عندما كانت بغداد مركز العالم علمياً
كان العلم الإسلامي في القرن التاسع في أوجه، بفضل بيت الحكمة الذي بناه أبو جعفر المأمون.
لم يكن الخليفة المأمون داعماً للمنح الدراسية و العلم فحسب، بل كان بالتأكيد أكثر من مثقف عاطفي وحماسي.
وعندما كان شابا ، حفظ القرآن، ودرس تاريخ الإسلام المبكر والشعر وقواعد اللغة العربية. ودرس كذلك الحساب و تطبيقاته في حساب الضرائب. والأهم من ذلك كأنه، طالباً رائعاً في الفلسفة واللاهوت، واللغة العربية وعلم الكلام ، الذي هو شكل من أشكال النقاش الجدلي وحججة.
وجد علماء الدين الإسلامي في وقت مبكر أن التقنيات الكلامية مكنتهم من الصمود في مناقشات لاهوتية مع العلماء المسيحيين واليهود الذين عاشوا معهم، و مما كان له الفضل في صقل مهاراتهم في النقاش من خلال دراسة كتابات الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو– وهي الشخصيات التاريخية من اليونان القديمة التي بالتأكيد كانت معروفة بالنسبة إلى المأمون-.
ولعله من المحتمل جدا أنه بحلول القرن التاسع وفي وقت مبكر منه، ترجمت بعض من أعمالهم بالفعل إلى اللغة العربية .
تحت رعاية المأمون، وفي ظل روح الانفتاح تجاه الأديان والثقافات الأخرى، انجذب كثير من العلماء من جميع أنحاء الإمبراطورية نحو بغداد، التي جللها إحساس نابض بالحياة نابع من التفاؤل وحرية التعبير. وفي كل أسبوع ، كان الضيوف يدعون إلى القصر ، لاحتساء الشراب وتناول الطعام، ثم تبدأ النقاشات مع الخليفة في المواضيع العلمية من كل لون، من اللاهوت إلى الرياضيات. وقيل إنه كان يرسل مبعوثين لمسافات كبيرة للحصول على عدد من النصوص العلمية القديمة ومنهم سلمان الذي زار القسطنطينية للحصول على النصوص اليونانية من الإمبراطور ليو الخامس (ليو الأرمني). وفي كثير من الأحيان ، عندما كان يهزم أحدهم كان يشترط للتسوية تسليم كتب من المكتبات الخاصة بهم بدلا من الذهب .
عن موقع غلوبال ريسيرش
