وجدتها : حول تفوق البحوث التطبيقية
في نظرة أعمق يتبين أن غالبية هذه البحوث ونتائجها «الهامة للسوق والإنتاج» لا تذهب نهائياً إلى التطبيق، لأسباب عديدة منها عدم تلبية هذه الأبحاث لمتطلبات الواقع الحقيقية، ومنها قصور هذه الأبحاث بمعنى استنادها إلى قاعدة معلومات بحثية متينة، وسنتوقف عند هذه النقطة تحديداً فبحجة عدم أهمية البحوث الأساسية، من جهة عدم إمكانية التطبيق المباشر لنتائجها يجري إهمالها والتقليل من أهميتها ، بل وحتى اضطهادها، رغم أنها الركيزة الأهم والقاعدة التي يمكن عليها بناء الأبحاث التطبيقية، فكيف يمكن مثلاً أن أعرف أن النبات الفلاني، هو الأكثر اقتصادية في إنتاج مادة كيميائية مستخلصة منه إن لم أدرس وجود نباتات أخرى وإمكانياتها، وبالتالي تصبح المقارنة ممكنة وحقيقية.
قامت العديد من الشعوب ببناء علمها طابقاً طابقاً، ونحن استفدنا من طوابقها هذه بالتاكيد لكنَّ بحوثاً محلية تستطيع أن تبني طوابق علمنا بمعطياتنا السورية هو ضرورة حتمية، لبناء بحث علمي متين قادر على الاستفادة من معطيات الواقع السوري، حتى يتمكن لاحقاً من تمكين البحوث التطبيقية القائمة على الأبحاث الأساسية، من أن تصبح ذات فائدة حقيقية على أرض الواقع السوري.