تركيا تبدأ بصناعة رقائق أشباه الموصلات
قالت جامعة نجم الدين أربكان بولاية قونية، وسط تركيا، إنها تمكنت من تصدير رقائق إلكترونية دقيقة إلى وادي السيلكون الأمريكي.
واستطاعت الجامعة التركية وبالتعاون مع مركز "بيتام" للأبحاث وتطبيقات العلوم والتكنولوجيا، من إطلاق مشروع إنتاج الرقائق المستخدمة في معايرة وقياس الأجهزة الإلكترونية والضوئية والكهروضوئية.
وتأتي أهمية هذا النوع من الرقائق في أنها تضمن قيام أجهزة القياس المستخدمة في المختبرات، بقياسات دقيقة وموثوقة.
وفي حديثه للأناضول، قال الأستاذ المساعد ياسين رمضان أكر، نائب مدير مركز "بيتام" التركي، إنهم يعتمدون على مستلزمات دقيقة للغاية خلال أعمال البحث والتطوير والإنتاج الخاصة بإنتاج هذا النوع من الرقائق.
وأضاف "أكر"، الذي هو أيضاً منسّق المشروع المذكور، أن صناعة هذه الرقائق تتطلب أدوات قياس عالية التقنية للتحكم في عمليات الإنتاج الدقيقة، مؤكداً أنهم يستعينون بمؤسسات "مستقلة" في الخارج للتأكد من صحة معايرة أجهزة التحليل الخاصة بها.
وحول بدايات فكرة تصنيع هذا النوع من الرقائق، قال الأكاديمي التركي إنهم تساءلوا عن سبب عدم تصنيعهم شرائح ورقائق خاصة بأجهزة التحليل والاختبار، ما دفعهم للتعاون بداية الأمر مع شركة دولية.
وبدأ المشروع بتصميم النماذج الأولية للرقائق، ومن ثم رسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة بالاستعانة بمهندسين متخصصين في مجال الفيزياء، والكيمياء والكهرباء.
أما عن تفاصيل حجم الرقيقة الواحدة، قال "أكر" إن حجم منتجهم هذا يبلغ 5 ملم طولاً وبالحجم نفسه عرضاً، فيما يزن 0.25 غرام.
ويبيع القائمون على المشروع منتجهم من الرقيقة الواحدة بـ 100 دولار أمريكي، فيما يستهدفون رفع هذه القيمة إلى مستويات أعلى عند نيل براءة اختراعها وتسجيل العلامة التجارية الخاصة بهم بعد أن يشاركوا في تصنيعها الآن مع شركة خاصة.
وأكد "أكر" على أن المنتج يدرّ دخلاً كبيراً حتى في الوقت الحالي، ويعد منتجاً ذ ا قيمة مضافة بامتياز.
وبعد فترة قصيرة من بدء تصنيعها، تقدّمت شركة في وادي السيلكون بالولايات المتحدة، بطلب لاستيرادها، إلى جانب إبداء شركة هولندية أخرى رغبتها في شراء المنتج الذي أرسل مصنّعوه في قونية عينات منها للتجربة.
وبحسب "أكر"، فإنهم تلقوا مؤخراً طلبات شراء كبيرة من الخارج، مبيناً أن الإقبال على هذه الرقائق في ازدياد متواصل بالسوق الدولية.
من جانبه، قال البروفيسور أوغوز دوغان، أحد الباحثين في إطار مشروع تصنيع الرقائق متناهية الصغر في قونية، إن هذه الخطوة تساهم بقيمة مضافة كبيرة للاقتصاد.
وأضاف أن المشروع نتاج تعاون بين القطاع الصناعي وجامعة نجم الدين أربكان، مؤكداً على أنها نموذج جيد للتعاون بين قطاع الصناعة والتعليم العالي.
وأشار إلى أن مشروعهم يشكل سابقة في تركيا التي لم تكن تشهد من قبل صناعة هكذا رقائق متناهية الصغر.
أما أردا مونغان، أحد مسؤولي الشركة المتعاونة مع الجامعة في المشروع، فقد وصف هذه الرقائق بأنها "أغلى وأثمن من الذهب".
وأوضح أنه منتجهم يحظى بإقبال واهتمام النشطين في هذا القطاع لدى كل من الولايات المتحدة، وألمانيا واليابان.
وتدخل الرقائق في الصناعات المختلفة، ابتداء من الهواتف الذكية وأفران المايكرويف إلى السيارات والصواريخ والطائرات.
معلومات إضافية
- المصدر:
- الأناضول