سنديانتنا أولى بالتشجير

صدور المرسوم رقم 18 تاريخ 4/2/1953 والقاضي بتحديد آخر يوم خميس من كل عام عيداً للشجرة، وصدور قانون الحراج وقانون الضابطة الحراجية عام 1953 الذي يدل على الاهتمام بالثروة الحراجية، وإحداث اللجنة العليا للتشجير بالقرار رقم 108 عام 1977، بحيث يتم زراعة 12000 هكتار بـ 25 مليون غرسة في السنة في كل أنحاء سورية، ثم رفعت هذه المساحة في عام 1988 إلى 24000 هكتار بـ 30 مليون غرسة.

كمية ونوعية غير ملائمة

لكن هذه المساحات الواجب تحريجها والغراس الواجب إنتاجها في المشاتل كانت تفوق بكثير قدرة مديرية الحراج (من حيث إنتاج الغراس الملائمة لكل منطقة بيئية في القطر المناخية والأرضية وبنوعية جيدة والقيام بشكل مناسب والاهتمام بالغراس بعد عمليات الغرس) مما أدى إلى انخفاض في نسبة النجاح في العديد من المواقع المحرجة. بالإضافة إلى أن الأنواع المستخدمة في التشجير كانت محدودة جداً في البداية كالصنوبر الحلبي والبروتي والسرو دائم الاخضرار إضافة لأنها كانت تزرع في أماكن لا تناسبها بيئياً وبالتالي انخفاض نسب النجاح وخاصة في المواقع الجافة وشبه الجافة.

تداركت مديرية الحراج موضوع عدد الأنواع المنتجة في المشاتل وتم زيادة الأنواع المستخدمة وبالتالي تم إدراج الأنواع المحلية بشكل خجول نسبياً كالخرنوب والبطم الأطلسي، الأرز، الشوح، السنديان، السماق، وغيرها.

بلغت المساحات المشجرة اصطناعياً منذ عام 1953 ولغاية 2007 حوالي 268753 هكتار أي ما نسبته 1،45% من مساحة القطر.

أنواعنا المحلية

لم يكن للأنواع المحلية دور كبير في عمليات التحريج الاصطناعي، ماعدا الصنوبر البروتي والسرو دائم الاخضرار، وكانت تتم زراعتهما غالب الأحيان في الأماكن غير المناسبة بيئياً.

والحراج ثروة وطنية هامة بما تحويه من الأنواع الهامة النادرة والمهددة والمستوطنة التي تعيش فيها، وبغية الوصول إلى مستوى متقدم من الحفاظ عليها يتماشى والمستوى العالمي المطلوب وليكون حجر الأساس في بناء السياج الحامي للتنوع الحيوي في سورية ..  فلا بد من حماية المتبقي كضرورة حتمية، والتوسع في المناطق الهامشية وإعادة تأهيل المواقع المتدهورة كهدف استراتيجي لتطوير هذه الثروة الطبيعية، لذلك لا بد من الاعتماد على الأنواع المحلية التي تمثل الإرث الطبيعي لبلادنا والتي كانت تنتشر في المواقع المستهدفة بشكل طبيعي لما لها من قدرة على الاستمرار والنجاح في ظروفها الطبيعية التي تؤمن لها متطلباتها البيئية لتطورها، ومن أهم هذه الأنواع وأكثرها ارتباطاً مع الإنسان وتاريخه واحتياجاته السنديان العادي، البطم ، الأجاص البريw، اللوز البري وأنواع أخرى متحملة للظروف البيئية الصعبة.

السنديان العادي Quercus call iprinus Webb

الاسم العلمي: السنديان الجميل

الاسم العلمي المتداول: السنديان العادي

الاسم المحلي الدارج: السنديان في لبنان وسورية

الاسم الإنكليزي: Kermes Oak

الاسم الفرنسي: Chene Kermes

الصفات النباتية

شجرة تصل لإرتفاع أكثر من 15 متراً، وهي شجرة معمرة يمكن أن يصل عمرها إلى مئات السنين، كثيرة التفرع وتخلف بعد القطع، الأوراق دائمة (تدوم عدة سنوات)، ذات عنق قصير، قاسية، صغيرة (1- 3)سم، مسطحة أو مجعدة، ذات حرف مسنن حاد وشوكي،لماعة على الوجهين وخالية من الأوبار، الأزهار المذكرة بشكل نورات متهدلة، الأزهار المؤنثة صغير جداً دون عنق تقريباً وتوجد على أغصان السنة الفائتة، الثمار بلوطة. وللسنديان العادي عدة ضروب تختلف بشكل الثمار والأوراق

الموطن الأصلي

يعيش بصورة طبيعية في القسم الشرقي من منطقة البحر الأبيض المتوسط من يوغسلافيا واليونان إلى ليبيا ما عدا مصر. ينتشر في لبنان وسورية والأردن وفلسطين مشكلاً غابات معظمها متدهور.

المتطلبات البيئية:

يعيش السنديان العادي في الأراضي الفقيرة والصخرية، وهو لايبالي بالتركيب الكيميائي والفيزيائي للتربة يقاوم البرد ويعيش في المناطق شبه الجافة وشبه الرطبة والرطبة، وهو من الأنواع أليفة النور وبطيئة النمو جداً.

الخشب:

قاس جداً ومتين وثقيل جداً، ويعتبر الفحم الناتج من أفضل أنواع الفحم، وتحتوي قشرته على مادة عفصية تستعمل للصباغة.

م. فادي المحمود : ماجستير في الغابات والحراج
المرجع : موسوعة الثروة الحراجية في سورية -  د. ابراهيم نحال