصادية المقدر بنحو 0.52 -، وهي قيمة سالبة، مما يدلُّ على الإسراف في استخدام هذه المواد مع تأثيره السلبي. ومن ثم حتى يتمكن المزارعون من زيادة كفاءة استخدام مواد المكافحة الحشرية والفطرية، ومن ثم زيادة الأرباح، يجب عليهم الإقلال من كمياتها المستخدمة إلى الحد الذي تتساوى فيه أيضاً قيمة ناتجها الحدي مع تكلفة فرصتها البديلة.
الاستنتاجات
استنتج البحث وجود تأثير معنوي إيجابي للسعة المزرعية في إنتاجية البرتقال، كما بينت أن مياه الري والأسمدة العضوية والبوتاسية هي من أهم مدخلات الإنتاج المتغيرة، المؤثرة معنوياً في إنتاجية البرتقال، إذْ تُستخدم ضمن المرحلة الاقتصادية «تناقص الغلة» أي أنه مازال هناك إمكانية لزيادة الإنتاج كميا حتى نحصل على كمية الإنتاج القصوى من خلال زيادة استخدام هذه المدخلات.
في حين أثرت مواد المكافحة غير العشبية سلباً في إنتاجية البرتقال، إذ تُستخدم في مرحلة الغلة السالبة المتناقصة.
وفقاً لمعيار الكفاءة الاقتصادية الذي يأخذ أسعار كل من هذه العناصر الإنتاجية ووحدة الناتج بالحسبان، فقد تبين عدم تحقيق المستوى المثالي للكفاءة الاقتصادية من استخدام هذه المدخلات، إذ يتم الإسراف في استخدام الأسمدة البوتاسية والإقلال كثيرا من الأسمدة العضوية ومياه الري مع الأثر الإيجابي للسماد البوتاسي في زيادة إنتاج البرتقال إلا أن مقدار الربح المتحقق من زيادة استخدام هذا السماد لا يغطي مقدار التكاليف المقابلة لقيمته، مما ينتج عنه خسارة صافية.
بينما يتخذ الأمر صورة أفضل بالنسبة إلى السماد العضوي ومياه الري اللذين يمكنان من الحصول على ربح صاف، كونهما يحققان زيادة في قيمة الإنتاج تفوق الزيادة في التكاليف المترتبة على استخدامهما.
وبالنظر إلى ما سبق يتبين أنه مازال هناك إمكانية لزيادة مستوى الربحية وزيادته، ولإنتاج البرتقال من خلال زيادة كفاءة استخدام الموارد الاقتصادية المتمثلة بمياه الري وعنصري السماد البوتاسي والعضوي.
وعلى نحو مهم، تبين أن الإسراف في استخدام مواد المكافحة الفطرية والحشرية، وذلك مع تأثيرها السلبي في الإنتاج. وهذا يدلُّ على الإفراط في استخدام هذه المواد كإجراء علاجي يقوم به المزارعون بغية التخلص من الإصابة مثل ذبابة الفاكهة، الحشرة القشرية، العناكب، .... الخ التي تسبب تناقص الإنتاج مما يدلُّ على غياب الكفاءة الإنتاجية لاستخدام هذه المواد. الأمر الذي انعكس أيضاً على كفاءتها الاقتصادية، حيث انخفضت قيمة الناتج الحدي للبرتقال مقارنة بقيمة مواد المكافحة الحشرية والفطرية المنفقة للحصول عليه، ومن ثم فإن استخدام هذه المواد في إنتاج البرتقال يجري خارج الحدود الفنية والاقتصادية وبشكل مبالغ به.
التوصيات
ضرورة توعية المزارعين نحو ترشيد استخدام الأسمدة الكيماوية وخاصة السماد البوتاسي، والاعتماد على تحليل التربة كأساس لإضافة هذه الأسمدة والاهتمام بإضافة كميات كافية من الأسمدة العضوية ومياه الري، التي يمكن أن تحسن الإنتاجية تحسناً كبيرا والاهتمام بالمكافحة الحيوية، وتأكيد تقنين استخدام مواد المكافحة الحشرية والفطرية ضمن الحدود الإنتاجية والاقتصادية لها.