مطالبات بمحاكمة رامسفيلد لسماحه بالتعذيب في غوانتانامو
دعت محامية السجين الموريتاني في غوانتانامو محمد ولد صلاحي إلى محاكمة وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد لتورطه في أعمال تعذيب وعنف جنسي تعرض لها موكلها طيلة 12 عاما .
وقالت نانسي هولاندر محامية ولد صلاحي في حوار مع صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الثلاثاء 20 كانون الثاني إن اتفاقية مناهضة التعذيب التي تعد الولايات المتحدة الأمريكية جزءا منها تقر بضرورة محاكمة المجرمين الذين استعملوا التعذيب كوسائل ترهيب للسجناء..وتتساءل "لماذا لم يحاكم أي منهم؟"
وتضيف هولاندر "كلامي عن وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد.. فهو الذي أصدر الأوامر، ووقّع على قرار تعذيب ولد صلاحي..".
وقد أمضى محامو ولد صلاحي سنوات للحصول على مذكرات موكلهم التي جعلتها الحكومة الأمريكية سرية، وتعرضت لعمليات حذف كبيرة قبل رفع الحظر عنها بدعوى حماية معلومات حساسة.
ويروي ولد صلاحي في مذكراته رحلته مع التعذيب والإهانات انطلاقا
من بلده مرورا بأفغانستان والأردن قبل أن ينتهي به المطاف إلى معتقل غوانتانامو في آب/أغسطس 2002 ليصبح منذ ذلك الحين السجين رقم 760.
وتعتبر"مذكرات غوانتانامو" أول كتاب يؤلفه أحد السجناء قيد الاعتقال حيث تكشف اليوميات التي كتبت بالإنكليزية صنوف التعذيب التي تعرض لها، بما في ذلك حرمانه من النوم وتهديده بالإعدام وإذلاله جنسيا وتخويفه بأن معذبيه سيعتدون على والدته.
كما كشف عن تعرضه لـ"تقنيات استجواب إضافية" أوصى بها شخصيا وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد، حيث عصبت عيناه وأجبر على شرب الماء المالح، ثم أخذ إلى البحر على متن قارب فائق السرعة حيث تعرض للضرب لمدة 3 ساعات.
وكتب صلاحي في مذكراته أن المحصلة النهائية لهذا التعذيب كانت حفنة أكاذيب. إذ قدَم عددا من الاعترافات الملفقة في محاولة لإنهاء تعذيبه منها القول للمحققين إنه خطط لتفجير برج سي أن في مدينة تورونتو الكندية. وحين سئل إن كان صادقا في ما يقوله أجاب "لا يهمني طالما أنتم راضون.. فإذا كنتم تريدون الشراء أبيعكم".