رعب إنفلونزا الخنازير
ذكرت مصادر طبية ، أنه تم تسجيل عدد من الوفيات بعد إصابتها بفيروس «إنفلونزا الخنازير»، مشيرة إلى أن الفيروس عاد للظهور في سورية بعد غياب خمس سنوات
حيث أعلن وزير الصحة أن عدد وفيات فيروس H1N1، المعروف إعلاميا بإنفلونزا الخنازير في سورية وصل إلى 19 وفاة من أصل 59 حالة مشتبهة وأن العدد الأكبر للوفيات والحالات سجل في محافظة حماة ومعظم الوفيات من ذوي الأمراض المزمنة.
وأشار الوزير خلال حلقة وطنية حول الإجراءات المتخذة للتصدي لمرض إنفلونزا الخنازير إلى أنه تم تأمين الدواء الخاص بمعالجة إنفلونزا الخنازير بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وتوزيعه على جميع المحافظات.
أصحاب الأمراض المزمنة
وبين أن الوزارة منذ الإعلان عن ظهور المرض في بعض دول الاقليم ودول جوار سورية بدأت باتخاذ إجراءات صارمة تتمثل بتوجيه المراكز الصحية لإعطاء اللقاح الخاص بالإنفلونزا لجميع العاملين الصحيين في أقسام العناية المشددة وللفئات عالية الخطورة ولاسيما المصابين بأمراض مزمنة كما تم تعزيز برامج الترصد والكشف والتواصل مع النقابات الطبية للإطلاع على مستجدات انتشار المرض.
وأضاف الوزير النايف أن الوزارة وفرت أيضاً مستلزمات الوقاية للعاملين الذين يتعاملون مع مرضى الإنفلونزا بشكل مباشر مشيراً إلى أن العينات التي تأخذ من المرضى يتم تحويلها إلى مخبر مرجعي نوعي تابع للوزارة لإثبات الإصابة أو نفيها.
ودعا الوزير مديريات الصحة للإبلاغ عن الحالات المشتبهة يومياً والبدء بعلاج المريض المشتبه دون انتظار نتائج التحليل المخبري وتفعيل عمل برنامج التقصي الوبائي ولاسيما في أماكن التجمعات مثل المدارس ومراكز الإقامة المؤقتة.
بدورها ذكرت الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في دمشق اليزابيت هوف أن عدة دول سجلت ازدياداً في حالات الاصابة بالإنفلونزا ولاسيما إنفلونزا الخنازير لكن «ما يقلق في سورية هي الظروف الصعبة التي تواجهها واضطرار العديد من الأسر لترك منازلها والإقامة في أماكن قد لا تحقق الشروط الصحية».
إجراءات الوقاية البسيطة
ورأت هوف أن الوقاية أفضل من العلاج لجميع الأمراض ولاسيما الإنفلونزا فإجراءات بسيطة مثل غسل الأيدي ووضع اليد على الأنف والفم عند العطاس وترك مسافة متر واحد بين الشخص السليم والمصاب تساعد على حماية الأشخاص من المرض وخفض انتشاره.
وبينت هوف أن المنظمة تعمل على دعم القطاع الصحي للتأكد من اتخاذ الإجراءات المناسبة للتصدي للمرض من خلال توفير اللقاحات وتوزيعها على المحافظات.
واعتبر الدكتور عامر سلطان مدير صحة حماة ان وجود أكبر عدد حالات إصابات ووفيات في حماة قد يعود إلى وجود نظام ترصد قوي فيها يشمل كل المشافي العامة والمراكز الصحية الذي ساعد على ملاحظة ارتفاع عدد حالات الإنفلونزا الآتية من عدة مناطق ومتابعتها من فريق متخصص وإرسال عينات منها لوزارة الصحة واتخاذ كل التدابير الوقائية والعلاجية اللازمة.
وذكر الدكتور سلطان أنه تم تسجيل 24 حالة مشتبهة بحماة و11حالة وفاة ومعظم حالات الوفاة كانت مترافقة مع أمراض مزمنة ولم تسجل أي حالة ضمن مراكز الإقامة المؤقتة بل حالات راجعت المشافي العامة والخاصة.
من جانبها بينت الدكتورة كناز شيخ مديرة الأمراض السارية والمزمنة أن 80 بالمئة من الحالات المشتبهة في سورية سجلت بين الفئة العمرية من 15 إلى 50 سنة و60 بالمئة منها بين النساء مشيرة إلى أن السبب قد يعود إلى أن تلك الفئة العمرية أكثر نشاطاً وتنقلاً والبنية الجسمية للنساء أضعف من الرجال.
وكشفت عن أن الوزارة ستستلم 100 ألف جرعة لقاح من روسيا بعد استكمال إجراءات التسجيل وسيتم توزيعها على جميع المحافظات.
وظهرت إنفلونزا الخنازير للمرة الأولى كفيروس جديد تسبب بوباء الإنفلونزا عام 2009 وأعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء الوباء في آب 2010 ومنذ ذلك الحين ينتقل الفيروس بين البشر ككل فيروسات الإنفلونزا الموسمية والتي تتسبب بدرجات مرض تتراوح بين المتوسطة والشديدة.
مرض إعلامي
وقد صرحت الدكتورة هلا المصري لقاسيون أن فيروس إنفلونزا الخنازير يسبب خطر للأشخاص الكبار بالسن أو المصابين بأمراض أخرى تضعف مناعتهم، أي تقريباً بمفعول مماثل للإنفلونزا العادية. الخطر في سورية هو أنه يوجد الكثير من أصحاب الأوضاع غير المستقرة بسبب الوضع الأمني الصعب وبالتالي هناك مشكلة في الاكتظاظ وخاصة في أماكن اللجوء حيث الأوضاع الصحية صعبة الضبط، لذلك يرتفع الخطر.
وتقول: أنا لست ضد اللقاح بشكل قطعي، لكن أعتقد أن الجزء الأهم في الموضوع هو تسويق اللقاح. ونجد انعكاسات ذلك بالمعنى الإعلامي ففي العديد من دول العالم الآن أصبحت أخبار سورية هامشية، لكن خبر لقاح شلل الأطفال مر على كل القنوات ومواقع الأخبار، مما يدل على أهميته بالنسبة لهم من ناحية تسويقية.
ونعتقد أن التهويل لمثل هذه الإنفلونزا مبالغ فيه حيث أن نسب الوفيات فيه لا تزيد عن نسب الوفيات في الإنفلونزا العادية وأعراضه مشابهة وطرق علاجه مشابهة، واللقاحات ليست مثبتة الفعالية فيه، وبالتالي لا يعدو الأمر تهويلاً إعلامياً لأهداف تسويقية وقد تكون سياسية.