المبعوث الأمريكي لا يمانع الاعتداءات «الإسرائيلية» على سوريا عندما تُنَفَّذ بتوقيت «جيِّد»

المبعوث الأمريكي لا يمانع الاعتداءات «الإسرائيلية» على سوريا عندما تُنَفَّذ بتوقيت «جيِّد»

أجرت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية مقابلة مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم برّاك، والموجود حالياً في بيروت، اليوم الإثنين 21 تموز 2025، تطرّق خلالها إلى قضايا تتعلّق بسوريّا وما يجري فيها من أحداث.

وكان لافتاً في تصريحات برّاك لأسوشييتد برس بأنّه لم يعترض أو ينتقد الاعتداءات «الإسرائيلية» من حيث المبدأ، بل كلّ ما هنالك أنّ المأخذ الأمريكي المزعوم على هذه الاعتداءات هو «توقيتها» فقط الذي اعتبره برّاك «سيّئاً» وأنه يخلق «الإرباك» حيث قال: «التدخل (الإسرائيلي) يخلق فصلًا آخر مربكًا للغاية وجاء في توقيت سيِّئ للغاية».

وبخصوص الاعتداءات «الإسرائيلية» الأخيرة على سوريا، قال باراك لوكالة أسوشييتد برس اليوم: «لم تتم استشارة الولايات المتحدة، ولم تشارك في اتخاذ ذلك القرار، كما أنها ليست مسؤولة عن الأمور التي تراها (إسرائيل) ضرورية لدفاعها عن نفسها» بحسب تعبير برّاك، مما يفهَم كضوء أخضر أمريكي (لإسرائيل) للاستمرار باعتداءاتها على سوريا بأيّ وقت يعتبر «غير سيّئ» أمريكياً أو «إسرائيلياً»، وطالما يزعمان أنّ هذه الاعتداءات «دفاع عن النفس». بينما وصفت وكالة أسوشييتد برس تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا بأنّه «موقف نقدي» من التدخل «الإسرائيلي» الأخير في سوريا - بحسب تعبيرها.

وبحسب الوكالة أكد برّاك «دعم واشنطن» للحكومة الجديدة في سوريا، قائلاً إنه «لا يوجد خطة بديلة» للعمل مع السلطات الحالية لتوحيد البلاد التي لا تزال تعاني من آثار حرب أهلية استمرت قرابة 14 عامًا وتواجه الآن موجة جديدة من العنف الطائفي. 

وأوضح برّاك أن ما أسماه «وقف إطلاق النار» الذي أُعلن يوم السبت بين سوريا و«إسرائيل» هو اتفاق محدود يتناول فقط الصراع في السويداء، ولا يتناول القضايا الأوسع بين الجانبين، بما في ذلك ادعاء «إسرائيل» أن المنطقة جنوب دمشق يجب أن تكون منزوعة السلاح، بحسب ما نقلت عنه أسوشييتد برس.

هذا وكان برّاك أعلن خلال عطلة نهاية الأسبوع عن وقف إطلاق نار بين سوريا و«إسرائيل»، دون تقديم تفاصيل، قبل أن يعلن اليوم أنه يقتصر على السويداء، مما يشير ضمناً إلى أنّ الاعتداءات «الإسرائيلية» على بقية الأراضي السورية خارج الاتفاق الذي يتحدث عنه برّاك.

وبحسب الوكالة، فإنه في المناقشات التي سبقت وقف إطلاق النار، قال برّاك إنّ «كلا الجانبين بذل أقصى جهده» للتوصل إلى اتفاق بشأن أسئلة محددة تتعلق بتحركات القوات والمعدات السورية من دمشق إلى السويداء. وأضاف: «ما إذا كنت تقبل أن تتدخل (إسرائيل) في دولة ذات سيادة هو سؤال مختلف»، لكن برّاك اكتفى بهذا التعبير عن المسألة ولم يقل إنّ الموقف الأمريكي يمانع تدخّل «إسرائيل» واعتداءاتها.

وأشار المبعوث الأمريكي إلى سوريا إلى أن «إسرائيل» تفضل أن ترى سوريا «مجزأة ومنقسمة بدلاً من أن تكون دولة مركزية قوية تتحكم في البلاد». 

وقال: «الدول القوية تشكل تهديدًا - خاصة الدول العربية التي تُعتبر تهديدًا (لإسرائيل)»، لكنه أضاف أنه في سوريا يَعتقد «أن جميع المجتمعات الأقلية ذكيّة بما يكفي لقول: نحن أفضل حالًا معًا، في دولة مركزية».

ونقلت أسوشييتد برس عن باراك قوله إنه عندما اندلعت الاشتباكات الأخيرة، كانت «رؤية (إسرائيل) أن المنطقة جنوب دمشق هي منطقة مشكوك فيها، وبالتالي فإن أي تحركات عسكرية في تلك المنطقة يجب أن يتم الاتفاق عليها ومناقشتها معهم»، كما قال باراك. «لكن الحكومة الجديدة (في سوريا) لم تكن تشارك هذا الاعتقاد بالضبط».

وفيما يتعلق بشمال شرقي سوريا، كان برّاك تحدث إلى زعيم قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال باراك، في المقابلة نفسها مع أسوشييتد برس اليوم الإثنين، إنه لا يعتقد أن العنف في السويداء سيعيق هذه المحادثات، وقد يكون هناك اختراق «في الأسابيع المقبلة». 

أما تركيا، التي تسعى للحد من نفوذ الجماعات الكردية على حدودها ولديها علاقات متوترة مع «إسرائيل»، فقد عرضت تقديم مساعدات دفاعية لسوريا. وقال باراك إن الولايات المتحدة ليس لديها «موقف» من احتمال توقيع اتفاق دفاعي بين سوريا وتركيا. 

وأضاف: «ليس من شأن الولايات المتحدة أو مصلحتها أن تملي على أي من الدول المحيطة ما يجب فعله» على حدّ زعمه.

معلومات إضافية

المصدر:
أسوشييتد برس