«المسارح في سورية»
في كتابه المعنون «المسارح في سورية» عن مركز الباسل للبحث والتدريب الأثري يتحدث الكاتب الدكتور بسام جاموس عن تاريخ المسارح الأثرية في سورية فيقول:
اشتهرت سورية بفن بناء المسارح في الفترة الرومانية، وكانت تبنى عادة على الهضاب الصخرية المرتفعة، وتعتبر مسارحنا أنموذجاً فريدا
للعمارة المتميزة، كونها كانت ومازالت محافظة على حالها بسبب قوة تصاميم هندستها وإنشائها، ومن أشهر هذه المسارح مسرح تدمر وآفاميا وشهبا وبصرى وجبلة، ولم يكتف الفنان السوري بذلك بل ظهرت له خصائص منها فن النحت والزخرفة إلى جانب العمارة في تزيين المدن والمسارح، وإعطائها صفة جمالية متنوعة ومتداخلة، جعلت من هذه المسارح لوحة أخاذة أمام الاختصاصيين والباحثين والهواة، ومظهرا من مظاهر التطور الثقافي والسياحي.
في القرن التاسع عشر أتى بعض الرحالة على وصف مسارح سورية بدرجات متفاوتة الدقة والصحة، ومن هؤلاء Seetzen و Vogue وبركهارت و Rey، ثم قام Butler وبعثة جامعة برنسنت في عام 1904 ـ 1909 ، 1905، بجمع معلومات عن هذه الأماكن، إضافة إلى بعثته في مسرح تدمر، وبدأت هذه المسارح تظهر للعيان ومنها مسرح شهبا، كذلك تم كشف مسرح آفاميا عام 1938، ثم شرعت مديرية الآثار منذ عام 1946، بكشف مسارح بصرى وجبلة وتدمر. إن هذه المسارح تحتاج كغيرها من المواقع والأوابد إلى توظيف وتأهيل وفق استراتيجية واضحة مازلنا نفتقر إليها، فهناك البتراء في الأردن وقرطاج في تونس، ذوات الشهرة الكبيرة، وفي سورية هناك تدمر، آفاميا، بصرى، جبلة، صالحية الفرات، هرقلة، معلولا، وغيرها.