دراسة نيزك ترجّح احتمال حياة على «الكوكب الأحمر»

دراسة نيزك ترجّح احتمال حياة على «الكوكب الأحمر»

يرجح العلماء الذين يبحثون عن كائنات فضائية على كوكب المرّيخ أن يجدوها مختبئة داخل «جيوب» وقع اكتشافها حديثاً في تربة المريخ.

ووفقاً للبحث، يمكن أن تعمل تجاويف الهواء كـ«مفاعلات» صغيرة تعزز ظهور الحياة المجهرية.

واكتشف الخبراء هذه التجاويف أثناء فحص قطع نيزك من المريخ عمرها مليار عام مخزنة في متحف فرنسي.

ويقولون إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الحياة ربما كانت موجودة على المريخ في وقت متأخر جداً عن التقديرات السابقة، ومن المحتمل أن الميكروبات ما تزال تعيش هناك حتى اليوم.

وكتب الخبراء في مجلة Astrobiology: «ربما تكون مثل هذه المنافذ للحياة الناشئة قد نشأت على المريخ في فترات عديدة عبر تاريخه».

وقام الفريق، من مجموعة من مختبرات الأبحاث الفرنسية، بالتحقيق في تكوين نيزك المريخ المعروف باسم NWA 5790.

ووقع اكتشاف النيزك في صحراء شمال إفريقيا في عام 2009 ويعتقد أنه وقع إطلاقه باتجاه الأرض بعد اصطدامه بالمريخ قبل 1.3 مليار سنة.

وفي تلك المرحلة، يُعتقد أن كوكب المريخ كان يتمتع بمناظر طبيعية جافة وقاحلة إلى حد كبير، مثلما هو الحال اليوم.

وكان الكوكب مغطى بالبحيرات والأنهار حتى نحو 3.7 مليار سنة مضت، وفي ذلك الوقت جفّت بسبب التغير المناخي السريع.

ونظراً لأن الماء عنصر أساسي للحياة، فقد اعتقد العلماء منذ فترة طويلة أنه إذا عاش أي شيء على كوكب المريخ، فمن المحتمل أن يكون قد حدث ذلك قبل هذا التغيير الدراماتيكي.

ولكن قد لا يكون هذا هو الحال، كما كتب الباحثون في الدراسة الجديدة.

وقاموا بتدريب مجاهر قوية على عينات من النيزك NWA 5790، التي يعتقد أنها قطعة من قشرة المريخ، واكتشفوا الطين.

وفي السابق، كان يُعتقد أن الطين لا يمكن أن يتشكل من دون وجود الماء على سطح الكوكب.

ويقترح الباحث الرئيسي جان كريستوف فيينيه وزملاؤه أن الطين تشكل نتيجة النشاط البركاني على سطح المريخ منذ أكثر من مليار سنة.

وأوضح فيينيه: «هذه نظرية طرحها العلماء من قبل، ومع وجود أدلة قوية وراءها قد تتحدى الآن فكرتنا حول ما يجعل الكوكب صالحاً للسكن. وذلك لأن الطين يمكن أن يكون بمثابة بوتقة تنصهر فيها الحياة دون الحاجة إلى وفرة من المياه على سطح الكوكب».

وأثناء إنشائه، يشكل الطين شبكة من الجيوب الداخلية التي «يمكن أن تكون بمثابة مفاعلات دقيقة» مدى الحياة، كما كتب الباحثون في ورقتهم.

وكل ما تحتاجه هو القليل من مكونات الحياة، مثل الجزيئات العضوية، مثل الكربون، والنيتروجين ورذاذ الماء.

وقال الدكتور فيينيه إن الجيوب الطينية لها «خصائص رائعة حقًا للتفاعلات العضوية التي ستؤدي في النهاية إلى الحياة».

وهذا يعني، على عكس النظريات الشائعة، أن الحياة ربما لم تكن بحاجة إلى البحيرات أو الأنهار لتنمو على سطح المريخ.

وبدلاً من ذلك، يمكن أن تكون تشكلت في الطين بعد أن تقذف من البراكين العديدة على الكوكب. ما يعني أن الميكروبات ربما تكون موجودة هناك بعد فترة طويلة من التوقف الذي حدده العديد من العلماء قبل 3.7 مليار سنة من أجل نهاية حياة المريخ.

وأشار الدكتور فيينيه: «هل هذا يعني أن كائنات المريخ المجهرية لا تزال قادرة على العيش على هذا الكوكب اليوم؟ لا نعرف حتى الآن، ولكن كل شيء محتمل...».

ويقر الباحثون بأنّ وجود الطين لا يضمن بالضرورة نمو الميكروبات.

معلومات إضافية

المصدر:
ذي صن