وجدتها : البيانات والبحث العلمي

وجدتها : البيانات والبحث العلمي

في البحوث العلمية ذات الطابع التجريبي والتطبيقي، يتم استقاء البيانات من التجربة ذاتها التي تم تخطيطها وترتيبها للتتناسب وعملية جمع النتائج أساساً

فالباحث في مجال الزراعة مثلاً يرتب أصصه، ويزرع النباتات التي يرغبها، ويعرضها للعوامل التي يريد مراقبتها من خلالها فهو قادر على التحكم بأغلب عوامل التجربة، أما في البحوث ذات الطابع الاستقرائي أي تلك التي تبنى على معلومات موجودة سلفاً في أرض الواقع، ولا يمكن قراءتها أثناء التجربة، وهي بحاجة إلى هياكل مؤسساتية متخصصة بقراءة هذه البيانات فالأمر مختلف كلياً. فالباحث في مجال الطقس مثلاً لا بد له من مؤسسة يستقي منها بياناته ليعمل على تحليلها بعد ذلك وكذلك الباحث الاقتصادي، وهذه المؤسسات المتخصصة لا توجد لا من باب الترف العلمي ولا من باب «التخطيط» فقط، فهي ضرورية لأية دراسة حقيقية خارج أبواب المخابر، ويتمثل هذا بشكل واضح في المؤسسات الإحصائية، وتكون هذه المعلومات عادة متاحة لأي باحث موجود في المؤسسات العلمية أو خارجها، لأن الاطلاع على البيانات حق من حقوق الباحثين، وخاصة أنها لا تقع في باب البيانات السرية ههنا، إن التعامل مع كل البيانات على أنها سرية يعود منبعه الأساسي إلى عدم الرغبة في دفع البحث العلمي من جهة وعدم ثقة  مقدمي البيانات في دقة معلوماتهم من جهة أخرى، مما يولد لدى الباحثين من الجهة المقابلة ضعفاً في الثقة بهذه البيانات والمعلومات كذلك.

إن دفع المؤسسات الإحصائية إلى الأمام ودفعها إلى فتح قواعد بياناتها أمام الباحثين يدل على رغبة في فتح آفاق جديدة أمام العلم تساعد على دفع البلاد باتجاه مستقبل أكثر علماً وتخطيطاً وبالتالي أكثر عقلانية.