بقايا المبيدات في محصول البندورة في درعا
في بحثهم المعنون «تقدير بقايا بعض المبيدات في ثمار البندورة المأخوذة من سوق الخضار المركزي في مدينة درعا» والمنشور في مجلة جامعة دمشق للبحوث الزراعية في العدد الثالث من العام 2014 قدم الباحثون د. بشار الهلال من البحوث الزراعية ود. هيثم كحيل ود. فوزي سمارة من جامعة دمشق نتائج هامة.
سوق درعا المركزي للخضار
جمعت 66 عينة من ثمار البندورة من سوق الخضار المركزي في مدينة درعا بين 20 تـشرين الأول 2009 و4 تشرين الأول 2010 بهدف التحري عن وجود بقايا 26 مبيداً تنتمـي لمجموعـات كيميائيـة مختلفة، وذلك باستخدام أجهزة الكروماتوغرافيا الغازية المـزودة بكواشـف (MSD ،FPD ،µECD)، استخلصت بقايا المبيدات من عينات البندورة بحسب طريقة QuEChERS وحـددت خطيـة الكواشـف وحدود الكشف لكل مبيد وقُدرت نسب الاسترجاع للمبيدات المدروسة إذْ كانـت ضـمن المجـال (90.6% للفينفاليريت وحتى 105.5% للبروبارجيت)، وقد بينت النتائج أن 54.5% من العينات المجموعة احتـوت على بقايا قابلة للكشف، وكان الكلوربيرفوس والسايبرمثرين من أكثر المبيـدات تكراريـة فـي العينـات المجموعة، في حين كانت بقايا كل من البروبارجيت والميثاميدوفوس والسايبرمثرين والكلوربيرفوس هي العليا قيمةً إذْ بلغت قيمها 0.015 ،0.15 ،0.99 و0.012 مـغ/كـغ علـى الترتيـب وتجـاوزت بقايـا الميثاميدوفوس في عينتين الحد الأقصى المسموح به بحسب دستور الغذاء في الاتحـاد الأوروبـي ولـم تتجاوز كميات بقايا أي من المبيدات الأخرى الحدود القصوى المسموح بها.
انسجام مع المعايير المقبولة عالمياً
تحتل البندورة مركزاً مميزاً بين محاصيل الخضار في سورية إذْ تـشغل الزراعة المكشوفة مساحة تزيد على 12679 هكتاراً وبإنتاج يصل إلى 622263 طناً، أمـا في الزراعة المحمية فقد بلغ عدد البيوت التي تُزرع بالبندورة 88787 بيتاً، وبلـغ إنتاجهـا نحو 532722 طنا،ً أما إنتاج محافظة درعا فقد بلغ 53.06% من إجمالي إنتـاج البنـدورة المكشوفة في القطر في عام 2011 (المجموعة الإحصائية، 2011).
سُمية كبيرة واستهلاك عالي
يتعـرض محـصول البندورة خلال مدة نموه للإصابة بالعديد من الآفات، مما يقتضي استخدام طرائـق الوقايـة والمكافحة المختلفة ومن بينها الرش بالمبيدات الكيماوية. وفي ضوء سمية المبيدات وقدرتها على الثبات والاستمرارية، نجد حاجة ملحـة لتحديـدها ومراقبتهـا، يضاف إلى ذلك نتيجة كميات الاستهلاك الكبيرة من الخضار يصبح مـن الـضروري تحليل هذه الأنواع من المواد الغذائية للتأكد من انسجام مستويات الملوثات الموجودة فيها مع المعايير المقبولة عالمياً.
آثار سلبية على الصحة
وبتعبير آخر فـإن الهـدف مـن عمليات المراقبة لبقايا المبيدات هو التأكد من أن استهلاك بقايا المبيدات مع الغـذاء ينـدرج تحت مستويات مقبولة دون أية آثار سلبية في الصحة، ويعتمد الخطر الـذي يتعـرض لـه الإنسان من خلال تناوله لبقايا المبيدات الموجودة في الغذاء على مستوى هذه البقايـا فـي النظام الغذائي وعلى مدة التعرض. وقد أصبح تحديد بقايا المبيدات في الأغذية والأوساط البيئية الأخرى مثل التربة، المياه، الفاكهـة والخـضار وفي النظام الغذائي كاملاً أمراً ضرورياً وأساسياً للمستهلكين وللمنتجين ولأصحاب القـرار؛ وذلك من أجل ضمان جودة الأغذية وسلامتها.
مراقبة المبيدات الفطرية ضرورة هامة
يوصي البحث بتقدير بقايا أكبر عدد ممكن من المبيدات، ولاسيما المبيدات الفطرية، في ثمار البندورة وفي أسواق محافظات أخرى في السورية، وضرورة إجراء دراسات مراقبة دورية لبقايا المبيدات في منتجات الخضار والفواكه المختلفة في الأسـواق المحليـة لمـا لهـذه الدراسات من أهمية في معرفة مستويات بقايا المبيدات ومدى تأثير هذه المـستويات فـي الصحة العامة.